حوار| خبير الكبد العالمي د.هشام حسن: كشفت الوجه الآخر لأعظم فناني مصر

خبير الكبد العالمي د.هشام حسن
خبير الكبد العالمي د.هشام حسن

هو طبيب عالمى بارع فى مهنته، وواحد من كبار خبراء أمراض كبد الأطفال فى الولايات المتحدة الأمريكية، وصاحب العديد من الأبحاث العالمية والاكتشافات الطبية فى مجال الكبد وهو أيضا صاحب وجوه أخرى كثيرة، فهو فنان ومفكر،عاشق للأدب والفن، يحب الكتابة، ويعزف العود والبيانو، يهوى رصد وتوثيق التراث الفنى المصرى،والذى جمعه أخيرا فى كتابه الجديد يحلل الفترة بعد عام ١٩٥٢ من خلال العلاقة بين الفن والسياسة والمجتمع، ويكشف عن الوجه الآخر الذى لا نعرفه لجيل الرواد من فنانى مصر.


هو د.هشام عبد القادر حسن أستاذ ورئيس قسم أمراض كبد الأطفال بجامعة أريزونا الأمريكية.

< .................؟

- كثير من الأطباء الناجحين يجمعون بين الطب وبين الفكر والفن والثقافة،فالطبيب يتعرض لمواقف صعبة كثيرة مع مرضاه تجعله أعمق فكرا وأكثر حكمة وإنسانية،والثقافة والفن تضفى مزيدا من الإنسانية على الطبيب

< .................؟

- رغم عشقى للطب، فلدى هوايات عديدة بعيدة عن الطب، أهمها جمع تراث الفن المصرى القديم، فأنا أعشق الأفلام القديمة، وأحتفظ بجميع الافلام والمسلسلات والمسرحيات النادرة التى أوشكت على الاندثار. وصدر لى منذ أسابيع كتاب « ذكريات من تاريخ وطن»، يحكى العديد من الذكريات الفنية التى جمعتها على مدار السنين.

كما أهوى الموسيقى وأعزف العود والبيانو، وقد كان أبى يهوى الشراء من المزادات، وقد ورثت عنه حب القديم، واشتريت آلتى عود وآلة مندولين قديمة، من شارع محمد على أعتز بها جدا، وحينما سافرت اشتريت بيانو، وحصلت على دروس مكثفة فى العزف.

< .................؟

- فى كتابى الجديد كشفت عن الوجه الآخر الذى لا يعرفه الكثيرون عن فنانينا الرواد العظام، فعلى سبيل المثال،الفنان حسين صدقى الذى كان يطلق عليه الفنان الخلوق لشدة أدبه، والتزامه برسالة الفن الهادفة، وانشائه شركة انتاج تقدم أفلاما لخدمة قيم المجتمع، ووصيته لأبنائه بحرق أفلامه باستثناء فيلم خالد بن الوليد والفنان الكوميدى محمد أحمد المصرى الشهير بشخصية «أبو لمعة»،ناظر المدرسة السعيدية الذى نجح بشخصيته القوية فى السيطرة على تلاميذ مدرسة أقرب لتلاميذ مدرسة المشاغبين.

والفنانة ليلى مراد عاشقة مصر والتى تعرضت لمؤامرات عديدة لدفعها لترك مصر لكنها رفضتها وظلت بمصر حتى وفاتها. وأسرار عديدة أخرى تضمنها الكتاب من حياة عبد الحليم وام كلثوم وصلاح جاهين وغيرهم.

< .................؟

- لدى هوايات كثيرة بعيدة عن الطب، وأقسم وقتى مناصفة بين عملى وهواياتى، فأنا أستيقظ الخامسة فجرا، وأصلى الفجر فى الجامع، ثم أعود للعمل فى إعداد محاضراتى، وهذه الفترة المبكرة بها «بركة» فى الوقت والاستيعاب، وبعدها أذهب لعملى فى الجامعة أو كاستشارى فى مستشفيات مختلفة، أو كشاهد خبير فى القضايا المتهم بها أطباء. ثم أعود لمنزلى فى الخامسة مساء للراحة.


< .................؟


- الطبيب يجب ألا يتوقف عن التعلم طوال حياته، لأن « اللى مايزيدش ينقص»، ولو لم تتقدم وتصعد، فبالتأكيد ستتراجع وتهبط، ولذلك فأنا أخصص وقتا يوميا فى المساء للقراءة فى مجالى، ومتابعة كل جديد فى العالم.


< .................؟


- إنسانية الطبيب لا تقل أبدا عن مهارته، بل هى التى تميز طبيبا عن آخر، فأهم شىء فى العلاقة بين المريض والطبيب هو الجانب الإنسانى،وخلال حياتى المهنية فى أمريكا والتى امتدت لأكثر من ٣٣ عاما، كان بعض المرضى يفاجئوننى بتقديم ورود أو كروت شكر أو غيرها من اللمسات الرقيقة، وكانت كلماتهم لا تحمل شكرا على مهارتى كطبيب، بل على الانسانية والاهتمام،وقد كان أستاذى فى البداية طبيبا أمريكيا من أصل لبنانى نصحنى قائلا: «علشان تكون طبيب ناجح، حب المريض وعامله كأنه واحد من أهلك».


< .................؟


- شباب كثيرون يحلمون بالهجرة للخارج، ومن خبرتى فالمشكلة التى تواجه الشباب عند خبرتهم للخارج، هى الاندماج مع الثقافة الجديدة، ولذلك فأنا أرى ضرورة وجود هيئات لتهيئة الشباب الراغبين فى الهجرة، وتدريبهم على التعامل مع الثقافات المختلفة، وبالنسبة للطبيب فهناك مثلا اختلافات فى حقوق المريض فى مصر والخارج، ولابد أن يتعرف عليها أى طبيب قبل سفره،لأن هذه المعرفة ستختصر له كثيرا من الوقت.


< .................؟


- أعشق جو الأسرة، وكنت أتمنى لأولادى كريم وياسمين أن ينفتحا على الحضارات الأخرى،لكى يعيشا فى النهاية فى بلدهما ووسط أهلهما، ليجمعا أفضل ما فى الحضارتين، لكنهما استقرا بأمريكا، فكريم يعمل طبيبا وياسمين مذيعة، وهما ناجحان والحمد لله، فليس كل ما يتمناه المرء يدركه.