بعد حبس ذئب القاهرة الجديدة..

ما هي أفعال «هتك العرض» وتأثيرها على مستقبل الأطفال؟ مستشارة قانونية تجيب

المستشارة القانونية والمحامية دينا المقدم
المستشارة القانونية والمحامية دينا المقدم

أمرت النيابة العامة بحبس متهم هتك عرض صبي لم يجاوز خمس سنوات ميلادية بالقاهرة الجديدة، أربعة أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات.

من جانبها، أوضحت المستشارة القانونية والمحامية دينا المقدم، أن جريمة هتك عرض الأطفال، من أبشع الجرائم التي ترتكب بحق الأطفال الأبرياء في جميع أنحاء العالم، وهتك عرض الطفل هو إشراك الأطفال بشكل غير طوعي بأفعال وسلوكيات جنسية تسبب لهم الأذى الجسدي أو النفسي أو العاطفي، عادة ما يكون التحرش من قبل شخص بالغ مع شخص صغير أو شخصان صغيران ولكن أحدهما يتفوق بالقوة أو السلطة على الآخر.


ما هي أفعال هتك عرض الأطفال؟


وأشارت المستشارة القانونية، إلى أن أفعال هتك العرض تتمثل في كشف الأعضاء التناسلية أو ملامستها، وإزالة ملابس الطفل، وحث الطفل على ملامسة أو ملاطفة جسدية لشخص آخر، والتلصص على الطفل، وتعليمه عادات سيئة كالاستمناء، وتعريضه لصور فاضحة أو أفلام أو مقاطع، وإجباره على أعمال شائنة أو ألفاظ فاضحة، والاغتصاب والاعتداء الجنسي في صوره الطبيعية أو الشاذة.

وأوضحت المستشارة القانوينة، أن جريمة هتك العرض من الجرائم المعاقب عليها كجناية، وأن المادة 268 من قانون العقوبات تنص على أنه: "كل من هتك عرض إنسان بالقوة أو بالتهديد أو شرع في ذلك يعاقب بالأشغال الشاقة من ثلاث سنين إلى سبع وهناك ظروف مشددة لعقوبة جريمة هتك العرض تصل للأشغال الشاقة المؤبدة 15 عامًا، أو الأشغال الشاقة المؤبدة، كالتالي:


 أولاً: إذا لم يبلغ المجني علية سن 16 سنة ميلادية كاملة


ثانيًا: أن يكون المجني عليه ممن نص عنهم في الفقرة الثانية من المادة 267 وهم: "أن يكون الجاني من أصول المجني عليها وهم الجد والأب، أو أن يكون الجاني من المتولين تربية المجني عليها سواء بحكم القانون مثل الوصي أو القيم أو بحكم الواقع مثل زوج الأم العم الأخ زوج الأخت أو الخال زوج العمة أو الخالة، أو أن يكون الجاني ممن لهم سلطة على المجني عليه".


أثار سلبية خطيرة


وأضافت، المحامية دينا المقدم، أن هذا الفعل المنحط يشكل خطورة على مستقبل الطفل بل على مستقبل المجتمع، وليس فقط وقت وقوع جريمة هتك عرضه أو التحرش به جنسيا، وله آثار سلبية أولها الانطوائية والأمراض النفسية وعدم المشاركة في الأنشطة المختلفة، والتسرب والهروب من المدرسة، والتورط في سلوك منحرف، وعدم الثقة بالنفس أو الآخرين، والعدوانية، وتشويه الأعضاء التناسلية، وتعذيب النفس، والرعب، والقلق الدائم، وقد تقوم الفتاة بتصرفات إغراء استفزازية للآخرين بسلوك عكسي إذا ما تعرضت للتحرش أو هتك العرض في الصغر. 

ونوهت «المقدم»، أنه لا يوجد نص واضح وصريح في القانون خاص بهتك عرض الطفل، ولكننا نعاقب الجاني بمواد عقوبة هتك العرض في قانون العقوبات، لذلك لابد من مقترح قانوني خاص بذلك بعقوبات رادعة لهذه الجريمة.


ولفتت إلى أنه أصبحت ضرورة ملحة وجود مواد دراسية جنسية للأطفال للتعرف على جسده وتعليمه كيفية حمايته ومتى وكيف يكشف عورته؟ وكيف يدافع عن نفسه وعن حرمة جسده؟ وعلى الأسرة العمل بشكل علمي وجاد لتوعية أبنائهم ضد التحرش، فضلا عن الخطاب الديني الذي يلعب دورا هاما في كيفية التعبير عن الكبت الجنسي لدى الجناة.


واختتمت بأن تيسير الزواج له عامل مهم في ترويض الكبت الجنسي لدى المتحرشين، ولم يعد الأمر يتحمل أن ننعتهم بالمرضى النفسيين، مضيفة: "هؤلاء مرضى جنسيين والحل إما أن يعالجوا أنفسهم، وإما معاقبتهم بأقسى وأشد العقوبات، فهذه الآفة يجب أن تنتهي فورا، ولم تعد جريمة فردية".