مصرية أنا

بائع الفريسكا وسيدة القطار

إيمان أنور
إيمان أنور

لا أحد يستطيع أن ينكر الدور الذى تلعبه السوشيال ميديا وتأثيرها فى حياتنا اليوم.. فبعد ان تداول الناس قصة نجاح وتفوق ابراهيم الشاب المتفوق والذى اشتهر بلقب بائع الفريسكا وأصبح بطلا احتفل به جموع الشعب المصرى لصبره وجلده ونزاهته وتفوقه رغم ظروفه المتواضعة التى اضطرته للعمل على شواطئ البحر حاملا صندوقه الخشبى على كتفه وهو يتجول رافعا صوته بالنداء مروجا لسلعته « فريسكا لابوندا « وبعد الاحتفاء به وتشجيعه ومساعدته لتحقيق حلمه بالالتحاق بكلية الطب حتى يصبح طبيب المستقبل.. كل ذلك عرفناه بعد انتشار فيديو صغير عبر الفيس بوك وهو يتحدث بضعة دقائق معدودات تاركا رقم هاتفه المحمول لمن يمد له يد المساعدة.. فلم تمر ساعات الا وانهالت عليه المساعدات والهدايا الثمينة كما انه حل ضيفا فى برامج التوك شو ها نحن بالامس القريب ننتفض مرة أخرى بعد تداول فيديو أبلة صفية أو كما أطلق عليها سيدة القطار الست المصرية الجدعة الاصيلة الطيبة والتى تصرفت بتلقائية الأم التى لم ترتض إهانة المجند الشاب فى عمر أبنائها.. وقد تابعنا ايضا قصتها الانسانية عبر فيديو تداولته مواقع التواصل الاجتماعى.. وبغض النظر عن ملابسات المشهد والدهشة التى انتابتنى وأنا أتابعه من صمت الرجال الذين وقفوا صامتين لم يتحرك أحد منهم ولَم يبادر أحدهم بمشاركة ابلة صفية موقفها فى صورة غريبة عكست بلادة حس رجال على ورق فقط وشهامة ومروءة نموذجا رائعا لسيدات مصر.. وبغض النظر عن وقاحة الكمسرى وتطاوله على الشاب المجند.. هو ورئيس القطار.. وبعيدا عن سلوك الجندى الذى قبل ان يحترم الزى الذى يرتديه من المؤكد انه خرج من أسرة أحسنت تربيته.. فلم يستجب لمحاولة استفزازه وجرجرته لارتكاب الخطأ الا انه تمتع بثبات انفعالى رغم صغر سنه.. وبغض النظر عن السؤال الذى يطرح نفسه من الذى قام بتصوير كل من فيديو شاب الفريسكا وسيدة القطار.. بغض النظر عن ذلك كله.. فانه يجب علينا ان نتوقف كثيرا أمام أدوات العصر السوشيال ميديا.. ونحذر من تأثيرها الكبير على الناس والمجتمع !