فى الصميم

أوراق محروقة..!!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

الكشف فى هذا التوقيت عن مراسلات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون هو فى الأساس جزء من المنافسة الانتخابية على رئاسة أمريكا التى دخلت مرحلتها النهائية. يستهدف ترامب تسليط الأضواء على الفشل الديموقراطى فى إدارة مرحلة حاسمة فى تاريخ منطقتنا والعالم، وتوجيه الاتهامات لكلينتون بالإهمال، ولها ولأوباما وبايدن بمسئولية الفشل الأمريكى فى هذه المرحلة.
ما يهمنا هو الوجه الآخر الذى يكشف عن استهداف دول المنطقة. والتآمر لإدخالها فى جحيم «الفوضى الخلاقة» التى تبنتها أمريكا منذ غزو العراق. تؤكد الوثائق الكثير من الحقائق التى كانت معروفة حول سياسة أمريكا وتحالفاتها المشبوهة، وتضيف العديد من التفاصيل الهامة والوقائع الخطيرة.
تباطؤ وزارتى الخارجية والعدل فى الكشف عن الوثائق لم يكن بالطبع من باب التعاطف مع الديمقراطيين، ولكنه بالتأكيد لاستكمال اجراءات ضرورية لمصلحة الأمن الأمريكى وإبقاء الحماية اللازمة لمن مازال لهم دور فى تأمين هذه المصالح!!
على الجانب الآخر يبقى عنصر أساسى فيما تم الكشف عنه، وهو تعامل «واشنطون» مع العديد من العناصر التى كانت فى خدمة مخططاتها على أنها أصبحت مجرد «أوراق محروقة»!! لاعمالة «الاخوان» أو «أردوغان» أو النظام القطرى أمر جديد، ولا عداؤهم لكل ما هو عربى أو تآمرهم ضد كل ما ينتمى لـ «الوطن» اكتشاف طارئ، ولا أحد صدق يوما أن «الجزيرة» وأخواتها كانت مشروعاً خيرياً لنشر الديمقراطية التى هبطت فجأة على «الدوحة» مع انقلاب الابن على أبيه!!
الجديد فى كشف بعض المستور من جانب «واشنطون» أنها تتعامل مع هؤلاء الذين تصدروا كشف العملاء على أنهم قد تحولوا - بالنسبة لها - إلى  أوراق محروقة إنتهى دورها فى اللعبة المهزومة ولم يبق أمامها إلا المصير المحتوم لكل الخونة والعملاء!