فى الصميم

قليل من السياسة.. كثير جداً من الشتائم!!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

حتى الأمس، ورغم استطلاعات الرأى التى كانت تظهر تفوق المرشح الديموقراطى «بايدن» على الرئيس ترامب فى سباق الرئاسة.. كان الكثيرون داخل المعسكر الديموقراطى يخشون من المناظرات الثلاث بين المرشحين المتنافسين ويحسبون ألف حساب لقدرات «ترامب» على مخاطبة الجماهير، حتى أن رئيسة مجلس النواب الديموقراطىة «بيلوس»» كانت قد اقترحت على «بايدن» إلغاء المناظرات، لكنه رفض ذلك وقرر الاستمرار فى ترتيبات المواجهة المباشرة مع ترامب الذى كان يتصرف واثقاً من قدراته على استخدام هذه الفرصة لقلب الموازين لمصلحته.
بالأمس كانت أولى المناظرات بين الرجلين، والتى جاءت - كما كان متوقعاً لحد كبير - حافلة بالهجوم الشخصى والإهانات المتبادلة والخلو من أى أفكار كبرى. لكن المفاجأة الحقيقية كانت فى تفوق «بايدن» بوضوح على «ترامب» كما أكدت تقديرات المراقبين ونتائج استطلاعات الرأى السريعة التى جرت فور انتهاء المناظرة!!
راهن «ترامب» منذ البداية على قدراته الخطابية فى الضغط على «بايدن» وتشتيت تركيزه بالمقاطعة المستمرة، لكنه فوجئ بابن السابعة والسبعين يصمد لهجومه ويضعه طوال المناظرة فى موقف الدفاع الذى لم يكن لديه الكثير ليرد به فى قضايا مثل «كورونا» و«العنصرية» ثم أخيرا التهرب الضريبى!!
فى العادة.. تأثير هذه المناظرات يظل محدوداً فى شريحة محددة لم تقرر بعد موقفها فى الانتخابات وهو أمر صعب فى ظل الانقسام الكبير الذى يسيطر على المجتمع الأمريكى الآن. ومع ذلك فقد كان «ترامب» يراهن على أن يكون تفوقه فى هذه المناظرات عاملاً يساعده فى حسم الأصوات المترددة والتى تكتسب أهمية كبيرة فى الولايات المتأرجحة التى تلعب دوراً هاماً فى تحديد الفائز فى السباق المحموم إلى البيت الأبيض.
خسر «ترامب» الفرصة فى المناظرة الأولى، وعزز «بايدن» تفوقه حتى الآن فى السباق الرئاسي. لكن مستوى الحوار يصدم الكثيرين داخل وخارج أمريكا. والحذر واجب فى كل الأحوال، فما كان مستبعدا حدوثه فى الديموقراطية الغربية الأكبر لم يعد كذلك!!