إيهاب الحضري يكتب: رجال المهمة الصعبة

إيهاب الحضري
إيهاب الحضري

عادة ما كان منصب رئيس التحرير يجلب السعادة لمن يتولاه، لكن في ظل هذه المرحلة بالغة الصعوبة، أعتقد أن سعادة عدد من رؤساء التحرير الجدد سوف تتراجع مؤقتا أمام وطأة الإحساس بالمسئولية، وسيظل الفرح حلما مؤجلا إلى أن يتم تحقيق إنجاز فعلي على أرض الواقع.

 

الجميع أمام تحد بالغ الصعوبة، لأنهم في مواجهة مغامرة ينبغي أن تكون محسوبة، كي تحافظ الصحافة القومية على مكانتها، ويثبتوا أنهم يستوعبون تماما فلسفة التغيير، وأن ضخ الدماء الجديدة لا يقتصر على الأسماء، بل يجب أن يمتد إلى الرؤى والسياسات التحريرية، خاصة أن التغييرات الصحفية التي تم إعلانها أمس، تأتي في ظل ظروف صعبة تمر بها المؤسسات، حسبما أكد المهندس عبد الصادق الشوربجي رئيس الهيئة الوطنية للصحافة.


وأرى أن الدمج بين البوابات الإلكترونية وعدد من الإصدارات الورقية، يزيد من مساحة التحدي، بقدر ما يفتح آفاقا جديدة للتطوير، تتماشى مع التحول الرقمي الذي أصبح آلية عالمية، ويُفترض أن تكون الصحافة هى الأكثر استفادة منه، لأنه يساعدها في اجتذاب جمهور الشباب، الذي أصبح أكثر ميلا للمواقع الإليكترونية، وغالبا كان هذا هو سبب الاتجاه لاختيار قيادات شابة، لأن رؤساء التحرير الجدد سيتفهمون احتياجات قرّاء يدورون في فلك مرحلتهم العمرية.
من بين من رحلوا رؤساء تحرير أضافوا الكثير لإصداراتهم، لكنها سُنة الحياة التي تعتمد على التغيير، ولا أملك في النهاية سوى أن أتحلى بالأمل، في أن تستعيد مصر جانبا أساسيا من قوتها الناعمة.. تلك القوة التي أصبحت حاليا ضرورة مُلحة. وأرى أن أبواب الأمل لا تزال مفتوحة، وأن المهمة صعبة، لكنها بالتأكيد ليست مستحيلة.