فى الصميم

الطريق إلى أكتوبر..

جـلال عـارف
جـلال عـارف

بعد هزيمة ٦٧ وقف وزير دفاع الكيان الصهيونى «موشى ديان» مختالاً يقول إنه ينتظر إتصالا تليفونياً من القاهرة يقر بالهزيمة ويخضع لنتائجها.
بعد أيام.. كانت الدبابات الاسرائيلية تزحف نحو مدينة «بورفؤاد» للاستيلاء على آخر ما تبقى من سيناء تحت السيطرة المصرية، فإذا بها تجد جنود مصر الصامدين فى إنتظارها، وإذا بها - بعد معركة ضارية - تعود مهزومة شر هزيمة تاركة وراءها فى «رأس العش» حيث جرى الصدام بقايا الدبابات المحطمة والجنود المهزومين والكبرياء الكاذب الذى لم يصمد أمام إختبار «رأس العش» حيث كان أول دروس ما بعد يونيو.. وهو أن المعركة مستمرة والثأر قادم.
وقبل يومين رحل عن عالمنا اللواء الشرقاوى الذى قاد جنودنا الذين تصدوا لدبابات العدو فى «رأس العش» لينضم إلى قافلة أبطالنا الذين قاتلوا وضحوا وكتبوا صفحات خالدة فى تاريخ العسكرية المصرية والعالمية لهم جميعاً أجر الشهداء الصادقين فى الانتصار للوطن.
يذكرنا ذلك بالطريق الصعب والرائع الذى سارت فيه مصر على مدى ست سنوات لتعبر فيه الهزيمة الى حرب بدأها الشعب فى التاسع من يونيو حين رفض الهزيمة وتعهد بأن يتحمل كل شيء ليوفر لجيشه العظيم كل إمكانيات الثأر والانتصار.
من الصمود العظيم، إلى حرب الاستنزاف على مدى سنوات جهزت جيش مصر للعبور المنتصر فى اكتوبر.. كانت مصر كلها جنوداً فى المعركة، وكانت تقدم ملحمة متكاملة.. تبنى جيش العبور وتمضى فى عملية التنمية رغم المصاعب. تبنى حائط الصواريخ وتنتج - بأيادى أبنائها - كل احتياجاتها الأساسية. تقاتل على كل الجبهات وتفجر كل طاقات الإبداع عند أبنائها لتكون أكتوبر «درسا» فى العسكرية مازال العالم يتعلم منها، ودرساً فيما تستطيع الوطنية المصرية أن تنجزه، وفيما يستطيع العرب أن يكونوا عليه لو تمسكوا بما تم انجازه فى أكتوبر العظيم الذى جعل العالم يتحسب لقوة عالمية تملك كل الإمكانيات التى تضعها فى المقدمة.
كل أكتوبر ومصر بخير، وأمتنا العربية قادرة على استعادة الطريق الذى كان «أكتوبر العظيم» بدايته التى لابد أن تكتمل رغم كل التحديات.