وقفة

معارك النصر وتجسيدها سينمائيا

أسامة شلش
أسامة شلش

٤٧ عاما هى عمر ما فات على انتصارات أكتوبر المجيدة ورغم الزمن ومرور الأيام مازالت ذكريات النصر وأسراره تعود بنا لتلك اللحظات التى جسدت روعة العسكرية المصرية ووفاء شعب ربط على قوته ليحقق أبناء جيشه أعظم الأمجاد العسكرية بعبور أكبر مانع فى التاريخ ممثلا فى قناة السويس التى أكد الخبراء أن عبورها من المستحيلات ويحتاج إلى قنبلة ذرية مع خسائر فى القوات تقدر بـ ٢٠٪.. العبور والمعارك التى دارت بعد نجاح اقتحام قناة السويس والاستيلاء على خط بارليف المحال الذى ركع فى ٦ ساعات أمام إرادة وقوة وعزيمة المصريين وهم يرددون الله اكبر يحتاج إلى ألف قصة ورواية لتجسيدها سينمائيا وفنيا.
وتماما كما نجح فيلم «الممر» ومسلسل «الاختيار» فى تجسيد جزء من انتصارات وتضحيات المصريين وجيش مصر وأبنائه وما قدموه من تجسيد للبطولات يجعلنا نطالب بالمزيد والمزيد من مثل تلك القصص الواقعية الحقيقية التى جسدها جنودنا الأبطال على أرض الواقع والحمد لله فالتاريخ العسكرى وما قامت به القوات المسلحة تم تسجيله فى العيد الفضى لحرب أكتوبر من تسجيل حى صوتا وصورة مع أبطال العبور من رجال القوات المسلحة بكل اسلحتها، حكوا ما قاموا به وكيف واجهوا العدو وكيف انتصروا وكيف كانت المواجهات وتم جمع كل تلك الشهادات من  افواه أبطالها وتدوينها فى مجلدات، ما احوجنا لخروجها إلى النور لتراها الاجيال التى لم تعش تلك الملحمة الكبرى التى تحققت بفضل من الله وتوفيقه بعدما تم الاعداد السليم والصدق مع النفس والتخطيط الجيد والإعداد المذهل الذى فاجأ الصديق قبل العدو والفضل فى ذلك يعود إلى التدريب الشاق ولحظة خداع ايقنت كل أجهزة الدولة وكل أسلحة الجيش تنفيذها فجعلت عين العدو تغفل عن أى شيء وهى لا تصدق عندما بدأ العبور أن جيش مصر عبر القناة وانه عند الثامنة مساء كانت الكبارى قد اقيمت والساتر الرملى انهار و٨٠ ألف جندى بأسلحتهم على الضفة الشرقية للقناة بعد أن استولوا على خط بارليف المنيع وأقاموا رؤوس الجسور بطول القناة وتوغلوا لمسافة ١٥ كيلو وبدأوا القتال من مواقعهم الجديدة على الضفة الشرقية وأوقفوا تقدم العدو بصدورهم العارية.
عبور القناة ملحمة بكل ما تحمله الكلمة من معانى وخطة الخداع قمة التخطيط واقامة الجسور وفتح الساتر الرملى بمدافع الماء كانت اروع ما خططت له قواتنا المسلحة ونفذته بنجاح ومعارك الدبابات الكبرى وتدمير اللواء ١٩٠ المدرع الإسرائيلى واسر قائده العقيد عساف ياجورى أكبر رتبة تقع فى ايدى قواتنا فى خطة تحتاج إلى قلم فنان ليكتب كيف تم الايقاع باللواء فى كمين نصب بإحكام للايقاع بدباباته فى مرمى القناصة من رجال الصاعقة فدمروها حتى دبابة القيادة التى خرج منها عساف مستسلما رافعا يده. معارك الجيش المصرى تحتوى على بطولات من الجنود والضباط سطروها بالدم وقدم الآلاف منهم ارواحهم فداء لمصر ولأرضها ولاستعادة الكرامة.
التاريخ العسكرى خاصة فى حرب أكتوبر أو ما سبقها من حرب الاستنزاف بهما من الروايات ما يمكن أن يعبر بصدق عن الجندية المصرية معركة رأس العش والجزيرة الخضراء وكبريت والمعركة الصينية وبطولات العباسى وعبدالعاطى الذين واجهوا فى أول أيام الحرب بصدورهما دبابات ومجنزرات إسرائيل ودمروا العشرات منها جعلت جولدا مائير تبكى على ما تعرض له جيشها من ذل وهوان على يد جنود مصر.
نجاح الطريق إلى ايلات كفيلم تليفزيونى والممر كفيلم سينمائى والاختيار كمسلسل يجعلنا نشتاق إلى المثيل لأنها هى التعبير الحقيقى عن بطولات مصر وجيشها وتحيا مصر.