مصر تدخل عصرًا جديدًا من استخدام الطاقة المتجددة بالقطاع الصناعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مصر تدخل عصرًا جديدًا من استخدام الطاقة المتجددة فى القطاع الصناعي من خلال التعاون الوثيق بين وزارة التجارة والصناعة ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية

أولت الدولة المصرية اهتماما كبيرا خلال السنوات الماضية بالطاقة المتجددة، وقد أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر غنية بالموارد الطبيعية وخاصة طاقة الرياح والطاقة الشمسية التي تؤهلها لتكون واحدة من أكبر منتجي الطاقة المتجددة.

ووضعت مصر إستراتيجية لزيادة مصادر الطاقة المتجددة إلى 20 ٪ من إجمالي توليد الكهرباء بحلول عام 2022 ،وهو ما يمثل حوالي 7200 ميجاوات من خلال تنفيذ مشروعات للقطاع الخاص و الحكومي فى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة.

وتحتل مصر المرتبة الحادية عشرة بين دول العالم من حيث سرعة نمو انبعاثات غازات ثاني أكسيد الكربون وتعتبر عمليات التسخين من أكثر العمليات إنتاجا لهذه الانبعاثات بالإضافة إلى أن استخدامها في قطاعات الصناعة يعد من أعلى استهلاكات الطاقة في مصر. 

وفى هذا الإطار نفذت وزارة التجارة والصناعة المصرية، مشروعا لاستخدام الطاقة الشمسية في عمليات التسخين بقطاع الصناعة، وذلك بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية» اليونيدو« خلال ست سنوات من 2015 إلى 2021 بهدف خلق بيئة مناسبة للتوسع في استخدام السخانات الشمسية في عمليات التسخين الصناعي، بالإضافة إلى تعميق التصنيع الإجمالي للسخانات وتشجيع تطبيقاتها في القطاع الصناعي المصري.

وتساهم وزارة التجارة والصناعة في العمل على تنويع مصادر الطاقة واستخدام طاقة متجددة نظيفة والحد من استخدام الطاقة التقليدية في العمليات الصناعية وذلك للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة والتي تؤثر على تغير المناخ في مصر، كما تهدف الوزارة إلى تشجيع وخلق فرص عمل جديدة وتشجيع ريادة الأعمال من خلال التوسع في استخدام السخانات الشمسية والعمل على تشجيع التصنيع الإجمالي لها مما يؤثر على دفع النمو الاقتصادي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة لمصر.

وقد صرحت د. جيهان بيومي مدير المشروع ومسئول برامج الطاقة بمنظمة اليونيدو بأن المشروع يهدف إلى تعميق التصنيع المحلي لتكنولوجيات الطاقة الجديدة والمتجددة »الطاقة الشمسية« وتشجيع تطبيقها بعمليات التسخين فـى الـصـنـاعـة، والحد من استخدام الطاقة التقليدية فى العمليات الصناعية فى مصر، وتنويع مصادر الطاقة وتوفيرها للقطاع الصناعي. 

كما يـهـدف إلـــى خـلـق فـــرص عمل جديدة وتشجيع ريادة الأعمال فى مجال تصنيع نظم الطاقة المتجددة، كل ذلك بالإضافة إلى تقليل الأثر البيئي لعمليات التسخين فى القطاع الصناعي. وقد قام المشروع بإعداد خارطة طريق لدعم التصنيع المحلي لتكنولوجيات الطاقة الشمسية وتشمل خطة تنفيذية للتوسع فى استخدام الطاقة الشمسية فى العمليات الحرارية الصناعية وذلك للعمل على زيـــادة الطلب على نظم التسخين الشمسي وزيـــادة تنافسية المصنع المصري ورفع جودة الخدمات والمنتجات المقدمة للمستهلك بشكل عــام مـن خلال ضبط أفـضـل للسوق المحلي. 

كما تعتمد خـارطـة الطريق على انتقاء أفـضـل فــرص الاستثمار المتاحة للمصنعين المحليين وتحديد الجهات التى يمكن لها القيام بتمويل تلك الفرص. كما عمل المشروع على بناء القدرات المحلية والكوادر الوطنية وتوفير الـدعـم الفني اللازم للقطاع الصناعي لتصميم وتركيب وصيانة نظم التسخين بالمصانع مما سيسهم فى تطوير الصناعة المستدامة الشاملة فى مصر والتوجه نحو تبنى ممارسات الاقتصاد الأخضر.

كما تم وضع معايير إلزامية لأنظمة تسخين المياه بالطاقة الشمسية للمصنعين والموردين بالتعاون مع هيئة المواصفات والجودة على أن تتم الاختبارات اللازمة بمعامل الهيئة القومية للطاقة الجديدة والمتجددة وجــــارى الـعـمـل عـلـى تـطـويـر وتأهيل معمل الهيئة الخاص باختبار مكونات السخانات الشمسية والتي يتم تصنيعها محلياً بحيث يكون مطابقا للمعايير الدولية المتبعة في هذا الشأن.