«شائعات الخطف» عرض مستمر.. و«كتائب إخوانية» تنشر الأكاذيب لإثارة الذعر

أرشيفية
أرشيفية

كتب: محمد وهدان ووائل ثابت


«أجيال جديدة للحروب تتعامل مع قضايانا وتحدياتنا، وتحاول تصديرها للرأي العام في مصر، حتى تحوله لأداة لتدمير الدولة».. جملة صادقة قالها الرئيس عبد الفتاح السيسي في الندوة التثقيفية الـ 32 للقوات المسلحة.

الحقيقة أن الرئيس كان صريحا فيما قال؛ ففي الأيام الماضية كنا على موعد مع بداية موسم شائعات الخطف التي صدرتها الكتائب الإلكترونية الإخوانية لضرب الأمن والسلم الاجتماعي وإرهاب وتخويف المصريين.

وشهدت منصات التواصل الاجتماعى تداولًا واسعًا للأخبار، حول خطف عدد من الفتيات بمحافظة الإسكندرية، بغرض الاتجار في أعضائهن البشرية، لتتسع دائرة مشاركة هذه النوعية من الأخبار على السوشيال ميديا وتستغلها جماعات أهل الشر سياسيًا من أجل إظهار الدولة الضعيفة؛ وذلك قبل أن تصل قوات الشرطة إلى الفتيات ومعرفة أسباب هروبهن.

فالرد السريع من الداخلية على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة وتحذيرات النيابة العامة من هذا النوع من الشائعات، بدد أحلام هؤلاء الشرذمة التي لا تكل في تخويف وإرعاب المصريين.

أكاذيب وافتراءات

استراتيجية ممنهجة وضعت من أجل صناعة حالة من الجدل والهلع بيننا، بعد زعمهم اختطاف أكثر من 15 فتاة في أقل من 24 ساعة بالإسكندرية، وجاء ذلك من خلال مجموعة منشورات بداخل الصفحات والجروبات على موقع التواصل الاجتماعى الأشهر فيسبوك؛ لينساق الكثيرون وراء هذا النوع الموسمي من الشائعات والتي تحل علينا في هذا الوقت من كل عام.

القصة الأولى كانت تخص إنجي جمال، طالبة الصيدلة، التي عادت إلى منزلها بعدما تبين أنها تركته إثر خلافات عائلية مع والديها وشقيقها الدائم التعدي عليها، وإقامتها لدى شخص بمنطقة القناطر الخيرية ارتبطت به عاطفيًا منذ 7 أشهر عن طريق الإنترنت، واتفاقها معه على الزواج هربًا من المشاكل الأسرية، أما القصة الثانية فكانت ترويجًا لشائعة اختطاف فتاة تدعى فرح، وهي طالبة بالصف الثاني الإعدادي، ومتغيبة عن منزلها بمنطقة سموحة، والتي تم الإبلاغ بتغيبها، وبعد إجراء التحريات تم العثور عليها، في محافظة القاهرة.

وقالت الفتاة: «قررت الهرب من المنزل والذهاب إلى صديق من محافظة القاهرة، تعرفت عليه من موقع (التيك توك)، وبالفعل سافرت إلى هناك ولكني فوجئت به غير موجود إلى أن تم تسليمي إلى الشرطة لإعادتي لأسرتي».

وعلى الجانب الآخر، كتب محمد جمال، شقيق طالبة قويسنا المتغيبة وتدعى إنجي جمال، طالبة في كلية صيدلة، بعد عودتها على فيس بوك: «جزيل الشكر لقيادات وزارة الداخلية المحترمين على ما بذلوه من جهودات مكثفة لطمأنة قلوبنا، والشكر موصول لكل من ساعدنا ولو بالدعاء ولمن رد عنا غيبتنا وصاننا من كثرة الأكاذيب والافتراءات التي امتلأت بها صفحات الفيس بوك بشكل غير رسمي في الأيام العصيبة الماضية.. الحمد لله ملء الأرض والسموات العلا».

استغلال سياسي

وفي هذا الصدد يؤكد د. سعيد صادق أستاذ الاجتماع السياسي، أن ما حدث مجرد حوادث فردية أخذت شكل التريند بسبب مواقع السوشيال ميديا التي خلقت حالة من المبالغة من هذه الحوادث.

وأضاف أن هناك من يعمل على هذا النوع من الأخبار من أجل الاستغلال السياسي لتزييف الوعي وجعل الرأي العام أداة لتدمير الدولة.

وطالب صادق بأن تكون سرعة الرد على هذا النوع من الأخبار استراتيجية ثابتة لملء هذا الفراغ حتى لا يتجه رواد هذه المواقع إلى استياق الأخبار من السوشيال ميديا، مطالبًا الإعلام الوطني والأجهزة المعنية سرعة الرد لجهض الشائعات؛ ونشر الرد عبر الصفحات الرسمية للوزارات والهيئات الحكومية، كما ثمة دور للمواطنين في عدم المساهمة في بث الرعب والتأكد من صحة أي معلومة قبل نشرها.