مصطفى علي يكتب: بداية جديدة ومختلفة

مصطفى علي
مصطفى علي

الصحافة مرآة الواقع، بها تستقيم الأمور أو تنحرف، فهي المعبر الرئيسي عن أحوال الناس وواقعهم، فكلما كان الواقع مختلفا، استطاعت الصحافة أن تكون مختلفة أيضا، هكذا تعلمنا وهكذا ستستمر الصحافة دوما، تعبيرا صادقا ومخلصا عن آمال وتطلعات المواطن، وناقلاً أمينا عما يدور في أذهان الجميع.

اليوم أعلنت الهيئة الوطنية للصحافة تغييرات طال انتظارها، أيام طويلة عاشها الصحفيين في المؤسسات القومية في إنتظار التغييرات التي جاءت لتثبت أن الأفضل قادم لا محالة، وأن الأيام أبدًا لن تعود إلي الوراء، وأن تلك المؤسسات ستبدأ عهدا جديدا مختلفا بشكل كامل عن الأيام الماضية، عهد للعمل فقط وليس شيء آخر.

لن أتحدث عن كل ما جاء في التغييرات - رغم أهميته الشديدة - ولكني سأقف عند أمر واحد فقط وهو ضرورة أن تتجاوز المؤسسات القومية حاجز الروتين والبيروقراطية وتنطلق إلي رحاب التكنولوجيا الحديثة، وأحسب أن ما حدث من إيجاد صيغة مشتركة للعمل بين الإصدارت المسائية  والبوابات الإلكترونية، سيكون نقلة نوعية وبداية جديدة لرقمنة حقيقية تشهدها المؤسسات القومية عامة ومؤسستنا العزيزة "أخبار اليوم" علي وجه التحديد.

نعم ستكون بداية جديدة ومختلفة، تجربة هي الأولي من نوعها تعلن عنها الهيئة الوطنية للصحافة، ولكني علي يقين كامل بأن النجاح سيكون مصيرها، خاصة أنه لم يعد هناك وقت تضيعه المؤسسات الصحفية، فالبوابات الإخبارية يجب أن تقود وتصبح أكثر اختلافا، فالمستقبل لها، وحسنا فعلت الهيئة الوطنية للصحافة بدمج الإصدارات المسائية مع البوابات الإلكترونية لتكون بداية جديدة لمرحلة لم يعد فيها مكان إلا للعمل الجاد والحقيقي وليس مجرد الشعارات الجوفاء التي فقدت معناها وبريقها.

القارئ الآن يحتاج نوعية معينة من الأخبار والتقارير التي تشبع رغباته في المعرفة، لكن بصدق وموضوعية حقيقية بعيدة عن "فرقعة السوشيال ميديا" وأحلام "الترافيك الوهمي" حتى لا يقع فريسة لمواقع ومصادر تحاول تضليله وإلهائه عما يعيشه من واقع.

أقول وبكل صراحة إن المسئولية ثقيلة والتجربة تثبت دوما أن المؤسسات الصحفية القومية غنية بأبنائها الذين لم ولن يتوانوا في أي وقت عن تلبية ندائها وتوفير كلما تحتاجه منهم.

المهندس عبد الصادق الشوربجي رئيس الهيئة الوطنية للصحافة ومن معه من أعضاء الهيئة - وكلهم من الكفاءات الحقيقية في مختلف المؤسسات القومية - يؤسسون الآن لمرحلة جديدة في توقيت دقيق للغاية تمر به الصحافة القومية التي لا شك أنها ستعود من جديد إلي مكانتها الحقيقية لتكون مصدر المعلومة الصادقة والحقيقة المجردة للمواطن.

كلمة أخيرة

* فرحة غامرة انتابتني بعد تجديد الثقة في الكاتب الصحفي الكبير خالد ميري رئيسا لتحرير "الاخبار"، فلولاه بعد الله سبحانه وتعالي ما كنت صحفيا في أهم جريدة في مصر وهي "الأخبار".

* صديقي وأستاذي خالد النجار رئيس تحرير أخبار السيارات، مهما قلت عنك لن أوفيك حقك، فالكلمات لن تعبر عن سعادتي بك اليوم، فأنت نعم السند في أوقات الشدة.