السن مجرد رقم.. سيدة تتخرج في الجامعة بعد الـ60

السن مجرد رقم.. سيدة تتخرج في الجامعة بعد الـ60
السن مجرد رقم.. سيدة تتخرج في الجامعة بعد الـ60

"بعد ما شاب ودوا الكتاب".. عبارة نسمعها كثيرا عند مشاهدة أحد الأشخاص يريد تحقيق هدفه بعد مرور سنوات طويلة من عمره، لكن النجاح والإصرار لا يعرف المستحيل.

 

سعدية فلفلان سيدة لديها 6 أبناء، لم تستعن طوال حياتها بعاملة منزلية، لكن كان هناك توافق وتعاون ومساندة بينها وبين زوجها، وكان هناك اتفاق على تنظيم الواجبات والمتطلبات سواء للبيت أو الأبناء. 

 

لذا قررت سعدية التخلي عن "بعض المعتقدات الخاطئة حول أن التعلم فقط محصور بعمر معين، لتصل اليوم بكل تميز لسن الـ61 وهي لا تزال تطرق أبواب العلم".

 

لكن المشتركين بإحدى دورات إعداد المدربين في السعودية فوجئوا بوجود سيدة بينهم تواصل مشوارها التعليمي والتربوي معهم بدون أي تردد أو خجل.

 

فلفلان ترى أن العمر مجرد رقم، وأن الإنسان قادر على فعل كل ما يحلم به طالما يتمتع بالصحة والعافية، متمسكة بالمقولة الشهيرة "أطلبوا العلم من المهد إلى اللحد".

 

قررت سعدية الالتحاق بطلب العلم والتسجيل بدورات تتمحور أغلبها حول تطوير الذات، ودائماً ما تنتقد من يقول لي إنها كبيرة: قائلة "إننا نرى نماذج من سيدات في الدول الأجنبية وقد تجاوزت أعمارهن السبعين والثمانين وهن لا يزلن يمارسن حياتهن بكل حيوية ونشاط.

 

ولا تزال السيدة السعودية تتمسك بضرورة التخلي عن بعض التقاليد؛ إذ تقول: "على مجتمعنا تغيير النظرة للمرأة، التي يعتقد الكثيرون أنها بعد سن الخمسين يجب أن تلزم منزلها.. أنا أرى، على العكس، أن هذا العمر هو مرحلة الانطلاقة بعد التخفيف من الأعباء والمسؤوليات العائلية".

 

وسردت سعدية قصة حياتها للعربية نت، قائلة: "بعد زواجي وانتقالي للعيش بالمنطقة الشرقية، وللصعوبة التي واجهتها في التنقل، تخليتُ عن مسيرتي التعليمية حتى أستطيع العناية بأسرتي، وبعد خمس سنوات، أتتني فرصة لألتحق بالعمل في إحدى المدارس الأهلية، واستمرت بالعمل في التعليم لمدة 22 عاماً". 

 

 

وأصرت فلفلان خلال هذه الفترة على الالتحاق بالدورات التدريبية بكافة المجالات التطويرية، لكن كان طموحها الأول هو إكمال تعليمها والالتحاق بالجامعة، لكن للأسف تم رفض طلبها في الالتحاق بالجامعة بعد مرور 5 سنوات على تخرجها من المرحلة الثانوية. 

 

لم تيأس سعدية وقررت الالتحاق بالجامعة بنظام التعلم عن بُعد، وبالفعل قامت بتقديم أوراقها سرا ولم تخبر أحد بما قامت به حتى تضمن القبول في الجامعة أولا، وبالفعل تم قبولها وهي تبلغ من العمر 55 عاما، وظلت بها لمدة 6 سنوات حتى حصلت على شهادة التخرج.