«صيد الأسماك».. كيف يمكن أن يكون عقبة في مسار «بريكست»؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تأتي رياح البريكست بما لا تشتهي سفن الاتحاد الأوروبي.. لم يكن هذا تعبيرًا مجازيًا عن حال مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والتي لا تزال متعثرة إلى حد الآن رغم تنفيذ الخروج نهاية شهر يناير مطلع هذا العام، ولكنه واقعٌ تعيشه سفن الاتحاد الأوروبي، التي ألفت الصيد في المياه البريطانية.

ومع مرور الأيام واقتراب موعد انتهاء الفترة الانتقالية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والمحدد له في الحادي والثلاثين من ديسمبر المقبل، مع نهاية هذا العام، بات لزامًا التوصل لصفقةٍ ضمن اتفاق بريطانيا والاتحاد الأوروبي التجاري حول مصايد الأسماك بين الجانبين في مرحلة ما بعد الانسحاب النهائي.

واعتادت سفن الاتحاد الأوروبي اصطياد أسماك في المياه البريطانية، تقدر قيمتها بـ650 مليون يورو، في وقتٍ كانت تحصل القوارب البريطانية على حوالي 150 مليون يورو من صيد الأسماك في مياه الاتحاد الأوروبي، مما يجعل الجانب البريطاني مع تثبيت الانفصال متشبثًا باتفاقٍ يخالف ذلك، ويحاول أن يعادل من خلاله الكفتين.

أزمة مصايد الأسماك

وكشف دبلوماسي بارز في الاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة الماضي، أنه مع اقتراب الموعد النهائي للتوصل إلى اتفاق، ما زال المفاوضون من الجانبين في خلاف حول الحقوق التي ستحصل عليها سفن صيد الاتحاد الأوروبي للصيد في المياه البريطانية بعد انتهاء الفترة الانتقالية لبريكست في 31 ديسمبر المقبل، وذلك نقلًا عن "روسيا اليوم".

وأشار الدبلوماسي الأوروبي إلى أن قطاع الصيد يمثل جزءًا صغيرا من اقتصادات كل من الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، مستطردًا بالقول "لكن له أهمية سياسية للعديد من الدول الأعضاء، بما فيها فرنسا وبلجيكا وهولندا والدنمارك".

وفي السياق ذاته، أجرى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مباحثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أول أمس السبت، قال جونسون خلالها إن "عدم إبرام اتفاق بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أفضل من توقيع اتفاق سيء بشأن مصايد الأسماك".

قمة مرتقبة

ومن المنتظر أن تجمع قمةٌ مرتقبة الخميس المقبل جونسون والزعماء الأوروبيين، حيث سيتم وضع النقاط على الأحرف فيما يتعلق بالرتوش النهائية لاتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والذي لا يزال يمر بعثرات، وعلى رأسها الاتفاق التجاري بين البلدين.

وحدد رئيس الوزراء البريطاني موعدًا نهائيًا في 15 أكتوبر لتوقيع اتفاق أو ليكون الاتفاق في المتناول حول الشروط التجارية المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي، بما يعني أن جونسون منح القادة الأوروبيين الفرصة الأخيرة في قمة الخميس للتوصل لاتفاق تجاري حاسم.

وصرح جونسون من قبل بأن بريطانيا مستعدة لمغادرة الاتحاد الأوروبي دون اتفاقٍ، وهو ما اعتبره بروكسل خرقًا لاتفاق خروج بريطانيا من التكتل الأوروبي، في انتظار ما ستسفر عنه قمة الخميس، وهل ستضع حدًا للخلافات بين الجانبين أم ستوسعها؟