أعلم أن المنصب كما له وقاره واحترامه ، فإن عليه الالتزام بالمصلحة العليا للدولة ، وان يكون حديثه مدققا علميا وجماهيريا. فلا يصح ان يتحدث الوزير فى قضايا من دون علم ولا حتى مرجعية سابقة لوزراء كانوا ملء العين والسمع فى مصر. من هنا يأتى السؤال ماذا جرى للزميل اسامة هيكل وزير الدولة للاعلام ؟!. وكان زميلا عزيزا فى صحيفة الوفد ، ومحررا عسكريا مجتهدا ، تم اختياره وزيرا الفترة الانتقالية لمصر اثناء المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، ثم اصبح رئيسا لمجلس ادارة مدينة الانتاج الاعلامى. وحاليا وزير دولة للإعلام مع احتفاظه بالمدينة فى حكومة الدكتور مصطفى مدبولى. وقد رسمت له الحكومة دورا محددا فى ظل دستور يجعل ولاية الصحافة والاعلام فى يد المجلس الاعلى للإعلام والهيئتين الوطنيتين للصحافة والاعلام.
للأسف ما حدث من الوزير مؤخرا واثار غضبنا كإعلاميين وصحفيين خروج على تقاليد وظيفته، وتسبب فى احباط للعاملين ، وايضا دون دراسة علمية. فقد صور اعلام الدولة وكأنه فاشل وليس له متابعين. لم يراع الجهد الكبير الذى يبذله العاملون بالصحافة والاعلام فى مواجهة قوى الشر والكتائب الاليكترونية للاخوان المجرمين. لم يراع ان المهنة مصابة بديون ضخمة منذ ستينيات القرن الماضى يتحملها الآن قيادات المؤسسات الحالية. كنت اتمنى ان تكون تصريحات هيكل مستندة إلى دراسات وابحاث من علماء متخصصين. انا شخصيا قدمت رسالة علمية حصلت بها على درجة الدكتوراة عن دور الحوكمة فى تحسين كفاءة المؤسسات الصحفية. ليت الزميل هيكل يكون قد قرأها. حيث ارسلتها إلى كل المهتمين بالحكومة وغيرها.
الزميل العزيز اسامة ليس عيبا ان تصحح ما قلته فى حق زملائك ، لكن العيب ان تصر على خطئك. لقد رد عليك الكثير من الزملاء كبيرهم وصغيرهم. لكنى ، باعتبارى اكبر منك سنا وخبرة وعلما انصحك بإعادة النظر فيما تقول ودراسته قبل ان تعلنه. أو ان تتشجع وتقدم استقالتك.
دعاء : اللهم اهد قومى فإنهم لا يعلمون