الأهلي والوداد.. قمة مصرية مغربية للاقتراب من نهائي البطولة الإفريقية

الأهلي
الأهلي

  بعد توقف دام سبعة أشهر، تعود عجلة بطولة دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم، للدوران مرة أخرى، من خلال إقامة مباريات الدور نصف النهائي للمسابقة، والذي يشهد منافسة مصرية مغربية خالصة بتأهل فريقين من مصر "الأهلي والزمالك"، وفريقين من المغرب "الوداد والرجاء" للمربع الذهبي للبطولة القارية.

  تبدأ منافسات الدور نصف النهائي لدوري الأبطال الإفريقي، غدا السبت، عندما يحل الأهلي ضيفا على فريق الوداد المغربي على ملعب "محمد الخامس" بمدينة الدار البيضاء، في إطار لقاء الذهاب، فيما تقام المباراة الأخرى للدور ذاته مساء بعد غد الأحد، بين الزمالك والرجاء المغربي، على نفس الملعب.

  ومن المقرر أن تقام مباراتي الإياب في القاهرة يومي 23 و24 أكتوبر الجاري، وذلك لحسم هوية طرفي المباراة النهائية للمسابقة الأبرز في القارة السمراء.

  كانت بطولة دوري أبطال إفريقيا قد توقفت لمدة سبعة أشهر كاملة بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا، حيث تم إيقاف المسابقة كما هو حال معظم البطولات في العالم خلال الأشهر الماضية.. ويعود تاريخ آخر مباراة أقيمت ضمن منافسات النسخة الحالية من البطولة إلى السابع من مارس الماضي، في ختام الدور ربع النهائي، أي قبل أكثر من سبعة أشهر.

  مباراة الغد بين الأهلي والوداد، تعد تكرارا للمباراة النهائية لدوري أبطال إفريقيا عام 2017، وهي نسخة البطولة التي توج بها الفريق المغربي على حساب الأهلي، بعد التعادل ذهابا في ملعب برج العرب بالإسكندرية بنتيجة 1-1، قبل أن يفوز الوداد في لقاء الإياب بالدار البيضاء بهدف نظيف، مكنه من تحقيق اللقب القاري.

  وبالنظر إلى تاريخ مواجهات الأهلي والوداد المغربي في البطولة الإفريقية، سنجد أن هناك تكافؤ كبير بين الفريقين، إذ سبق لهما أن لعبا ثمان مرات من قبل، فحقق الأهلي الفوز في مباراتين، كما هو الحال للوداد الذي حقق انتصارين، فيما سيطر التعادل على أربع مواجهات بينهما.. ونجح لاعبو الأهلي في تسجيل ثمانية أهداف في شباك الوداد خلال الثمانية لقاءات الماضية بينهما، وهو نفس عدد الأهداف الذي أحرزه لاعبو الوداد في شباك الأهلي.

  الأهلي يدخل مباراة الغد، وهو منتشي بتحقيقه لقب بطولة الدوري الممتاز للمرة الـ 42 في تاريخه والخامسة على التوالي، فيما فشل الوداد في حصد لقب الدوري المغربي، الذي خسره في الجولة الأخيرة لصالح غريمه التقليدي الرجاء.

  ويتشابه الفريقان في ظروف الإدارة الفنية لكل منهما، حيث قام الأهلي والوداد بتغيير المدير الفني خلال الفترة الأخيرة، إذ تولى تدريب الأهلي الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني مدرب صنداونز السابق، وذلك بعد رحيل مدربه السويسري رينيه فايلر بشكل مفاجئ قبل انطلاق منافسات الدور نصف النهائي لدوري الأبطال الإفريقي.. أما الوداد فقام أيضا بتعيين مدير فني جديد هو الأرجنتيني ميجيل جاموندي الذي جاء خلفا للإسباني خوان كارلوس جاريدو، كما يعد جاوموندي هو المدير الفني الرابع للوداد في الموسم الجاري، بعد كل من الصربي زوران مانولوفيتش، والفرنسي سباستيان ديسابر، والإسباني كارلوس جاريدو.

  ويأمل الأهلي – صاحب الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بلقب دوري أبطال إفريقيا ( 8 مرات ) - في استعادة ألقابه وإنجازاته الإفريقية مرة أخرى بعد فترة غياب، حيث يعود آخر لقب لدوري الأبطال توج به الأهلي إلى عام 2013 حينما انتصر على فريق أورلاندو بيراتس الجنوب إفريقي في النهائي، فيما توج في العام التالي 2014 بلقب كأس الكونفدرالية، وكان ذلك آخر تتويج إفريقي للأهلي إلى يومنا هذا.

  كما يسعى الوداد في التتويج بلقب دوري أبطال إفريقيا للمرة الثالثة في تاريخه، بعدما رفع الكأس عامي 1992 و2017، فيما نال الوصافة مرتين أيضا عامي 2011 و2019.

  مشوار الأهلي في النسخة الحالية من دوري الأبطال، لم يكن سهلا على الإطلاق، حيث تواجد المارد الأحمر في دور الـ 16، في مجموعة صعبة ضمت إلى جانبه فرق "النجم الساحل التونسي، والهلال السعودي، وبلاتنيوم الزيمبابوي"، ونجح الأهلي في خطف بطاقة التأهل للدور ربع النهائي، بعدما حل وصيفا في ترتيب المجموعة برصيد 11 نقطة، خلف النجم الساحلي المتصدر الذي جمع 12 نقطة.

  وفي دور المجموعات، حقق الأهلي 3 انتصارات، وتعادل مرتين، وتلقى خسارة وحيدة، وسجل لاعبوه 7 أهداف، وتلقت شباكه 4 أهداف، ليجمع 11 نقطة في النهاية، ويتأهل للدور ربع النهائي، وتسفر القرعة عن وقوعه في مواجهة فريق صنداونز الجنوب إفريقي، في قمة نارية تكرر للعام الثاني على التوالي، بعدما تسبب الفريق الجنوب إفريقي في تلقي الأهلي أكبر هزيمة إفريقية في تاريخه بعد الفوز عليه في لقاء الذهاب لنسخة البطولة العام الماضي، بجنوب إفريقيا بخمسة أهداف دون رد.

وفي نسخة العام الجاري، تمكن الأهلي من الفوز ذهابا في القاهرة بهدفين نظيفين، سجلهما لاعبه التونسي علي معلول، قبل أن يحقق تعادلا ثمين في جنوب إفريقيا بهدف لكل فريق، لينجح في رد الاعتبار أمام صندوانز، ويحجز مقعدا في الدور نصف النهائي.

  أما فريق الوداد المغربي، فجاء في المركز الثاني أيضا بالمجموعة الثالثة في دور الـ 16، والتي ضمت إلى جانبه فرق "صنداونز الجنوب إفريقي، وبيترو أتلتيكو الأنجولي، واتحاد الجزائر"، بعدما جمع 9 نقاط من الفوز في مباراتين، والتعادل 3 مرات، فيما تلقى هزيمة وحيدة.

  وفي الدور ربع النهائي، واجه الوداد فريق النجم الساحلي التونسي، وتمكن من خطف بطاقة التأهل للدور نصف النهائي، بعدما فاز ذهابا في المغرب بهدفين نظيفين، ثم خسر إيابا في تونس بهدف دون رد، ليبلغ المربع الذهبي.

  ومن أوجه التشابه كذلك بين فريقي الأهلي والوداد قبل مواجهة الغد، الغيابات التي تضرب صفوف الفريقين، فكل منهما يعاني من غياب أكثر من عنصر بسبب الإصابات المختلفة.

  ويغيب عن الأهلي كل من ثنائي الدفاع محمود متولي ورامي ربيعة بسبب إصابة الأول بقطع في الرباط الصليبي للركبة، وإصابة الثاني في العضلة الخلفية، كما تبدو فرص محمود كهربا ضئيلة للغاية في اللحاق بمباراة الغد رغم تواجده رفقة الفريق في المغرب حاليا، بسبب عدم تعافيه الكامل من الإصابة بشد في العضلة الخلفية، فيما أعلن النادي الأهلي تعافي الثنائي محمد الشناوي حارس المرمى، وكذلك المدافع أيمن أشرف، وجاهزيتهما لخوض اللقاء.

  كما يعاني الوداد من غيابات بين صفوفه قبل مواجهة الأهلي غدا، ولعل الغياب الأبرز يتمثل في ثنائي خط الدفاع أشرف داري والشيخ كومارا بسبب الإصابة، كما يغيب عن الفريق الظهير الأيمن محمد ناهيري الذي انتهى تعاقده مع الوداد، وفضل الرحيل إلى فريق العين السعودي.