فيض الخاطر

اتكلم مصرى..

حمدى رزق
حمدى رزق

أبو حيان التوحيدى من أعلام القرن الرابع الهجرى، عاش أكثر أيامه فى بغداد وإليها ينسب. من أبدع ما كتبه أبوحيان التوحيدى فى الغربة، والاغتراب، «الغريب من هو فى غربته غريب».
تلقيت شاكرا دعوة كريمة من السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشئون المصريين فى الخارج للمشاركة فى إطلاق مبادرة «اتكلم مصرى» للحفاظ على الهوية الوطنية، ذكرتنى الدعوة بمقولة أبو حيان التوحيدى، بل تقع فى قلبها تماما، وتتماس مع حروفها التى صاغها الأديب الأريب.
بيننا أجيال شبت فى غربة، أحفادنا فى الخارج، ومثلها أحفادنا فى الداخل، تلفها دوائر الغربة، فصارت تعانى اغترابًا فى غربتها، غريبة عن الوطن، تستشعر اغترابا، ونحن عنهم غافلون.
بعض من الخيال، ومن الخيال اللافت توفر الوزيرة النبيلة على إطلاق مبادرة «اتكلم مصرى» للحفاظ على الهوية الوطنية، وتتيح المبادرة تعلم اللغة العربية واللهجة المصرية للمقيمين بالخارج، من خلال برنامج سهل وواضح معد خصيصًا لهذا الغرض ومقسم حسب الفئات العمرية.
خيال الوزيرة النبيلة طامح من خلال المبادرة اللغوية «اتكلم مصرى» إلى ربط أبناء المصريين المقيمين بالخارج، ودعم هويتهم الوطنية المصرية، من خلال تعلم اللهجة المصرية واللغة العربية بحيث لا تصبح اللغة عائقا للتواصل بينهم وبين أهلهم فى الداخل، وربطهم بوطنهم، وللحفاظ على الهوية الوطنية والثقافية المصرية.
المبادرة التى تطلقها الوزيرة غدا من التجمع الخامس تستهدف فى مرحلتها الأولى الأطفال من سن ٣ إلى ٦ سنوات، بمحتوى رقمى بسيط فى شكله ومضمونه بالاعتماد على نشر الكلمات العربية الشائعة، وتعليم أحرف اللغة العربية من خلال أنشطة تفاعلية للأطفال، ويشارك فيها أعضاء الأسرة بقصص وأغان وفيديوهات مصرية.
جاذبية المبادرة دفعت بعض أولياء الأمور إلى طلب تعميمها على أطفال المدارس الأجنبية فى مصر الذين هجروا اللغة العربية، لتقليل الاغتراب الداخلى بين الأطفال المصريين، فاتسعت المبادرة للأطفال الغرباء داخل وخارج مصر، وهذا مصدر ألق مبادرة «اتكلم مصرى».