كشف حساب

عودة الروح إلى صاحبة الجلالة

عاطف زيدان
عاطف زيدان

كنت ومازلت على قناعة بأن الصحافة لن تموت، رغم هجوم السوشيال ميديا العشوائى. لم تكن قناعتى وليدة التعصب لمهنة، أفنيت فيها معظم سنوات عمرى. وإنما لإيمانى بأن الإبداع لا يمكن أن يموت، مادام أن المبدعين يتبارون فى تقديم ما يشبع الروح وينعش الوجدان ويثرى الشغف الفطرى للمعرفة. وقد جاءت التغييرات الصحفية الأخيرة، تلبية لحاجة ملحة، لإنعاش روح الإبداع فى الصحافة المصرية، بإفساح المجال لكوادر صحفية شابة، تمتلك الموهبة والروح الوثابة والقدرة الإبداعية، لإعادة الصحافة المصرية إلى عهود الريادة والازدهار، مع الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات والصحافة الإلكترونية، كقوة دفع إضافية، لتقديم إعلام راق متطور، يحقق الإشباع الثقافى والمعرفى للقارئ، بدلا من تركه فريسة، لمواقع السوشيال ميديا، التى لا تقدم غالبا الا الشائعات والأكاذيب المغرضة، التى تنخر فى جسد الأمة، وتبث الخوف والقلق فى النفوس.
كلى أمل ورجاء، أن تستحضر القيادات الصحفية الجديدة، ما اختزنوه طويلا من أحلام وأفكار وطموحات، وما اكتسبوه من خبرات، لترجمته فى اصداراتهم، لنرى صحافة جديدة، شكلا ومضمونا، وتنافسا محمودا، لاجتذاب القراء من جديد، وإعادة الروح إلى الأوساط السياسية والاقتصادية والرياضية والثقافية، بأطروحات مبتكرة، لإعادة صاحبة الجلالة الصحافة إلى عرشها الذى كادت تفقده، فى زمن، اختلط فيه الحابل بالنابل، وسط عالم مواقع التواصل الاجتماعى المفعم بالضلال والمثير لكل مشاعر الأسى والإحباط، لما يعج به من أكاذيب وفوضى وانفلات.
افرحى ياصاحبة الجلالة بالقيادات الشابة، بالأمل والإبداع والتألق والتميز والسبق والجاذبية. وثقى ان القادم احلى واجمل، ليظل عرشك، حاضنا لتطور الوطن، وانعكاسا لنجاحاته التى تبهر العالم، فى مختلف المجالات.