حكايات الحوادث| حكاية النقاش «أبو عين واسعة‎»

صورة موضوعية
صورة موضوعية

الفجر يفتح عينيه ببطء في الأفق، والظلام يتحول شيئا فشيئا إلى لون رمادي، يحمل نسمات الفجر الباردة، بينما تجلس الزوجة ابنة العشرين عاما، والتي لم يكحل النوم جفنيها، يجول بخاطرها أسئلة، عجزت عن إيجاد أجوبة لها، تنظر إلى الساعة من حين إلى آخر، بعدما اتخذت القرار، وقررت التوجه إلى محكمة الأسرة بالتجمع الخامس.

وبخطوات بطيئة، توجهت إلى مكتب أعضاء هيئة تسوية المنازعات بمحكمة الأسرة في التجمع الخامس، تنذرف دموعها على خديها، وبصوت يشوبه ألم وغصة قالت: أنا جوزي يعمل نقاش وبيخوفني بعينه الواسعة.

واستطردت: تزوجنا بعد قصة حب، رغم معارضة عائلتي ورفضها لهذه الزيجة، وبعد مرور ٤ أشهر من الزواج، تبدلت معاملته لي، خاصة بعدما أتهمني بعدم الانجاب، سارعت بالذهاب إلى الأطباء، وقمت بتوقيع الكشف الطبي، وأكدوا لي بإنني لا يوجد أي عيب يمنعني من الإنجاب، وطلبوا مني حضور زوجي لتوقيع الكشف الطبي عليه، وما إن أخبرته، برقت عيناه الواسعتين، ينطلق منهما الشرر، وأخذ يوبخني بأبشع الألفاظ، ويتهمني بعدم قدرتي على الإنجاب، تحليت بالصبر أملا في أن تأتي الأيام بجديد، لكنه اعتاد الحضور إلى عش الزوجية في أوقات متأخرة من الليل،  ويجلس دون أن ينطق بكلمة واحدة، ينظر إلى الأرض بعينيه الواسعتين، واللاتين تبدوان وكأن هناك شيئ يشدهما بخيط غير مرئي، مما يصيبني بالخوف والهلع،  ويستمر هذا الوضع لعدة ساعات، ويترك المنزل.

وبعد مرور أيام همست لي جارتي بأنها علمت بزواجه من أخرى، وما إن واجهته بحقيقة ذلك، اعترف، وثارت ثائرته، ونشبت بيننا مشادة كلامية، كادت أن تنتهي بالاعتداء علي بالضرب، تنطلق من عينيه نظرات يشوبها رعب وهلع، فلم أجد أمامي غير الهرب والعودة إلى منزل عائلتي، وطالبته بالانفصال، وتطليقي لكنه رفض.

لذا أتقدم برفع دعوى خلع منه، بسبب تصرفاته الغريبة، وجلوسه معي بالساعات،  لم ينطق بكلمة واحدة، ينظر إلى الأرض، وسبه لي، واتهامه بأنني معطوبة، وعاقر.

ومازالت الدعوى منظورة حتى الآن.