بعد بوادر حرب أرمينيا وأذربيجان.. أبرز 5 مناطق متنازع عليها في العالم

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

استيقظ العالم صباح أمس الأحد، على وقع إعلان حرب مرتقبة بين دولتي أرمينيا وأذربيجان، في ظل استنفار كبير عرفته البلدين، إثر اشتباكات حدودية بين الجانبين.

صدامات كانت أشبه بعود الثقاب، الذي ألقي كومة من القش، فاشتعلت نيران الصراع بين البلدين، اللذين يعيشان حالة عداء، وذلك بسبب إقليم ناجورنو قرة باغ.

ونتناول في هذا التقرير، أبرز المناطق المتنازع عليها في العالم، والبداية بالإقليم أصل النزاع المستشري حاليًا بين الجارتين أرمينيا وأذربيجان.

إقليم ناجورنو قرة باغ

ويقع إقليم ناجورنو قرة باغ، محل النزاع، وهو جيب جبلي داخل أذربيجان، تحت إدارة سكان منحدرين من أصل أرميني أعلنوا استقلاله خلال صراع بدأ مع انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.

وبالرغم من اتفاق لوقف إطلاق النار، جرى إبرامه عام 1994، لا تزال أذربيجان وأرمينيا تتبادلان الاتهامات بشن هجمات حول الإقليم الانفصالي وعلى الحدود بينهما.

وبين حين وآخر، تقع هجمات متفرقة بين الجانبين، دائمًا ما تسفر عن سقوط قتلى في صفوف الجانبين.

ويعتبر الإقليم نفسه جمهورية مستقلة ولكنها لا تحظى بأي اعترافٍ دوليٍ، فيما تصر أذربيجان على تبعية الإقليم ضمن أراضيها.

(للمزيد طالع: حكايات| إقليم «ناجورنو قرة باغ».. هنا بدأ النزاع بين أذربيجان وأرمينيا)

منطقة كشمير

أما أكثر المناطق المتنازع عليها عالميًا، وتعتبر الأكثر تعقيدًا وصعوبة، تلك المتعلقة بمنطقة كشمير، المتنازع عليها بين باكستان والهند، منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947.

منطقة كشمير، ذات الغالبية المسلمة، مقسمةٌ حاليًا بين ثلاثة بلدان، وتحظى الهند بالنصيب الأكبر من ذلك التقسيم، حيث تسيطر على 43% من مساحة المنطقة، وتحكم قبضتها على مناطق جامو ووادي كشمير ولاداخ ونهر سياتشين الجليدي، في حين تسيطر باكستان على 37% من منطقة كشمير، وتشمل آزاد كشمير وجلجت.

أما الصين فتحكم الجزء المتبقي، وتسيطر بكين حاليًا على مناطق ديمشوك ووادي شاكسجام ومنطقة أكساي شن، وتنازعها الهند في الأخيرة، وتدعي تبعيتها لها.

وتحكم الهند وادي كشمير، وهي منطقة ذات كثافة سكانية عالية، والمنطقة التي يهيمن عليها الهندوس حول مدينة جامو، بينما تدير باكستان منطقة في الغرب تعرف باسم آزاد كشمير، وتسيطر الصين على منطقة مرتفعة قليلة السكان في الشمال.

وتشهد منطقة كشمير "الخاضعة للهند" تمردًا انفصاليًا من قبل سكانها، الذي يشكل المسلمون غالبيتهم. ويسعى المسلمون هناك إلى الانفصال عن الهند والانضمام إلى باكستان، أو إقامة دولتهم المستقلة في كشمير، وهنا بيت القصيد في الصراع الأزلي بين الهند وباكستان.

جزر الكوريل

ومن كشمير إلى جزر الكوريل الأربع، التي هي محل نزاعٍ بين روسيا واليابان، وتعتبر مربط الفرس في فتور العلاقات بين الجانبين طيلة ثمانين عامًا بعد الحرب السوفيتية اليابانية عام 1945.

وجزر الكوريل هي أربعة جزر تتألف من أربع جزر تقع بين شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية وجزيرة هوكايدو اليابانية، تمتد هذه الجزر على شكل قوسين تفصل بحر أخوتسك عن المحيط الهادئ.

وتعود جذور هذه القضية إلى مطلع القرن التاسع عشر، حين بدأت اليابان وروسيا القيصرية التنافس على هذه الجزر، وتمكن اليابان من الحصول على هذه الجزر في البداية بعد الحرب الروسية اليابانية الأولى خلال عامي 1904 و1905.

ولكن بعد الحرب العالمية الثانية، استعاد الاتحاد السوفيتي –سابقًا- السيطرة على الجزر، بموجب مؤتمر بوتسدام، الذي عُقد قرب العاصمة الألمانية برلين، بين الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد السوفيتي (دول الحلفاء في الحرب العالمية الثانية)، وتم الاتفاق على منح موسكو الجزر الأربع، وهو ما أشعل التوتر السياسي بينها وبين طوكيو.

وبعد أحد عشر عامًا، وقعت روسيا واليابان اتفاقية، قضت بتقاسم الجزر الجنوبية الأربعة من جزر كوريل لتحصل كلٌ منهما على جزيرتين، بيد أن هذا الاتفاق لم يصمد طويلًا بعد توقيع اليابان اتفاقًا أمنيًا مع الولايات المتحدة، إبان اشتعال الحرب الباردة، مما جعل موسكو تتخلى عن التزاماتها بشأن هذا الاتفاق.

وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991، اتفق الجانبان عام 1993 على الالتزام بالاتفاقية الموقعة عام 1956، لكن اليابان هذه المرة غيرت رأيها وأصرت على تملك الجزر الأربع، ولم يطرأ أي جديدٍ منذ ذلك العام، رغم مرور أكثر من ربع قرنٍ من الزمن على ذلك.

جزر فوكولاند

ومن جزر الكوريل إلى جزر أخرى في المحيط الأطلنطي بالقرب من الأرجنتين، وهي جزر فوكولاند، التي تعيش على وقع نزاعٍ مستمرٍ حول تبعيتها بين الأرجنتين وبريطانيا.

والوضعية الحالية لجزر فوكولاند، هي أنها تتبع المملكة المتحدة ضمن أقاليم ما وراء البحار البريطانية، وهو وضعٌ ترفضه بوينس أيرس، وتعتبر الجزر جزءًا من أراضيها، باعتبار أنها تقع على مقربة من سواحلها.

هذا الصراع بين الجانبين تحول عام 1982 إلى حرب عُرفت بـ"حرب الفوكولاند"، التي بدأت حينما غزت الأرجنتين –في الثاني من شهر أبريل جزر فوكلاند واحتلتها، وأعقب ذلك غزوها لجورجيا الجنوبية في اليوم التالي، في محاولة لإثبات سيادتها على هذه الأقاليم.

لكن بريطانيا سرعان ما أرسلت في الخامس من الشهر ذاته فرقة عمل بحري للاشتباك مع سلاح الجو والقوات البحرية الأرجنتينية، قبل شن هجوم برمائي على الجزر.

استمرت حرب الفوكولاند لمدة 74 يومًا، وانتهى باستسلام الأرجنتين في 14 يونيو، وعادت جزر فوكولاند للسيطرة البريطانية مرة أخرى، وهي على ذلك الوضع حتى الآن، لكن النزاع عليها لا يزال قائمًا.

منطقة القرم

وتعتبر القرم من أحدث المناطق المتنازع عليها دوليًا، ومع ذلك تشكل قضيتها واحدة من أكبر الأزمات السياسية الكبرى في العالم، والتي اشتعلت بدءًا من عام 2014، بين روسيا وأوكرانيا، وجعلت منهما بلدين في حالة عداءٍ مستمرٍ من ذلك الوقت.

في ذلك العام، ضمت روسيا شبه جزيرة القرم من السيادة الأوكرانية، بعد استفتاءٍ شعبيٍ جرى في منتصف مارس من ذلك العام، في وقتٍ كانت أوكرانيا تعيش اضطراباتٍ سياسيةً، في ظل احتجاجاتٍ شعبيةٍ أسقطت وقتها حكم الرئيس فيكتور يانكوفيتش

وعلى ضوء نتائج الاستفتاء، ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، في خطوةٍ رفضت أوكرانيا الاعتداد بها، وكذلك الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

ومن ذلك الوقت، تعيش روسيا وأوكرانيا حالة عداء، وتصر كييف على استرداد القرم مرةً أخرى، في حين تعتبر موسكو نفسها استعادت حقًا تاريخيًا لها في القرم.