فى الصميم

الرقابة والانضباط بعد عودة الدراسة

جـلال عـارف
جـلال عـارف

عام دراسى جديد فى ظروف استثنائية. نحو 23 مليونا يعودون للمدارس فى أجواء تراجعت فيه المشاكل المعتادة ليتركز الاهتمام على إجراءات السلامة فى مواجهة فيروس «كورونا». الاجراءات الاحترازية التى تم الإعلان عنها من جانب المسئولين عن التعليم والصحة توفر - لو طبقت بشكل سليم - الوقاية المطلوبة لفلذات الأكباد فى أكثر من ستين ألف مدرسة تنتشر فى طول البلاد وعرضها.
التعاون بين المحليات والوزارات المعنية لابد أن يكون على أعلى مستوي.والمتابعة الجادة لا ينبغى أن تقتصر على يوم الدراسة الأول، ولا على بعض المدارس التى تستقطب الأضواء. الأهم والأخطر هو ما يتم فى مدارس الأرياف والأحياء الشعبية حيث يمكن أن تتحول المدارس الى مراكز لنشر الوعى فى  مواجهة فيروس «كورونا»، وحيث يمكن أيضا أن تستغل الموقف لمضاعفة الجهود لتجهيز المدارس وتطويرها للأفضل.
لائحة التعليمات الصادرة للمدارس لمواجهة الموقف ممتازة، لكن التطبيق والمتابعة والانضباط هى العوامل الحاسمة لتحقيق النجاح الضروري.الالتزام بالضوابط فى المدارس سوف ينتقل  - إذا نجحنا فيه - إلى المنزل والشارع ، ولهذا ينبغى التشدد فى التطبيق وفى المراقبة وفى توفير عوامل النجاح.
الالتزام بالكمامة فى المدارس يمكن أن ينهى ما نلمحه من تراجع فى الالتزام بهذا الاجراء الضرورى فى النشاط اليومي. ولعلنا هنا نجد وسيلة لتوفير الكمامات للطلبة والطالبات حتى لا يتحول الأمر الى «سد خانة» أو إلى سبب لغياب غير القادرين. وربما تكون الكمامات القماشية التى تصلح للاستخدام المتكرر حلاً يمكن تدبيره والتشارك فى تحمل أعبائه.
أمر آخر يستحق التعامل بجدية وهو توفير أقصى حد من النظافة داخل المدارس. المشكلة عامة بسبب عدم توفر العمالة والتجهيزات فى المدارس الحكومية. والحل لن يكون بتفرغ النظار لمسح البلاط وتنظيف الشبابيك، وإنما بتوفير نظام يضمن النظافة الدائمة داخل المدرسة. واعتبار ما ننفقه فى هذا السبيل استثماراً فى صحة أبنائنا وسلامتهم.
 العبء ثقيل، والتحديات كبيرة، والجهود التى تبذل كبيرة، والنجاح يتطلب أكبر قدر من الانضباط والرقابة الجادة. رافقت السلامة أبناءنا وبناتنا وهم يبدأون عامهم الدراسى فى هذه الظروف الاستثنائية.