السوريون فى مصر: الشعور بالأمن والأمان سبب نجاحنا

احد مقاهى السوريين فى اكتوبر
احد مقاهى السوريين فى اكتوبر

كتب: عمر يوسف

 

أيمن: جميع التجار يرحبون بنا.. يحيى: أكثر زبائنى مصريون.. أبو ماهر : لا نشعر بالغربة فى بلدنا الثانى


استثماراتنا فى مصر قوية وشكراً للرئيس السيسى

 

لا يتوقف السوريون فى مصر عن ضرب أروع الأمثلة على العمل والكفاح من أجل لقمة العيش.. هربوا من ويلات الحرب والتشتت فى بلادهم إلى مصر التى فتحت لهم كامل أذرعها، ولم يهملوا تلك الفرصة وقاموا باستغلالها بشكل مثالي.. من ناحية استكملوا دراستهم فى الجامعات المصرية ومن ناحية أخرى أنشأوا مشاريع صغيرة وفى وقت قصير أصبحت من أكبر المشاريع الخدمية فى مصر، مثل صناعة الحلوى السورية، والملابس والوجبات السريعة، كما برع بعض السوريين فى تقديم ألوان جديدة من الفن فى مصر لاقت قبولا لدى المصريين..بذلك لم يستسلموا لظروف حياتهم القاسية التى مروا بها.


شارع السوريين


فى منطقة الحصرى حوّل السوريين شارعا بأكمله إلى مطاعم ومقاه خاصة بهم تحمل الطابع السوري، ومعظم العاملين بها سوريون.. حتى أطلق عليه البعض «دمشق المصغرة».. حيث إنه فى الوهلة الأولى لك بالمكان، تجد نفسك متحيراً بين إلى أى الأماكن ستذهب، هل تتناول وجبة دسمة من اللحوم أو الأسماك من أحد المطاعم المتراصة؟، أم تتوجه مباشرة إلى الشاورما التى تُعد على الفحم؟، أم تبدأ تجولك بتناول الحلويات الغارقة فى العسل والقشدة؟.


 أما تكتفى بنظرة عامة على المكان؟، ثم تجلس على أحد «الكافيهات» لتتابع مباراة كرة قدم، فمعظم ما سبق أفكار تراود كل من يخطط فى الذهاب إلى»شارع السوريين».. وفى جولة بالمنطقة قابلنا بعض أصحاب المطاعم، ومن جانبه وضح أبو «وسيم السورى»، مدير مطعم «روستو» بـ 6 أكتوبر، أن المنطقة كانت مناسبة لإقامة أى مشروع فى بداية الأمر، لأنها تتميز بالهدوء والاستقرار.

 

وأضاف أن روستو بدأ كمشروع بسيط وبأقل التكاليف والمعدات، ثم مع مرور الوقت تطور وتوسع حتى وصل إلى ما هو عليه الآن، وأكد أن الإقبال الكبير على المنطقة يكون للمصريين فى المقام الأول، لأن الحالة المادية للمصريين مرتفعة بعض الشىء، مقارنة بالسوريين الذين يعيشون فى مصر، والذين يفضلون تناول الطعام المنزلى عن الخارجي.


ترحيب المصريين


ومن جانبه قال أيمن جمعة، صاحب محل شاورما إنه عندما جاء السوريون إلى مصر بدأوا فى إقامة مشروعاتهم الخاصة، وأقبل المصريون عليها بكثرة منذ اللحظة الأولى، وأكد أن الشعبين المصرى والسورى يحبون بعضهم البعض، مضيفاً أن المصريين استقبلوا السوريين أفضل استقبال ورحبوا بمشاريعهم، كما أعجبهم الطعام والنكهات والأنواع المختلفة الجديدة التى أضافوها وتميز بها السوريون عن غيرهم، حتى أصبح لكل محل زبائنه ، واستثمارتنا فى مصر اصبحت قوية كما نشكر الرئيس السيسى على دعمه السوريين فى مصر.


وأضاف «جمعة» أن العمالة متساوية فى العدد بين المصريين والسوريين، ولا يتم التفرقة بين أحد فى الرواتب، وصرح بأن منطقة 6 أكتوبر تشبه سوريا فى جوها، من حيث الهدوء واتساع الشوارع، لذلك أقبل عليها السوريون، لأنهم يكرهون الزحمة، وأضاف أن العمل تطور من فترة للثانية، حيث بدأ فى 2012، إلى أن وصل إلى ما هو عليه الآن من نجاح.. ونوه بأن الاقبال على المحل متواصل على مدار العام.


صدق المعاملة


وقال «أبو ماهر السورى»، صاحب محل الغوطة الشامية، إنه بدأ عمله بمصر فى 2013، وأضاف أن المكان مناسب للعمل، لأنه يشهد اقبالا من الزبائن، بالإضافة إلى أنه لم يواجه أى مشاكل فى إقامة مشروعة، وأكد أن صدق المعاملة متوفر لدى التجار المصريين والسوريين، الذين يلتزمون بكل ما يتفقون عليه، بشأن السعر والجودة وموعد التسليم.

 

وأشار « يحيى السعودي»، صاحب محل عطور، إلى أن الزبائن المصريين يقبلون على المحلات أكثر من السوريين، وأكد أنه يتعامل مع الشركات العالمية فى استيراد العطور، مضيفاً أنه يتعامل مع التجار المصريين ولكن بدرجة قليلة.


ومن ناحية أخرى أوضح المصرى «محمد جمعة»، صاحب مطعم أسماك أن جميع العاملين بالمطعم مصريون، ونوه بأن الإقبال على المطعم يكون طوال العام، عدا فصل الشتاء، الذى يقل فيها الإقبال بعض الشىء من الزبائن المصريين والسوريين، وأكد أنه صاحب ارتفاع سعر العملة زيادة فى اسعار الوجبات، موضحاً أن الإقبال ما زال كما هو فى الماضى.


الأمن والأمان


وتحول كلام السوريين فى مصر إلى جهة أخرى وهى الأجواء فى مصر، حيث قالت علياء محمد، صاحبة «كوافير حريمي» إن نجاح الاستثمارات السورية فى مصر يتعلق أولاً بأمن وأمان مصر، بعكس أوضاع السوريين فى الكثير من دول العالم. 

 

وأشارت إلى أنهم لم يتعرضوا لأية عمليات سرقة أو بلطجة من قبل المصريين أو أصحاب المشاريع المنافسة بالسوق، بل على العكس تمامًا الجميع قدم لهم المساندة والدعم، فقط بمجرد علمهم أنهم سوريون، كما أنه لم تواجهم أي صعوبة فى الإجراءات الحكومية لمشاريعهم التى قاموا بتنفيذها.


بينما قال نور إبراهيم، عامل بمطعم مصري: «لم أشعر بالتفرقة بينى وبين المصريين من صاحب العمل بل على العكس أجد أحسن معاملة لأننى أعمل بجد وأتمنى أن يكون لى مشروعى الخاص، وأظن أننى لم أجد صعوبة فى ذلك ولن يقف أحد فى طريقي».