وزير الأوقاف: تقوية الدولة الوطنية «فرض عين» على كل وطني شريف

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف

افتتح الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وااللواء عبد المجيد صقر محافظ السويس، اليوم الجمعة 16 أكتوبر، مسجد المصطفى – بمدينة الملك عبد الله – بحي عتاقة مشاركة لأبناء محافظة السويس الاحتفال بالعيد القومي للمحافظة.

جاء ذلك بحضور الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، والدكتور عبدالله رمضان نائب محافظ السويس، والنائب سليمان وهدان وكيل مجلس النواب والسفير عبد الله الطليحي القنصل العام السعودي، والدكتور السيد الشرقاوي رئيس جامعة السويس، وخالد سعداوي سكرتير عام المحافظة، والعميد إيهاب حسن مساعد سكرتير عام المحافظة، والشيخ ماجد راضي مدير مديرية أوقاف السويس، والشيخ إسماعيل الراوي مدير مديرية أوقاف جنوب سيناء، وعدد من القيادات الدينية والتنفيذية بمحافظة السويس، وبمراعاة الضوابط والإجراءات الوقائية.

وفِي خطبته التي أداها الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، بمسجد المصطفى بعد افتتاحه تحت عنوان: «الحياء من الله ومن الخلق ومن النفس شيمة الكرام وفطرة إنسانية سوية»، أكد أن الإيمان الحقيقي يُقوِّم سلوك صاحبه ويُهذِّب أخلاقه، واستشهد بقول نبينا صلى الله عليه وسلم : «لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ، وَلاَ دِينَ لِمَنْ لاَ عَهْدَ لَهُ، وقال رجلٌ يا رسولَ اللهِ إنَّ فلانةَ فذَكَرَ من كثرةِ صلاتِها وصدقتِها وصيامِها غيرَ أنَّها تُؤْذِي جيرانَها بلسانِها»، قال: «هيَ في النارِ».

وذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، قِيلَ: مَنْ يا رسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الَّذي لا يأْمنُ جارُهُ بَوَائِقَهُ».
وبين وزير الأوقاف أن خلق الحياء من الأخلاق الأصيلة للإسلام، يقول صلى الله عليه وسلم: «إنَّ لِكُلِّ دينٍ خُلُقًا، وإنَّ خُلُقَ الإسلامِ الحياءُ»، والسيدة عائشة رضى الله عنها وأرضاها، تؤكد هذا فتقول : «إِنَّ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ عَشَرَةٌ : صِدْقُ الْحَدِيثِ، وَصِدْقُ الْبَأْسِ فِي طَاعَةِ اللَّهِ، وَإِعْطَاءُ السَّائِلِ، وَمُكَافَأَةُ الصَّنِيعِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ، وَأَدَاءُ الْأَمَانَةِ، وَالتَّذَمُّمُ لِلْجَارِ، وَالتَّذَمُّمُ لِلصَّاحِبِ، وَقِرَى الضَّيْفِ، وَرَأْسُهُنَّ الْحَيَاء».

وقال إن الحياء من الأخلاق الراسخة، التي أجمعت عليها جميع الشرائع السماوية، والتي لم تُنسخ في أي ملة من الملل، ولا شريعة من الشرائع، ويقول صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ»، واستشهد بقصة الفتاة التي طلبت منها أمها أن تخلط اللبن بالماء، فقالت لها يا أماه أما سمعت عزمة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، إذ نادى مناديه «لا يخلطن أحد اللبن بالماء»، فقالت لها: «أين منادي عمر الآن»؟ فقالت لها : يا أماه "إني لأستحي من الله أن أطيعه على الملأ، وأعصيه في الخلاء.

وأكد وزير الأوقاف، أن الحياء من الله تعالى يقتضي أن تراقب الله سبحانه وتعالى، في خلوتك وفي ظلمتك كما تراقبه في ملأ من الناس، 
فإذا كنت تستحيي من الله في الخلوة، كما تستحيي منه على الملأ، فأنت تحسن مراقبة الله، وهذا جزاؤه عند الله عظيم، فمن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: «ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ».

وفي سياق متصل، بين أن صفحات الجماعات الضالة تجنح إلى السب والقذف والخروج عن أخلاق الإسلام، والإسلام منهم براء، لأن نبينا صلى الله عليه وسلم يقول: «الْحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ وَالإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ وَالْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ»، وهذا ما تجده من كتائب الجماعات الضالة، التي تدعي زورًا أنها تحمل لواء الإسلام، والإسلام منها براء، فالمؤمن الحق لا ينطق بلفظ نابٍ أبدًا، فهو ليس بشتام ولا بذيء، ومن لم يتعظ بتخطف الموت لمن حوله هذه الأيام فلا واعظ له. 

وأكد أن الحملات المأجورة التي قامت بها الجماعات المأجورة حول قضية بناء المساجد في مصر، حملات كاذبة لا أساس لها من الصحة، فإنه خلال شهري سبتمبر وأكتوبر تم افتتاح 383 مسجدًا، وهذا المسجد هو رقم 383 في الافتتاحات، وأسأل الله العلي العظيم أن يجزي كل من أسهم أو قدم أو قام على مثل هذا المسجد خير الجزاء.

وأوضح أن هذه الجماعات كانت تختلس على أرض مغتصبه ما يحقق أهدافها ومصالحها، زاوية صغيرة هنا على أملاك الدولة، وأخرى هناك على حافة الترع وخلف قطبان القطارات والمقابر، ليختبئوا بأفكارهم الضالة عن أعين الناس، فلما عادت الدولة تستبدل في طريقها الإصلاحي بكل زاوية تعيق طريق الناس مسجدًا على هذا النحو بمفهوم المسجد الجامع، فقدوا صوابهم وأخذوا يروجون لشائعاتهم وأكاذيبهم التي يدحضها الواقع.

وشدد على أن الدولة تبني ولا تهدم، وأن ما حدث من عمارة للمساجد في السنوات الست الماضية غير مسبوقا، وربما لا يتكرر بسهولة في أي مكان، إذ بلغ إجمالي ما تم إحلاله وتجديده وصيانته ما يزيد على 3600 مسجدًا.

وعبر عن سعادته بهذا الصرح، مؤكدًا أن هذا هو مفهوم المسجد الجامع، وبه يتبين الفرق بين عمل الدولة ومؤسساتها وبين أفكار تلك الجماعات الضالة، فالدول تبني، ونحتاج أن نقوي دولنا ونقوي مؤسساتنا الوطنية ولا نسمح لتلك الكيانات التي كانت تريد أن تصنع كيانات موازية لا تنشأ إلا على أنقاض الدول بتعطيل مسيرة البناء.

وأشار الدكتور محمد مختار جمعة، إلى أن هذا المسجد لم يُبن في الهواء الطلق بل بُني في مدينة عامرة على تراث معماري وهندسي، فالدولة لا تبني المساجد فقط، وإنما تبني المسجد والمسكن والمدارس وتُعبّد الطرقات، وهذا هو ما يجعل من تقوية الدولة الوطنية فرض عين على كل إنسان وطني يحب وطنه، ومن الظلم تشويه الحقائق، فهذه الجماعات لا تعرف إلا التشويه والهدم، سائلًا الله تعالى أن يحفظ مصر وسائر بلاد العالمين من كل مكروه وسوء.