قصيدة «أنا طفلة» 

الكاتبة والشاعرة عايدة محمود 
الكاتبة والشاعرة عايدة محمود 

بقلم: عايدة محمود 

 

أنا طفلة .... 
ما عادت تهوى السفر خلف الفراشات ..
مرتعدة أنا وهاربة من زمن اللاصدق واللاوعد ..
أسرنى صمتى أخيرا .....
وبين صفحات الصمت ينطفئ بريق العبارات..
راحلة أنا عن شواطئ عينيك الغادرة ..
وأخذنى الوله يوما لبلاد الشوق .....
وما كنت أعرف .... 
أن الشوق قد رحل تاركا الألم يجوب كل الطرقات ..
قد جئت إليه حائرة يكبلنى اليأس ......
ألملم أشلاء روحى المبعثرة خلف السنين ..
أهيم ولعا وأتوق لدواء ......
دواء يسكب الصبر حبا ....
ليذوب السهر فى عيون العاشقين..
فرجعت متعبة ومعى بقايا رفات حلم حزين..
وبركان وجع بين أضلعى تأبى أمواجه أن تستكين ..
فلم أعد أعرف ما الحب ؟؟؟؟
أهو سهم يقتلنا ليحيينا ؟
أم هو وطن لقلوب كم مشت فى دروب الحائرين؟
أم جنون يمزق أشرعة سفننا......
لنتوه فى بحور الغارقين ؟
انتظرت غيث الحب يغسلنى .......
ولكننى أدركت ......
ألا أنتظر المطر من حنايا سحب عقيمة ..
رماد حبك الواهى قد صفعنى على وجهى ......
فأفقت من وهمى وبدلت حلمى ....
وما عادت روحى تفيض بالندم .....
على حبيب رحل كان ينتمى إلى أنصاف العاشقين ..

وأنا اليوم مجهدة وغدا أنا جورية فيحاء .....
 وسيملأ عطرى ربوع كل البساتين...
وسأرحل عن مدنك المهجورة فما عرفتها يوما بلادى ...
شيطان أنت يا من تتلاعب بالقلوب ...
وستعشق ألف امرأة وامرأة غيرى ......
وسيبقى قلبك شريدا يسكن عنوان المخادعين ..
وسأحب غيرك يوما .....
فلم تعد كوكبا سابحا فى أعماق مجرتى الكونية ..
فعالمى وإن بدا صغيرا .....
فهو أنقى كثيرا من كذب كل الزائفين ...