فى الصميم

الموجة الثانية.. وطريق السلامة

جلال عارف
جلال عارف

علينا أن نأخذ بكل جدية التحذيرات العلمية من موجة ثانية من انتشار وباء «كورونا» فى الخريف والشتاء فى العالم كله. لقد أكرمنا الله كثيراً ونحن نحسن مواجهة الموجة الأولى للوباء لتخرج مصر بأقل الخسائر البشرية هذا يدفعنا لمواصلة بذل أقصى الجهود (كمواطنين وكمؤسسات)  لكى نستمر فى المواجهة بنفس الجدية، وبدون تهاون ستكون تكلفته فادحة كما رأينا فى دول عديدة.
 دول العالم تتحسب للأسوأ. والعلم يفرض على الجميع ان يتصرف على أساس ان اللقاح الموعود لن يكون متوافراً فى موسم الخطر القادم هذا الشتاء حيث ينتظر أن ينشط فيروس «كورونا» وأن يكون معه رفقاء السوء من فيروسات الانفلونزا ليتضاعف الخطر!.
فى صالح البشرية كلها فى المواجهة القادمة ما ثبت من أن الفيروس أصبح أضعف وإن كان انتشاره أوسع. وأن خبرة المواجهة فى الشهور الماضية تمنحنا قدرات أفضل فى المجالات الطبية وفى العلاجات المتوافرة وكيفية استخدامها، بالاضافة الى التجهيزات الطبية التى أضيفت والإمكانيات التى توافرت من مستشفيات وكوادر طبية.
على الجانب الآخر سنجد ان البشرية تدخل الجولة الثانية من المواجهة مع «كورونا» وهى مثقلة بأعباء المواجهة التى أضرت بكل اقتصاديات العالم وتركت عليها آثارا سلبية فادحة بتراجع الانتاج وركود التجارة العالمية وتوقف النشاط لفترات طويلة وازدياد معدلات البطالة وتراجع الموارد فى وقت تحملت فيه الدول المزيد من الأعباء لمواجهة الخطر.
الأوضاع تفرض علينا وعلى دول العالم أن نمضى فى استئناف النشاط فى نفس الوقت الذى نستعد.. بكل الامكانيات المتوافرة.. لمواجهة أى تطورات محتملة. رسائل الدولة واضحة فى هذا الشأن وفى مقدمتها التعليمات بمضاعفة احتياطى البلاد من السلع الاساسية تحسبا لموجهة «كورونا» الثانية، ثم الاستمرار فى صرف الاعانات الشهرية للمتضررين من الآثار الاقتصادية للوباء حتى نهاية العام إدراكا لتأثر أنشطة عديدة مثل السياحة باستمرار المواجهة.
فى المقابل.  يظل الالتزام بإجراءات الوقاية من كل مواطن هو الواجب الأهم هذا الالتزام لا يوفر فقط الحماية لأنفسنا وعائلاتنا، لكنه يتيح لنا أن نستمر فى إعادة النشاط وزيادة الانتاج ويبعدنا أكثر عن الخطر.
سلمت مصر من كل شر.