فى الصميم

أوقات ترامب الصعبة!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

فى تصريحاته الأولى من المستشفى بعد إنتقاله إليها من البيت الأبيض، كان الرئيس ترامب حريصاً بالطبع على طمأنة أنصاره، وكان وهو يمر بأزمته الصحية العنيفة يتخلى عن بعض عناده ويقول إنه تعلم الكثير من تجربته مع فيروس كورونا!!
لكن مع شعوره بالتحسن أصر على العودة السريعة  للبيت الأبيض رغم عدم إكتمال الشفاء خشية من تأثير البقاء فى المستشفى على موقفه فى الانتخابات. وعلى باب البيت الأبيض كان ترامب حريصاِ على إرسال الإشارات لمناصريه. خلع الكمامة وبدأ فى استعادة خطابه المتحدى فى رسائله التى تقول إنه أفضل صحياً مما كان عليه قبل عشرين عاماً(!!) وداعياً أنصاره للخروج وعدم الخوف من «كورونا» لأنهم قادرون على قهرها كما فعل هو!!
وطبيعى أن يحاول «ترامب» التمسك بمظهر الرجل القوى فى مواجهة «بايدن» الضعيف، لكن هناك حدود لهذه المحاولة، وهناك فارق بين التعاطف الانسانى مع «الرئيس» الذى ضربه الفيروس.. وبين اعتبار الأمر نجاحاً لأسلوبه فى التعامل مع الوباء الذى قد ينجو منه، لكن أكثر من ٢٠٠ ألف أمريكى كانوا ضحاياه حتى الآن!!
مشكلة ترامب الآن - وهو يواصل مقاومته للفيروس فى أوقات صعبة - أنه مضطر لتوجيه معظم خطابه للحفاظ على معنويات أنصاره وإستعادة ثقتهم التى إهتزت، وأن «كورونا» سيطرت على المشهد ثانية وهى ليست ملعبه الأثير منذ بداية الأزمة وحتى أوصلته إلى حافة الخطر!!
يعود «ترامب» للبيت الأبيض تحت رعاية طبية مكثفة، يخلع الكمامة على الباب، لكنه سيجد بالداخل جناحاً مغلقاً لأن «كورونا» إجتاحته. وسيجد عدداً من كبار مساعديه قد أسقطهم الفيروس، وسيجد دعوته للأمريكيين للخروج وعدم الخوف من «كورونا» يقابلها السؤال من خصومه عن توافر الإجراءات الاستثنائية التى توافرت له أمام الجميع!!
 المؤكد أنه - إذا سمحت الظروف الصحية لترامب، فإنه سيواصل المعركة بنفس الأسلوب الذى يعد بأيام لن تخلو من المفاجآت.. وربنا يستر!