مسار العائلة المقدسة.. «المحرق» و«درنكة» آخر محطتي «المسيح» بالصعيد

مسار العائلة المقدسة
مسار العائلة المقدسة

في رحلة استمرت لعدة أشهر من القدس إلى صعيد مصر، لا تزال رحلة العائلة المقدسة للسيدة العذراء والمسيح واحدة من أعظم رحلات البشرية.

 

وخلال هذه الرحلة، كانت محافظة أسيوط المستقر الأول للعائلة المقدسة، وتحديدًا في جبل قسقام والذي دشن فيه أول كنسية عرفها التاريخ والمذبح المقدس الأول بالمحافظة، ومنها إلى المغارة المقدسة بحضن الجبل الغربي بدرنكة، للاختفاء من بطش الرومان والملك الجائر هيرودس.

 

محطات في مسار الرحلة المقدسة

 

آخر المحطات قبل العودة إلى بيت المقدس كان «دير درنكة» وهو واحد من أكبر أديرة مصر وبه مغارة السر التي لجأت إليها السيدة العذراء مريم لحماية السيد المسيح والتي مكثت بها ثلاثة أسابيع، وأول كنيسة عرفها التاريخ هي بـ«الدير المحرق» على سفح جبل قسقام.

 

يقع الدير الذي به أول كنيسة في التاريخ وحتى قبل بناء كنيسة القيامة، على الجبل الذي عاش به السيد المسيح بصحبة السيدة العذراء والقديس يوسف النجار، داخل الصحراء الغربية بصعيد مصر بمركز القوصية، يعد من أشهر الأديرة فى مصر، ويليه شهرة دير العذراء بجبل درنكة حيث المغارة المقدسة، والتي لجأت لها العائلة المقدسة في رحلة الهروب من بطش الملك هيرودس والذي قرر قتل كل طفل يولد حتى لا يظهر نبي جديد.


«دير درنكة»

 

وفي آخر الرحلة كان اللجوء إلى المغارة المقدسة وهي آخر مواقع الاختباء وحتى وفاة الملك الطاغية هيرودس، وتعتبر المغارة التي سكنتها العائلة في جبل درنكة بعد أن ارتحلت من جبل قسقام، واتجهت إلى جبل أسيوط مغارة قديمة منحوتة في صخر الجبل.

 

أقامت السيدة العذراء بداخل تلك المغارة لمدة ثلاثة أسابيع وأيام معدودة، ويعتبر دير درنكة، هو آخر المحطات التي التجأت إليها العائلة المقدسة في رحلتها إلى مصر والتي استغرقت ثلاثة سنوات ونصف السنة، باركت فيها أرض مصر وشعبها، لتقرر العودة إلى فلسطين بعد التأكد من خبر وفاة الملك هيرودس.

 

وفي جبل درنكة أقامت العائلة المقدسة 3 أسابيع وهي الفترة الزمنية التي مكثتها في دير العذراء بجبل درنكة، أثناء رحلتها في مصر في هذا المكان ويقام كل عام عنها عيد كبير يسمي عيد اللجوء وتجذب بوصفها واحدة من أشهر المناسبات المسيحية أكثر من مليوني زائر من المسيحيين والمسلمين من مختلف الأعمار من جميع محافظات مصر.

 

دير المحرق

 

أما الكنيسة الأثرية بدير المحرق فهي المكان الوحيد فى العالم الذى دشنه السيد المسيح بيده، حسب وصف الأنبا ميكسموس المحرقي، وهي من أقدم الآثار المسيحية في العالم، وبها نفس المغارة التي أقامت فيها العائلة المقدسة، ومذبحها هو نفس الحجر الذى كان بالمغارة، الذي جلس عليه السيد المسيح، وصحن الكنيسة تم ترميمه فى القرن 19 ميلادية.

 

وتحظى هذه الكنيسة بعدة امتيازات بداية من مذبح الكنيسة الأثرية، حيث يقول الأب مكسيموس، إن هذا المكان تدبر إلهياً للسيدة العذراء والسيد المسيح ويوسف النجار أثناء رحلتهم خوفاً من بطش هيرودوس الذي كان يذبح جميع أبناء بيت لحم خوفاً من ظهور السيد المسيح، وارتاحت الأسرة المقدسة هنا في أول مكان تنزل فيه منذ بدأت رحلتهم من القدس وفلسطين.

 

والمذبح هو المكان الذي تقدم فيه القرابين إلى الله، وهي عبارة عن خبز يصلى عليه ويقدم قرباناً إلى الله، ويأكل منه العامة من زوار الدير، هذا المكان أقامت به العائلة المقدسة مدة ستة أشهر وعشرة أيام.

 

وفي الدير يوجد مكتبة بها 708 مخطوطات غير بضعة آلاف من الكتب المطبوعة، وتختلف موضوعات هذه الكتب، فمنها ما يتعلق بالكتاب المقدس وأجزائه المختلفة، ومنها ما له علاقة باللاهوت والتاريخ والطقس الكنسي.

 

الدير من أهم المزارات المسيحية على أرض مصر وأفريقيا، ويأتي إليه الزوار من دول مثل إثيوبيا وجنوب أفريقيا بديلاً عن زيارة القدس، لأنه مكان أقامت به العائلة المقدسة، والدير يحتوي على قصر ضيافة فاخر أقامه الأب المتنيح باخوميوس الأول، أسقف الدير، في عام 1910، وهو مخصص لاستقبال كبار الزوار، ويبلغ ارتفاعه 16 متراً، ويتكون قصر ضيافة الزوار بدير المحرق من ثلاثة طوابق.

 

واستعرض اللقاء مناقشة سبل دعم واستكمال تطوير مسار محطات رحلة العائلة المقدسة بالمحافظة وبخاصة دير المحرق بالقوصية ووضع أسيوط على خريطة السياحة العالمية نظرًا للأهمية الدينية والتاريخية لمحطات رحلة العائلة المقدسة بالمحافظة والتي تقام بها الاحتفالات الدينية التي تجذب المصريين مسلمين وأقباط ومختلف السياح من جميع أنحاء العالم.

 

اللواء عصام سعد محافظ أسيوط أعلن عن بدء أعمال رصف طريق قرية مير دير العذراء المحرق بمركز القوصية لمسافة 1 كيلو متر تمهيدا لاستكمال تطوير باقى الطريق والذى يمتد لمسافة 5 كيلو والذي تم اعتماد مبلغ 55 مليون جنيه لتطويره بالكامل وذلك ضمن خطة المحافظة لتطوير مسار محطات رحلة العائلة المقدسة وذلك ضمن خطة الدولة للاهتمام بتطوير مسار رحلة العائلة المقدسة. 

 

أقرأ أيضا|الانتهاء من تطوير مسار العائلة المقدسة بسمنود