بعد وفاة طفل بورسعيد.. أغرب قضايا «الفيديو جيم»

صورة مجمعه
صورة مجمعه

قالوا قديمًا "البيوت أسرار".. فلا يكاد يُعرف ما بداخلها حتى يكشف ستار المشاكل الأسرية داخل جدران المنزل، ولكن مع دخول عصر التكنولوجيا ظهرت على الساحة آفة من آفات العصر الحديث وهي "الألعاب الإلكترونية"، لتساهم بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة في ارتفاع معدلات الطلاق و"خراب البيوت"؛ ليس في مصر فقط، ولكن في العديد من دول العالم.
 
وكان أخر جرائم تلك الألعاب واقعة وفاة طفل ببورسعيد الذي داوم علي ممارسة الألعاب الإلكترونية، حيث تلقت «النيابة العامة» إخطارًا يوم الثامن والعشرين من شهر سبتمبر الجاري بوفاة طفل فورَ وصوله مستشفى السلام الدولي ببورسعيد، وبه آثارُ دماءٍ بالأنف؛ فانتقلت النيابة العامة لمناظرة جثمانه وتبينت آثار دماء من الأنف امتدت إلى وجهه وعنقه، وآثار زُرقةٍ بغالب جسده، وبتوقيع مفتش الصحة الكشف الطبي الظاهري عليه رجح أن سبب وفاته اشتباه في ارتفاع مفاجئ بضغط الدم ناتج عن السمنة المفرطة.

وتستعرض بوابة أخبار اليوم فى تقريرها : أغرب الجرائم الافتراضية بسبب ألعاب الفيديو جيم.

ظاهرة في تزايد

تصنيف مصر جاء في مركز متقدم من حيث نسب الطلاق عالميًا، بعد أن تزايدت مسألة نسبة الطلاق، والتي ارتفعت من 7% إلى 40% في الخمسين عامًا الأخيرة، فقد وصل عدد المطلقات إلى 3 ملايين حالة بحسب أحدث الإحصائيات، مع العلم بأن حجم صناعة الألعاب الإلكترونية في المنطقة يصل إلى 3.5 مليار دولار، ويصل حجم هذه الصناعة عالميا إلى نحو 200 مليار دولار خلال العام المقبل.

طفل بورسعيد ولعبة «بابجي»

وفاة طفل فورَ وصوله مستشفى السلام الدولي ببورسعيد، وبه آثارُ دماءٍ بالأنف؛ فانتقلت النيابة العامة لمناظرة جثمانه وتبينت آثار دماء من الأنف امتدت إلى وجهه وعنقه، وآثار زُرقةٍ بغالب جسده، وبتوقيع مفتش الصحة الكشف الطبي الظاهري عليه رجح أن سبب وفاته اشتباه في ارتفاع مفاجئ بضغط الدم ناتج عن السمنة المفرطة.

وكانت النيابة العامة قد سألت والدَي المتوفي فشهدا برؤيتهما ابنهما ليلةَ وفاته منهمكًا في اللعب بهاتفه المحمول، ثم رأياه مستلقيًا وهاتفه على صدره، فظنَّا خلودَهُ إلى النوم، وعندما حاولا إيقاظه ولم يستجب تبينا زُرقةً بجسده ونزيفًا من أنفه، وبعدما وصلا به المستشفى لإسعافه عَلِما بوفاته، وأَوْضَحا أن نجلهما كان دائم اللعب بالألعاب الإلكترونية خاصَّةً لعبة قتالية تُسمى "بابجي"، وقد شهد شقيق المتوفى بذات مضمون شهادة والديه. 

"بلاي ستيشن" و"كاندي كراش"

وأظهرت إحدى الإحصائيات الصادرة عن مكاتب تسوية المنازعات الأسرية بمحاكم الأسرة، ارتفاع عدد الطلبات التي تقدمت بها الزوجات لمكاتب التسوية، وأبدين فيها رغبتهن في الطلاق من أزواجهن، بسبب انشغالهم باﻷلعاب الحديثة، وعلى رأسها "البلاي ستيشن"، فهي السبب الرئيسي في حدوث الانفصال، لتتحول بالتالي من وسيلة ترفيه إلى أداة لخراب البيوت.

وينضم لقائمة كوارث لعبة "البلاي ستيشن" ارتفاع معدل حالات "الخلع"، حيث أن هناك 17 ألف حالة خلع بسبب لعبة "كاندي كراش"، و250 ألف حالة خلع بسبب ألعاب "البلاي ستيشن"، فإن حجم الخلافات الأسرية وعدد طلبات التسوية التي قدمتها السيدات للحصول على الطلاق 675 بالعام الحالي بسبب انشغال الأزواج بالهواتف المحمولة والألعاب الحديثة، ليرتفع معدل الطلبات إلى 7 آلاف طلب، بسبب إفراط الأزواج في استخدام أجهزة المحمول طوال اليوم، بعد زواج دام لمدة تتراوح بين 3 أشهر و12 شهرًا كحد أدنى وحد أقصى يصل لـ7 سنوات.

معاناة الزوجات

"ف. م"، سيدة عانت من إدمان زوجها الألعاب الالكترونية لساعات على مدار اليوم بالمنزل، وليس هذا فحسب بل يذهب لمقاهي الإنترنت للعب "البلاي ستيشن"، وهو ما أدى لإهماله عمله وأبنائه، وزيادة الأعباء المالية عليها، وهو ما دفعه لـضربها وإهانتها عندما اعترضت، وبعد تعدد مرات الضرب لها، طالبته بالطلاق، أمام محكمة الأسرة.

وتروي "أميرة. م"، 28 عامًا، أنه بعد الزواج كان الأمر يسير عاديًا، وكان زوجها يخرج كثيرا في رحلات مع أصدقائه، ولكن زاد الأمرعندما أتى بـ"بلاي ستيشن" داخل البيت، وكان يجلس يلعب به طوال الوقت حتى أصبح شغله الشاغل، مؤكدة: "تحدثت معه في هذا الأمر، وطالبته بالتوقف عن لعب "البلاي ستيشن" وإلا ستلجأ إلى كسر الجهاز، فأبدى غضبًا شديدًا ورفض التوقف عن ممارسة هوايته المفضلة، حتى أهملها نهائيا، لتنتهي معاناتها بطلب الطلاق.

المخاطر 
 
الدكتور محمود صديق، أخصائي الجهاز العصبي والعمود الفقري، يقول إن الإفراط في استخدام أجهزة المحمول طوال اليوم، يؤدي إلى فقدان التواصل، وقلة الاهتمام باحتياجات المنزل، وعلى مستوى الصحة، تتسبب في أمراض للجهاز العصبي وتؤثر على النظر، حيث يؤدي التعرض لفترات طويلة لهذا النوع من الإشعاع إلى ضعف البصر، مع تزايد آلام الرقبة والفقرات بسبب الجلوس لساعات طويلة في نفس الوضعية.

وأضاف أن المشكلات تزيد في العلاقات الاجتماعية، خاصة أن ألعاب "الفيديو جيم" تؤدي إلى كثير من السلبيات، منها الخمول، واتباع نمط غذائي غير صحي، أو مشكلات في البصر أو السمع، أو في العضلات، إضافة إلى الحرمان من النوم، أو السلوك العدواني، بل وحتى الاكتئاب.

الإدمان والاكتئاب

أما الدكتورة تيسير السيد أخصائية نفسية، فتؤكد أن إدمان ألعاب الفيديو والمواقع الجنسية عبر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، كلها تسبب تباعداً بين الشريكين، قد يصل إلى حدّ الطلاق.

وكانت منظمة الصحة العالمية ضمت إدمان ألعاب الفيديو إلى اضطرابات الصحة العقلية، حيث يلجأ الأزواج إلى الألعاب الإلكترونية لتحقيق إحساس النشوة والإحساس بالقوة التي يشعر بها الشخص في فضاء الألعاب الإلكترونية والتي يفتقدها في الواقع، وللقضاء على حالة الفراغ المادي والشخصي، والهروب من العالم الواقعي بمشاكله وهمومه إلى عالم الألعاب المرح.

وأشارت الأخصائية النفسية، إلى أن الزوج يصاب بالتوتر واضطراب النوم والاكتئاب جراء هذه الألعاب، وهو ما يبرر حالة العزلة وربما العنف ضد الزوجة، مطالبة الزوج بالبحث عن أنشطة حياتية مفيدة كالرياضة والتقرب من الأهل لعلاج إدمان وأعراض الألعاب الإلكترونية، ودعت إلى الإسراع في علاج المرضى قبل فوات الأوان.

يشار إلى أن الاتحاد الدولي للألعاب الإلكترونية، أعلن عن تصدر مصر لترتيب الدول الأفريقية الأعضاء بالاتحاد، والذي يبلغ عدد الدول التي تشترك فيه حول العالم 54 دولة، وتتساوى مصر في الترتيب العام مع سويسرا بالمركز رقم 17، والثاني عربيًا بعد السعودية التي احتلت المركز الثالث عالميًا، لحصول أحد لاعبيها على المركز الأول في لعبة (تكين).