حكايات| المُرحل الجوي.. طيار على الأرض و«مدير فني» فوق السحاب

المرحل الجوي.. «مدير فني» فوق السحاب (صورة أرشيفية)
المرحل الجوي.. «مدير فني» فوق السحاب (صورة أرشيفية)

خلف ستار المطارات، تقف صفوف متراصة من جيوش المدنيين تعمل في تناسق كخلية نحل لا يُرى منها سوى العسل؛ إذ جرت العادة ألا يظهر في رحلات الطيران سوى الطيارين والمضيفين؛ لكن الحقيقة أن قطاعًا واسعًا لا تراه الأعين غائب عن الصورة.


زياد فتحي مرحل جوي بإحدى شركات الطيران المصرية عن مهنة المرحل الجوي يلعب دور المدير الفني للرحلات الجوية، وهو صاحب مهمة يجوز تشبيهها بمهمة المدير الفني لفريق كرة القدم، أما الطيارون فهم كاللاعبين، إن صح التشبيه.


زياد تحدث عن تجربته بالتأكيد أنه خريج كلية تجارة خارجية ولكن بعد أن انتهى من دراسته التحق بدراسة الترحيل الجوي بكلية الدراسات المتخصصة بالأكاديمية المصرية لعلوم الطيران، وأنهى دورة تدريبية في هذا المجال،  وساعده في الحصول على رخصة وظيفته أنه كان أحد أوائل دفعته.


من الشائع للعامة أن الطيار هو من يخطط للرحلة وهو المسؤول عنها؛ لكن حقيقة الأمر تبدو غير ذلك، فالطيار مجرد منفذ للرحلة، بينما المخطط أي المرحل الجوي فهو المسؤول عن كل كبيرة وصغيرة قبل الإقلاع؛ بل إنه هو وقائد الطائرة يوقعان على أنهما مسؤولين سويا عن سلامة الرحلة.


المرحل الجوي أو الطيار الأرضي الاثنان هما نفس المعنى، وهو له الحق في أخذ قرار بدء وإنهاء وتحويل وإلغاء أية رحلة ولكن ضابط العمليات الجوية هو من يقوم بتنفيذ تعليمات قطاع العمليات الجوية وله الحق في ترشيح أي شيء خاص بالتشغيل ويظل القرار النهائي في يد قطاع العمليات الجوية.


صحيح أن الطيار والمرحل يدرسان نفس المواد العلمية، ولكن في التنفيذ لكل منهما عمله الخاص ويمكن للطيار أن يقوم بتخطيط الرحلة دون استخدام أية أنظمة، غير أن ظهور التكنولوجيا الحديثة جعلت المرحل يستخدم كل الأنظمة التي تساعده في تحديد خطة الرحلة والأرصاد وأي شيء يخص المطارات.

 

ومع كل ما سبق فإن قانون الطيران المدني الدولي يلزم بوجود مرحل جوي بمركز العمليات ويشترط متطلبات معينة حتى يتم حصوله على إجازة المرحل الجوي وغير مصرح لأي شخص لا يحمل إجازة بعملية الترحيل.

 

 

وما بين هذا وذاك فإن مهمة الطيار الأرضي تبدأ مع التخطيط إلى الرحلة حتى عودة الطائرة إلى موقعها أو مطارها الأساسي، وهو مسؤول عن تسهيل كل شيء خاص بالرحلة بعد الإقلاع وإبلاغ قطاعات الشركة بالوقت الفعلي للإقلاع والهبوط.

 

أهمية الطيار الأرضي مع طاقم الرحلة تحددها سياسات الشركات، ولكن ليس هناك قانون يلزم المرحل الجوي بالسفر مع الرحلات لأن مسؤوليته ترتبط بتسهيل شيء للرحلات ولهذا فإن سفره على الرحلات يعتبر شيء مفيد جدًا.

 

 

بالنسبة لطاقم الطائرة وللرحلة كلها فالمرحل الجوي يُعتبر من الطقم القيادي للرحلة أي أنه يصنف من ضمن طاقم كابينة القيادة مثل الطيار القائد والمساعد وأكثر وقت يكون له دور في الرحلات هو وقت مبيت الطائرة خارج المطار الرئيسي لها حيث يعتبر مسؤول عن الطقم بأكمله وعن الطائرة أيضا.

وفي الآونة الأخيرة باتت وظيفة المرحل الجوي واحدة من الوظائف التي تحظى بإقبال الشباب المصري عليها؛ إذ يكون عمل الخريج في مركز عمليات الشركة وهذا يعني معرفة كل شيء عن التشغيل، وإذا تولى مهمة عمل لساعات طيران يمكن أن يصبح طيار.