أسرار استيفان روستي.. بائع تين وعائد من الموت وآخر أملاكه 10 جنيهات

استيفان روستي
استيفان روستي

واحد من جيل الرواد في مجال الإخراج، الذي بدأه قبل العمل في مجال التمثيل في العام 1927، حيث شارك في إخراج فيلم «ليلى» في ذات العام، وقدم أول فيلم مصري صامت حمل عنوان «البحر بيضحك ليه» في العام 1928، وقام بإخراج فيلم «صاحب السعادة كشكش بيه»، بالمشاركة مع الفنان الراحل نجيب الريحاني في العام 1932.

من أب نمساوي عمل سفيرا للنمسا في القاهرة، وأم إيطالية عاشت في مصر، ولد الفنان استيفان روستي، وعندما ترك والده العمل السياسي، ورغب في العودة إلى بلاده، رفضت الأم الرحيل معه، وقررت البقاء مع ابنها في مصر، وحتى تهرب من محاولة والده لاختطافه اختفت مع استيفان، وهربت به إلى الإسكندرية وعاشا في منطقة رأس التين والتي التحق فيها استيفان بإحدى المدارس فيها.

حياة استيفان، مليئة بالأحداث التي لم يفلتها الزمن، وسجلتها الأحداث المتعاقبة، منها ما هو طريف، وما هو غريب في الوقت ذاته، واحدة منها حكايته مع سكان عمارة أنور وجدي، المجاورة لمحطة الإذاعة المصرية بشرطة النجدة.

حكايته مع سكان عمارة أنور وجدي

الحكاية تعود إلى أحد سكان العمارة، الذي أصر على إضاءة الأنوار أثناء الغارات الجوية، توجهت النجدة لشقة المذكور وطرقوا الباب عدة مرات قبل أن يقرروا الرحيل والعودة مرة أخرى لعدم وجود صاحب الشقة، إلا أن السكان أكدوا أنه بالداخل، وقبل أن يعاود رجال النجدة الطرق على الباب مرة أخرى قرر استيفان، أن يفتح الباب وهو في حالة سكر فقد اعتاد أن ينهي زجاجة «الكونياك» كاملة قبل أن يخلد للنوم، وقد توجه استيفان لقسم الشرطة لتحرير محضر بالواقعة لإقناعه بضرورة إطفاء الأنوار أثناء الغارات حرصاً على سلامته وأفراد أسرته وسكان العمارة أجمع.

ابن السفير يبيع التين الشوكي

واقعة أخرى طريفة حدثت لاستيفان، عندما اضطر لبيع التين الشوكي، في شوارع روما أثناء دراسته بإيطاليا، وهي الواقعة التي وثقها عميد المسرح العربي يوسف وهبي، في مذكراته حيث كتب: «اضطر استيفان روستي لبيع التين الشوكي في روما عندما كانت تنقطع عنه النقود أيام كان يتعلم التمثيل في إيطاليا، موطنه الأصلي».

مخرج حتى النخاع

في عام ١٩٣٥ قرر استيفان روستي، التوقف عن الإخراج والتفرغ للتمثيل، إلا أنه عاد مرة أخرى فأخرج فيلم عنتر أفندي عام ١٩٣٥، ثم أخرج ١٩٤٠ فيلم الورشة بطولة عزيزة أمير ومحمود ذو الفقار وأنور وجدي، وأخرج "ابن البلد" عام ١٩٤٢، وفيلم أحلاهم، وجمال ودلال، عام ١٩٤٥.

وفي حتى الموت

ماريانا اسم الفتاة التي تزوجها استيفان، وقد تعرف عليها في النادي الإيطالي ببورتوفيق، وظل وفيًا لها حتى رحيله، ورزق منها بطفلين، توفى الأول بعد أيام من ولادته والأخر بعد ثلاثة أعوام، وتسببت وفاة الطفلين في إصابة ماريانا باضطرابات نفسية نقلت على إثرها لمستشفى بهمان، للأمراض العصبية بحلوان.

شائعات لاحقت استيفان روستي

لم يسلم استيفان، من الشائعات ففي عام 1964 أقامت نقابة الممثلين حفل تأبين لاستيفان وهو لا يزال حيًا يرزق، وفي منتصف الحفل حضر استيفان، إلى مقر النقابة فأطلقت ماري منيب ونجوى سالم وسعاد حسني، الزغاريد فرحًا.

بعد أسابيع قليلة في مايو من ذات العام 1964، توفي بالفعل استيفان روستي، ولم يجد أصدقاؤه في جيبه سوى عشرة جنيهات فقط إضافة إلى شيك بمبلغ ١٥٠ جنيهًا نظير دوره في أحد الأفلام.

شاهد أيضا|| محمد التابعي.. يكتب التليفون فى 1950!