فضفضة

رسائل هيلارى

علاء عبد الهادى
علاء عبد الهادى

تحالفوا مع الشيطان من أجل الوصول إلى الكرسى والاستحواذ والسيطرة.
أعمتهم شهواتهم، ووضعوا أياديهم فى أيادى أعداء البلد، وتناسوا كل مبادئ وقيم الإسلام التى تستروا خلفها، وخدعوا بها البسطاء على مدار عقود.
أقسموا بأغلظ الأيمان، واستشهدوا بكتاب الله، وبأحاديث رسوله الكريم، من أجل لى ذراع الحقائق، ليصوروا وصولهم انتصارا لكلمة الله، هذا ما كان فى العلن، وعلى أرض الواقع كانت هناك روائح خبيثة، عفنة ونتنة، مبعثها اتفاقيات تستهدف هذا البلد وبيعه لمن يدفع الثمن. كانت هناك اتفاقات تتم فى ليل بهيم، بخلاف الخطاب المعلن.
كنا نسمع، وكنا نشك، وبعضنا كان على يقين، كتابات كثيرة تناولت تواطؤ جماعة "الإخوان" مع ادارة أوباما، وفى القلب منها هيلارى كلينتون، من أجل زعزعة استقرار مصر،وتغيير قواعد اللعبة لصالح جماعات الإسلام السياسى، ودائما كان الإخوان كعادتهم ينكرون، ويتسلحون بالنقاء والشفافية، ويعيدون على اسماعنا أحاديث المظلومية من ايام الملك فاروق ومرورا بجمال عبد الناصر والسادات ثم مبارك، حتى خرجت "إيميلات هيلارى كلينتون" للنور،مؤخرا لتفضح المستور، وتؤكد الدور الخبيث الذى لعبته الإدارة الأمريكية، واستخدامها لعرائس "الماريونيت" فى المنطقة لتنفيذ المخطط، وتحول الغزل العفيف بين الإخوان والإدارة الأمريكية إلى حب وزواج، نفس الأمر مع قطر التى أكدت دورها كأداة من أدوات أمريكا، ولم تكن سلسلة اجتماعات هيلارى مع وضاح خنفر رئيس قناة الجزيرة، أو بطاقمها التحريرى، عرضا أو اعتباطا، ولكنها كانت تؤسس لعلاقة استراتيجية تقوم خلالها "الجزيرة" بدور الخنجر فى خاصرة العرب، ومصر فى الصدارة منها.. كشفت "الإيميلات" فضائح من العيار الثقيل، وكشفت عورات من تستروا بورقة الدين والدفاع عن الإسلام، وهم يبيعون الوطن بثمن بخس دراهم معدودات، لا تعنى شيئا مهما تضخمت حسابات تجار الأوطان فى بنوك سويسرا.
أخطر ما فى التسريبات هو إطارها العام، وهو أن أمريكا التى كانوا يشيطنونها نهارا كانوا ينامون فى مضجعها ليلا ويتبادلون الهمس واللمس.