مصل الإنفلونزا.. ضل الطريق عن «وريد الغلابة»!

مصل الإنفلونزا
مصل الإنفلونزا

◄ ارتفاع سعره لـ170 جنيه حرم البسطاء
◄ الصيدليات تستغل الأزمة وتوفر تطعيم مضروب ومهرب بدعوى أنه الأرخص

◄ مدير تطعيمات المصل واللقاح: إذا عجز المواطن أمام تكلفة «الرباعي» .. فـ«الثلاثي» أرخص

وجوة شاحبة.. أنفاس مكتومة.. سعال.. كحة.. نهجان.. آلام في الصدر.. هذا حال المترددين على عيادات الأمراض الصدرية  أغلبهم من مرضى الأمراض المزمنة والحساسية الصدرية.. معظمهم فى حاجة ماسة لمصل الإنفلونزا الموسمية.. إلا أن ارتفاع سعره ثلاثة أضعاف هذا العام عن السنة الماضية وقف حائلاً أمام حصول الكثيرين عليه.

الكثير من الفقراء لا يملكون ثمنه خاصة في ظل توقعات بحدوث موجة ثانية أشرس من كورونا.. لذلك اجتاحت حالة من الغضب عدداً كبيراً من المواطنين، وذلك بعدما أعلنت هيئة المصل واللقاح عن ارتفاع سعر مصل الأنفلونزا من 65 جنيهاً إلى 170 جنيهاً.


وقد توجهت «بوابة أخبار اليوم» لإحدى عيادات الصدر بمنطقة بولاق الدكرور -الشعبية- لاستطلاع آراء المواطنين والتقينا بالحاجة أم فتحي إحدى المترددات على العيادة بصحبة ابنها وبادرت بالقول لنا: ابنى ورث عني حساسية الصدر، ولذلك نصحنا الطبيب بأخذ لقاح الأنفلونزا، وكل عام كنت أحرص على أن أخذه أنا وابني، وعندما ذهبت لعيادات المصل واللقاح هذا العام فوجئت أن سعره تضاعف ثلاثة مرات وأصبح 180 جنيه بدلاً من 65 للمصل الواحد، لذلك انصرفت دون أن أخذه.


أما بدرية فتقول إنها اعتادت الحصول على تطعيم الأنفلونزا الموسمية قبل موسم الشتاء سنوياً للوقاية من الأنفلونزا، وبالفعل قامت بالتوجه للمصل واللقاح بالدقي التي أعلنت عن توافر المصل، إلا أنها فوجئت إن التطعيم بـ 170 جنيها بالإضافة إلى 10 جنيهات لإعطاء الحقنة، فلم يكفي ما معها من نقود، وفى طريق عودتها لمنزلها ببولاق الدكرور وجدت لافته معلقة في واجهة إحدى الصيدليات تؤكد وجود مصل الأنفلونزا بـ (65 جنيها ) فقط، فدخلت لأخذه على الفور، ولكن جاءت النتائج عكسية، حيث بدأت تشعر بارتفاع درجة الحرارة وتورم مكان التطعيم وإحمرار بالجلد، وبعد إسبوع هاجمتها الأنفلونزا بشدة، فتوجهت للطبيب الذي أكد لها أن المصل الذي حصلت عليه كان فاسداً نتيجة سوء تخزين وأدى لحدوث أعراض جانبية.


ويضيف الحاج حمدي أنه لا يعرف الأماكن الرسمية لتطعيمات الأنفلونزا الموسمية، ولكنه يبحث عن عروض الصيدليات التي توفر مصل رخيص، وهذا العام وجد اللقاح متداول بالصيدليات بسعر 60 جنيهاً، ولكنه لاحظ أن تاريخ العام الماضي مدون عليه، وبسؤال الصيدلي أكد صلاحيته، وبدعوى التوفير قام بأخذه في الصيدلية، وللأسف أصيب بالأنفلونزا واشتدت عليه الأعراض، وأخبره الطبيب أن المصل لم يجدِ نفعاً لاختلاف نوع الفيروس عن المصل المتداول العام الماضس.

سعر مرتفع
ويرى الدكتور عصام المغازي، رئيس جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر، أن سعر لقاح الأنفلونزا غير مناسب لفئات كثيرة، خاصة أن سعر المصل في العام الماضي كان 65 جنيهاً، مؤكدًا أن سعر اللقاح هذا العام بـ170 جنيهًا غير شاملة خدمة التطعيم أى بزيادة حوالي ثلاثة أضعاف بدون أى سبب مفهوم، مطالباً من الحكومة توفير المصل مجاناً للفئات المستحقة مثل العاملين بالقطاع الطبي وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة ومنهم مرضى الربو الشعبي والسدة الرئوية، خاصة أن مصر مقبلة على فترة حرجة جداً مع دخول المدارس والجامعات وإنتخابات مجلس النواب, وعودة الأنشطة بالكامل ودخول دول كثيرة فى الموجة الثانية من مرض كورونا.


وأوضح أنه لا علاقة مباشرة بين مصل الأنفلونزا الموسمية والوقاية من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، إلا أنه مفيد في أنه يمنع الإصابة بنزلات البرد التي تتشابه في أعراضها مع فيروس كورونا فيستطيع الطبيب تشخيص كورونا ولا يختلط عليه الأمر، ومن ناحية أخرى يخفف حدة أعراض الإصابة بالفيروس، لأنه يمنع مشكلات الجهاز التنفسي التي يسببها الأنفلونزا، فيقلل من الضغط على المستشفيات فيخف الزحام، وبالتالى تستطيع الدولة تقديم خدمة جيدة لمرضى كورونا، وأيضاً يمنع الإصابة المزدوجة بالأنفلونزا الموسمية وكورونا، لأنهما لو حدثا معاً غالباً يفشل الجهاز المناعى فى التصدى لهما وتصبح إصابة مميتة.


لم يزد السعر
بينما نفى الدكتور مصطفى المحمدي، مدير عام مراكز التطعيمات في الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات «فاكسيرا» التابعة لوزارة الصحة، ما تردد عن ارتفاع سعر مصل الأنفلونزا الموسمية هذا العام، مشيراً إلى أن المتوفر حالياً في الأسواق المصرية، هو لقاح الأنفلونزا الذي يطلق عليه اللقاح الرباعي، الذي يشمل 4 سلالات من فيروس الأنفلونزا وهو بسعر 170 جنيها وهو مختلف عن لقاح الأنفلونزا الثلاثي الذي يشمل 3 سلالات من الفيروس فقط، مشيراً إلى أن اللقاح الثلاثي سيصل مصر خلال أسبوعين، مع عدم تغيير سعره، وهو  65 جنيهاً، مشيراً إلى أنه لا يجوز الحصول على لقاحين معاً، وفي حالة  عجز المواطن عن توفير تكلفة اللقاح الرباعي عليه أن ينتظر اللقاح الثلاثي.


ونصح «المحمدي» المواطنين بأخذ اللقاح من الجهات الرسمية المضمونة، حيث إن اللقاحات بصفة عامة عبارة عن مستحضرات بيولوجية، شديدة الحساسية للكثير من العوامل ومنها درجة الحرارة بالمقام الأول، وطريقة الحقن، مؤكداً أن تطعيمات الأنفلونزا للعام الماضي لا تصلح للحصول عليها هذا العام لكونها غير فعالة ولن تقى من الإصابة بالفيروس نظراً للتغيرات والتحورات التي تطرأ على فيروس الأنفلونزا الموسمية المستمرة، لذلك اللقاح يختلف من موسم لآخر. 


ويضيف الدكتور أمجد الحداد، مدير مركز الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، أنه لا علاقة للمصل واللقاح بالأمصال المتواجدة داخل الصيدليات، والتي يدعي العاملون بها بأنها مستوردة، فهي مسؤولية إدارة التفتيش الصيدلي ونقابة الصيادلة، وغالباً لا تعي الصيدليات آلية التخزين الصحيحة للأمصال.

 
..أما الدكتورة أمل نور الدين استشارى طب الأطفال، فتأسف لعدم وجود تطعيم الأنفلونزا الموسمية ضمن حزمة التطعيمات المجانية، ولهذا يحرم منه الأطفال بالأماكن الشعبية والأسر الفقيرة، ولهذا تزداد نسب الإصابة والوفاة بالالتهاب الرئوي للأطفال، وكان من الضروري أن يتم تعميم تطعيمات الأنفلونزا الموسمية على أطفال المدارس للوقاية من الفيروس، وخاصة الأطفال المصابون بأمراض السكر والقلب.
لا للتعميم.


وأوضح دكتور نبيل الببلاوي، رئيس الشركة القابضة للمصل واللقاح السابق، أنه لا يمكن تعميم تطعيم الأنفلونزا الموسمية على الجميع،حيث أن من لا يعانون من مشكلات صحية، من الطبيعي أن يصابوا بالأنفلونزا دون تتطور أى مضاعفات لديهم بسبب قوة مناعتهم،  وبالتالي لا يوجد أى خطر عليهم، أيضاً تكلفة تعميم التطعيم تقف حائلاً ولا يوجد ميزانية لذلك