حروف ثائرة

النهائى الأفريقى.. الإرادة والكأس الحقيقية

محمد البهنساوى
محمد البهنساوى

«وضعا قدما ونصف القدم».. هكذا يمكننا وصف الإنجاز الرياضى لقطبى الكرة المصرية الأهلى والزمالك بفوزهما على الثنائى المغربى الوداد والرجاء البيضاوى فى عقر دار الأشقاء المغاربة.. ليصبح الأهلى والزمالك على أعتاب نهائى أبطال أفريقيا ليكون النهائى بإذن الله مصريا خالصا.. وهنا لا نقلل من العملاقين المغربيين ولا نسبق الأحداث أو نضرب الودع.. ونعلم أن «الريمونتادا» من أحلى مفاجأت الساحرة المستديرة أن يعود فريق من هزيمة منكرة ليحقق فوزا ساحقا.. لكنى وملايين المصريين ومع احترامنا للأشقاء بالمغرب الغالى نتمناه نهائيا مصريا خالصا.. وتعود العروس الأفريقية لحضنها المفضل بقاهرة المعز.. سواء فضلت السكن بالقلعة الحمراء على نيلنا الساحر.. أو مالت برأسها لنوافذ القلعة البيضاء المطلة على شارع جامعة الدول العربية.
وإذا كنا نتحدث عن أمنية الملايين بالنهائى المصرى فبعضهم وبصراحة يتمناه كذلك ليشفى غليله من الفريق المنافس ومشجعيه.. الأهلاوية يريدون رد اعتبار الهزيمة الأخيرة.. والزملكاوية يحلمون بتكرار الانتصار.. وكل منهما يجهز لتحفيل لا قبل لمنافسه به.. لكن الأمر هذه المرة مختلف تماما.. أو هكذا يجب أن يكون.
لن ندفن رءوسنا قى الرمال.. ولنكن صرحاء فكل حفلات التحفيل التى كنا نمارسها أو تمارس علينا كان لها لذة ومذاق خاص يستمتع به المحتفل والواقع تحت نيران التحفيل وسط منافسة رياضية لم تنسنا أبدا مهما اشتدت نيرانها أننا جميعا مصريون.. لكن ما حدث الأعوام الماضية وربما قبيل أحداث يناير وما بعدها.. تحول التشجيع والرياضة لأداة تفريق لا تقريب.. ووسيلة للفتنة والتقاتل لا للمنافسة والتقارب.. ووجدت تلك النيران الصديقة الوهمية من يحولها إلى نار محرقة تشعل معها أحقادا وأضغانا وتنابذ.. وأصبحت وسيلة للمتربصين بمصر وشعبها لتحقيق هدفعم فى بث الفرقة.. وأصبحت فتنة ندعو الله من قلوبنا أن يلعن من يوقظها ويحرقهم بلهيبها بعيدا عن وطننا ومواطنينا.
ولنستمر فى المصارحة لنؤكد أن هناك من المسئولين الرياضيين من كان أداة فى يد أعدائنا لإشعال تلك النار المحرقة سواء بقصد أو بدونه.. وبدأت المسافات بين الناديين العريقيين تتسع وتتحول لهوة سحيقة تهوى بنا جميعا إلى نار أوقدها الأغبياء من بيننا.. وصرنا نرصد تزايد تلك الفتنة فى صمت يرقى للخيانة والتواطؤ والجبن من الجميع.. رغم أن كلنا نعرف العلة والعلاج.. لكن لا أدرى ما سبب الصمت؟!
اليوم تحديدا ونحن على بعد خطوات من النهائى المصرى المرتقب.. أرى فرصة ذهبية لنسترجع ما فقدناه من روح رياضية.. نعود للتحفيل لا التقتيل.. للتريقة المرحة اللذيذة وليس للسخرية المقيتة.. ولأن مصر أهم كثيرا من الأهلى والزمالك.. ومصلحتها تعلو فوق كل اعتبار.. لنستغل تلك الفرصة الذهبية والمباراة النهائية ندوس على كل خلاف وندفن كل سبب ومتسبب فى فتنة تحت أقدامنا لنعلو بمصر والروح الرياضية للجماهير.
هذا لن يتحقق إلا إذا كانت هناك إرادة رياضية وجماهيرية.. وقتها لن ننتظر النهائى المصرى إن شاء الله.. لكن نعد من الآن لتلك المبادرة القومية.. ونبدأ من مباراتى الإياب مع المغاربة.. لترتفع إعلام الجماهير الزمالكاوية فى مباراة الوداد تهتف مشجعة الأهلى. ويزلزل هدير أصوات الأهلاوية أركان الاستاد وهم يشجعون الزمالك أمام الرجاء.. ثم نصل للقمة فى المباراة النهائية لتكون فرصة لعودة الجماهير للملاعب وقبلها بالطبع عودة الروح الرياضية بين الجميع.
حتى ولو كان حلما. لكنه سهل المنال.. فقط إذا أردنا!!