إنعام محمد على: لم أخرج مسلسلاً إلاّ وكانت له رسالة وهدف

المخرجة إنعام محمد علي
المخرجة إنعام محمد علي

» المخرجون الجدد قدموا صورة جديدة لكن بعضهم اهتم بالعنف كثيراً

عاطف سليمان

 

 المخرجة الكبيرة إنعام محمد على قيمة فنية كبيرة وقامة إخراجية متميزة عبر سنواتها عشقت الفن ودرست الإعلام وتفوقت فيه أيضاً.. لم تقدم عملاً إلا وكان هادفاً يحمل بين طياته رسالة وهدفاً.. شقت طريقها فى الإخراج التليفزيونى بمجرد نجاحها فى المسابقة التى أعلن عنها التليفزيون حين طلب مساعدين مخرجين وكانت قد تخرجت فى كلية الآداب حينذاك وتقدمت للامتحان مع ١٦٦٦ شابا وفتاة، نجح منهم ٦٢، بينهم ١١ فتاة وعينت فى مراقبة التمثيليات، ثم مرت الأيام وتصبح مديرة مراقبة برامج المرأة إلى جانب عملها بالإخراج. ثم التحقت بمعهد الإعلام لتنال درجة الماجيستير فى موضوع مهم إلا وهو الدراما التليفزيونية ودورها فى تطوير المجتمع وقد كان لها تأثير كبير فى حياتها وتخرجت وكان ترتيبها الثانية على الدفعة وكان ضمن دفعتنا بهاء طاهر وعبد الوهاب قتاية ومحمد الخولى وغيرهم، الكثير من التفاصيل عن مسيرتها وآرائها فيما يقدم حاليا من دراما تتحدث خلال السطور التالية.

» ماذا تقولين عن البدايات؟
- كنت أول مخرجة دراما فى التليفزيون إذ كان الرجال يسيطرون على الإخراج، وكانت الصورة النمطية للمخرج. المعروفة عنه هو الرجل العصبى عالى الصوت، لكنى بحمد الله استطعت أن أغير من هذه الصورة، بحرصى على الوقوف على كل شىء فى العمل وبالتفاصيل الدقيقة وهذا ما عُرف عنى، وقد أدركت أن من يمتلك أدوات عمله يستطيع القيادة والنجاح بحكمة. وأنا أحرص دائما على إخراج أقصى ما عند الممثل فى العمل ككل والدور الذى يلعبه.


» لو توقفنا عند أعمالك ماذا تقولين عنها. بعد مشوارك الطويل فى الدراما التليفزيونية؟
- لم أقدم عملا إلا وله رسالة، ولم أعمل أبدا من أجل الربح، فأنا أؤمن بدور الدراما فى تغيير وتثقيف وتطوير المجتمع، وأن من يعمل فى الدراما التليفزيونية يجب ألا يتعامل برؤية تقديم ما يريده الناس، بل تقديم ما يجب أن يروه على أن يكون فى قالب جذاب وممتع. والحقيقة أن الفضل فى تكوين رؤيتى يرجع لما درسته فى الإعلام وقد ساهمت دراستى فى تشكيل رؤيتى فى مجال الإخراج، وكيفية اختيارى لموضوعات أعمالى وتحديد جمهورى وكيفية التأثير عليه، والاحتفاظ به حتى الحلقة الأخيرة، فأصبح لى أسلوب ومنهج، ففى الموضوع الاجتماعى مثلا، لابد أن يشعر المشاهد بالمصداقية وأنه أمام شخصيات حقيقية عبر ما تابعه وشاهده من حلقات للمسلسل الذى اقدمه للجمهور.


أشهر النجوم
» من أشهر النجوم الذين قدمتهم أنعام محمد على؟
- قدمت الكثير من النجوم منهم صفاء أبو السعود وآثار الحكيم وفاروق الفيشاوى وصابرين وغيرهم.


» من خلال دراستك للصحافة والإعلام.. بماذا تصفين الدراما فى الفترة الأخيرة؟
- لا يمكن القول إن كل الأعمال دون المستوى، بل أظن أن المستوى تحسن، فمثلاً قناة «دى إم سى» أصبحت تعرض أعمال ذات قيمة وتحتوى على قيم المجتمع، وتُظهر أن مازال هناك أمور إيجابية، خاصة أعمال يسرى الفخرانى، وحقق جماهيرية كبيرة، وهى تشبه الأعمال القيمة القديمة إلا أن بعضها كانت فيه مبالغة يجب ألا يكررها.
» عمل استوقفك فى الفترة الأخيرة؟
-أعجبتنى فكرة مسلسل «إلا أنا» من بطولات نسائية، خاصة أن الغالبية تفضل البطولة الذكورية، وهى قصص تحمل قيما إيجابية ودراما اجتماعية تناسب كل أفراد الأسرة، فمثلًا أختى أصبحت مشاهدتها للمسلسل شيئا أساسيا فى يومها.


» رغم تفضيل الغالبية للدراما الاجتماعية لماذا يميل المنتجون لإنتاج دراما العنف؟
- يختلف جمهور السينما عن جمهور التليفزيون، لكن بعض المنتجين يخلطون بينهم، فجمهور السينما هو جمهور الشباب الذى يذهب برغبة تامة لمشاهدة فيلم فى السينما ويدفع ثمن تذكرة ويستمتع لمدة لساعة أو اثنتين، لكن جمهور التليفزيون يشاهده جميع الأعمار والفئات، وموجود فى كل البيوت، فلا يناسبه العنف والدليل على ذلك هو إنتاج مسلسل (إلا أنا)، فهو مسلسل اجتماعى لا يحتوى على عنف، وأنا أرى أن التليفزيون مؤثر فى مجتمعنا أكثر خصوصًا عند زيادة حلقات المسلسل الواحد الذى أصبح يتجاوز ٦٠ حلقة.


» كيف ترين عودة إنتاج السباعيات والـ 15 حلقة؟
- شىء جميل أن تعود السباعيات أو الـ 13 حلقة أو حتى الـ 15 فهذا تركيز للدراما.
مط وتطويل
» وما رأيك فيمن يقوم بإنتاج الـ 60 حلقة؟
- وجهة نظرى أن بها مطا وتطويلا لا داعى له أفضل التركيز. كما أنه ليس لدينا الآن أمثال أسامة أنور عكاشة الذى حافظ وتميز بكتابة الأجزاء وكان مبدعا كبيرا.

» ما أهم الجوائز والتكريمات التى حصّلت عليها وتعتزين بها؟
- كانت أول جائزة لأحسن مسلسل «دعوة للحب» فى أول مهرجان يقام فى الكويت للأعمال الدرامية العربية، عام 1984. وكذلك جائزة مهرجان شنغهاى الدولى الأول لتمثيلية السهرة «دولت فهمى التى لا يعرفها أحد» وقد نالت التمثيلية نفسها جائزة مهرجان دولى من المغرب وآخر بتونس. وهناك الجائزة الذهبية لفيلم «حكايات الغريب» فى أول مهرجان يقيمه اتحاد الإذاعة والتليفزيون عام 1994 وهناك الجائزة الذهبية لفيلم «الطريق إلى إيلات» فى المهرجان العربى الثانى الذى أقامه اتحاد الإذاعة والتليفزيون، عام 1995. أيضا الجائزة الفضية عن تمثيلية «نونة الشعنونة» فى المهرجان العربى الثالث لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، عام 1996. جائزة المركز الكاثوليكى المصرى لعدة سنوات عن أفلام صائد الأحلام، حكايات الغريب، الطريق إلى إيلات كأحسن فيلم تليفزيونى عن أعوام 1992، 1993، 1995. الجائزة الذهبية لمسلسل «أم كلثوم» وأيضًا جائزة أحسن إخراج من المهرجان السادس لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، عام 2000. هذا بالإضافة إلى حصول هذا المسلسل وأيضاً الأعمال الدرامية السابقة على العديد من الميداليات وشهادات التقدير من مهرجانات محلية وأخرى عربية. وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى من الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك فى عيد الإعلاميين، عام 1999 وجائزة الدولة التقديرية فى الفنون من المجلس الأعلى للثقافة، عام 2003 ومؤخرا تم تكريمى ومنحى شهادة تقدير موقعة من فريق مركز الإبداع أبطال عرض «سينما مصر» سلمها لى المخرج رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافى.