حكايات| حجر سحري من جبال البر الغربي.. صناعته يحتكرها أهل الأقصر

حجر الألباستر
حجر الألباستر

حجر سحري لونه أخضر، فسفوري في الظلام تركه الأجداد بين صخور الجيال، كميراث لأبنائهم في مدينة الأقصر العريقة، إنه حجر نور الصباح المشتق من خام الألباستر المعروف.

 

ما هو الألباستر؟
تحتكر مصر صناعة الألباستر، حيث لا توجد تلك الأحجار في مكان آخر، والألباستر هو نوع من المعادن الخام البيضاء كما يوجد في عدة ألوان، ناعم الملمس ويتميز بصلابته وشدة نصوعه عند وجوده طبيعيا، بالإضافة إلى سهولة تطويعه وتشكيله، واستخدمه المصريون القدماء في نحت التماثيل وصنع أدوات الزينة.

 

وتعني الألباستر باللغة المصرية القديمة الوعاء أو المزهرية الخاصة للآلهة «باستيت».

 

جولة بين الحرفيين
داخل المصنع ستجد حرفيين يعملون على الأرض،مهمتهم تهذيب الأحجار في عملية يدوية غاية في الدقة، يجرون عمليات التنعيم اللازمة، قد تأخذ القطعة الواحدة منهم عدة أيام.

 

أحجار «الألباستر» الرائعة، التي لا يعرف أسرار صقلها وتطويعها إلا أهل الأقصر ، هم يجلبونها من الجبل إلى  ورشهم في البر الغربي، ويهذبونها وينحتونها، ليخرجوا بمنتج تحفة فنية.

 

«نحضر بلوكات الألباستر من جبال وعرة تبعد مسافة 80 كيلو متر عن وادي الملوك، ولا تُنقل إلا بالجمال والحمير»، هكذا أخبر «محمد» أحد العاملين بصناعة الألباستر السياح بالمصنع.

دخولك المصنع الغرض منه سياحي أيضا وليس للبيع فقط، فأنت يصاحبك مرشد محلي يلبس جلبابه الصعيدي ويشرح لك أنواع الألباستر، ويجعلك تلمس الخامات قبل وبعد الصقل، يعطيك النسخة النهائية من المنتج مفتخرا بصنيع يده، قائلا إنهم يستخدمون آشعة الشمس في عملهم لتقوية الحجر، ويشرح عملية تنعيم الحجر الدقيقة، والفرق بينه وبين البازلت وغيره من الأحجار.

 

نحاتو الألباستر

يعمل النحاتون بأدوات بدائية للعمل ولكنها تفي بالغرض، رغم وجود ماكينات تشكل حديث لتلك الأحجار، والمعروضات يمينا ويسارا مختلف ألوانها، الأبيض والرمادي والأخضر، والأصفر، و«نور الصباح».


رفوف مكتظة بمنتجات الألباستر داخل من تماثيل ومزهريات، يقف كل بائع ويتدلى بجوار مصباح مضئ يظهر من خلاله جودة المنتج ودقة نحته، وعروق الألوان التي تشق تفاصيله.

 


 

والأكثر إبهارا هو حجر «نور الصباح»، هو الأكثر تميزا بين الألباستر، حيث يبعث ضوءاً طبيعياً في الظلام، ولا يحتاج لإنارة لإظهار جماله كباقي الألباستر، ويشهد هذا الحجر إقبالا كبيرا من المصريين والسياح، بسبب نوره الأخضر في الظلام.