حروف ثائرة

محمد البهنساوي يكتب: التعليم .. بين الطفرة الحقيقية والأمن القومي ! 

الكاتب الصحفي محمد البهنساوي
الكاتب الصحفي محمد البهنساوي

 " طفرة كبري " .. هكذا نصف ما يحدث بالعملية التعليمية برمتها حاليا من الروضة حتي الجامعة .. والحقيقة فإن ما يحدث هو تمهيد قوي لإحداث تلك الطفرة المأمولة .. تجهيز التربة وتعبيدها وتوفير كل الإمكانيات إنتظارا لزرع البذور ورعايتها لنجني ثمارا طيبة ولو بعد حين 

عملية التمهد قامت بها الدولة علي أعلي مستوي من وضع برنامج علمي قوي لتطوير التعليم ما قبل الجامعي .. وتوفير بنية تحتية تكنولوجية ولوجستية من مدارس جديدة وتطوير القديم وأساليب تضمن سهولة التعلم عن بعد والدراسة والبحث أون لاين .. وجامعات أهلية ربما هي الأحدث بالمنطقة وتطوير جامعاتنا التاريخية .. الكرة الان بعدة ملاعب وليس ملعبا واحدا حتي نخرج بنتيجة تعادل امال التجهيز القوي .. وهنا الوقفة مع عدة نقاط حول العملية التعليمية 

نبدأ بوزارة التربية والتعليم فبعد دورها المهم في التمهيد والتجهيز .. عليها الان العبء الأكبر من متابعة الزرع من بدايته وحتي جني ثماره .. تلك المتابعة تستلزم حملة موسعة للتوعية بالتغيير الشامل الذي يحدث بالمنظومة التعليمية .. توعية التلاميذ وتدريبهم للتعامل مع تلك المنظومة .. وأيضا أولياء الأمور الذين أصبحوا شركاء فعليين في تنفيذها ..والإعداد الجيد للمدرسين ليستوعبوا ما نحن مقبلون عليه وأن يكونوا أهلا له .. بإختصار الوزارة تنفذ حاليا أكبر عملية تحول إستراتيجي بالمجتمع المصري ويمس أمننا القومي في الشق الأهم وهو شباب مصر ومستقبلها .. من هنا فالجميع له دور ومسئولية ..نبدأ بأولياء الأمور عليهم أن يستوعبوا أهمية ما يتم ويدركوا صعوبته .. فألأمور لن تتبدل بين عشية وضحاها .. ولن تكون سهلة سلسة علي الأقل في بدايتها .. ستكون هناك صعوبات ومشاكل وعقبات بكل تأكيد .. وعلي أوليا الأمور التحلي بالثقة والصبر والهدوء .. الثقة أننا بدأنا مشوارا صعبا لكنه يقودنا للنهاية السعيدة .. والصبر علي ما سيواجهه الجميع من صعوبات مع الهدوء في المواجة حتي لا نربك ونشتت أذهان القائمين علي تلك المنظومة  

وهناك مؤسسات المجتمع المدني ودعمها هذا التحول التاريخي .. مؤسساتنا الدينية وتخصيص خطب بالمساجد والكنائس للشرح والدعوة كما قلنا للصبر والهدوء .. تليها الإعلام المطالب بتخصيص مساحات لشرح ما نحن مقبلين عليه وفتح حوار مجتمعي حوله والقيام بدور الوسيط بين أولياء الأمور والوزارة .. لتخفيف عبئ متابعة أنعكاسات التطبيق سلبا وإيجابا علي الاهالي عن الوزارة .. وتبادل وجهات النظر بين الطرفين .. بمعني أصح أن يقوم الإعلام بإمتصاص غضب الاهالي من أي خطأ في التطبيق وتهيئته لعرضه علي المسئولين دون إرباك أو تشتيت 

ونصل لنقطة محورية أخري وهي التعليم الجامعي .. والذي يقف كذلك علي أعتاب طفرة كبري بفضل عملية تجهيز وتهيئة كبري تتم فيه .. ونتوقف هنا عند عدة نقاط أيضا .. اولها الجامعات الأهلية التي أطلقتها الدولة علي أعلي مستوي لتحاكي كبري الجامعات العالمية .. لن نسهب في شرح المزايا الكبري لتلك الجامعات وتخصصاتها المتميزة ..لكننا نطلب نظاما في المنح يضمن إلتحاق أبناءنا اوائل الثانوية العامة والمتفوقين الغير قادرين بتلك الجامعات لتخطي العقبة المادية وإعداد علماء وأفذاذ بتخصصاتها المختلفة ..وثاني تلك النقاط تتعلق بجامعاتنا الحكومية والتي تقدم في جزء منها تعليما مدفوعا بنظام الساعات المعتمدة علي غرار الجامعات الأهلية والدولية مع ميزة الأسماء العريقة لتلك الجامعات.. لكننا نحتاج أيضا تطوير شامل بالشق المجاني بالجامعات الحكومية حتي لا تتخلف عن ركب التطوير والتحديث الذي يشهده التعليم الجامعي بمصر .. وتلك نقطة نثق ان الدولة لن تغفلها وستوليها أهمية كبري .. وتتبقي الجامعات الخاصة.. والتي تشهد أرقاما غريبة لتكلفة التعليم بها .. لن نتوقف هنا الا عند نقطة واحدة في سياق ما تحدث عنه من تطوير وهي الخوف من أن تتحول الجامعات الخاصة او بعضها لباب خلفي لتسرب غير المؤهلين للتعليم الجامعي والحصول علي شهادات ودرجات علمية في التخصصات المختلفة دون أن يكونوا مؤهلين جيدا ..وكله بلفوسهم .. تلك النقطة تحتاج أن تضعها وزارة التعليم العالي تحت المجهر حتي لا تصبح ثقبا في الثوب الأبيض الذي يتم حياكته حاليا  

وتبقي نقطة أخيرة ومهمة تتعلق بالدراسات العليا والماجستير والدكتوراه .. ما هو حظهما من التطوير والتحديث الشامل بالعملية التعلية برمتها .. نحتاج توضيح من المجلس الأعلي للجامعات ووزارة التعليم العالي حول تلك النقطة مع العلم أن هذا الباب هو منفذ علماء مصر وأفذاذها في كل المجالات .. لابد أن نعرف ماذا يتم فيه من مواجهة للسلبيات المتراكمة منذ عقود وكيف يواكب التحديث الحالي بما يضمن إستمرار معين مصر الذي لا ينضب أبدا من العلماء بمختلف المجالات