فضفضة

وساوس أهل الشر

علاء عبد الهادى
علاء عبد الهادى

أتمنى من الحكومة أن تكون خطواتها أسرع من خطوات "أهل الشر".
لا يشفع للحكومة أنها تعمل وفقط، الأهم أن تشرك المواطن فيما تعمل، وفيما تريد أن تعمل، خاصة اذا كان ما تريد فعله، سوف يكون جوهريا، وأنه سوف يمس حياة قطاع عريض من المواطنين.
القاعدة الجوهرية تقول أن تكون فى موقع الفعل، أفضل بكثير من أن تكون فى موقع رد الفعل.
كثير من القضايا الحياتية، التى حققت فيها الحكومة إنجازات ملموسة، كادت للأسف أن تخسر مردودها الإيجابى المنتظر لدى المواطن لسبب بسيط هو دخول "أهل الشر" على الخط والصيد فى الماء العكر، وتشويه الإنجاز، وتحويله إلى شىء سلبى، لتقف الحكومة فى موقف الدفاع عن نفسها وعن أهدافها التى هى بالتأكيد تصب فى مصلحة المواطن..
الأمثلة كثيرة، وحلها الجوهرى الأساسى يكمن فى "إعلام المواطن" واشراكه فى مشروعات تستهدف تغيير حياته إلى الأفضل، مهما كان حجم الألم، فالمريض عندما يسلم نفسه للجراح عن طيب خاطر يعلم أنه سوف يتألم، وانه سوف يفيق من المخدر على آلام مبرحة، ولكن "ألم ساعة ولا كل ساعة" هو يعشم نفسه بزوال المرض وتحسن صحته بعد الجراحة المؤلمة.
كثير من هذه المعارك نجحت الدولة فى إدارتها لسبب أراه جوهريا، ويتعلق بشخص الرئيس، حيث يستخدم قدراته الخاصة، و"الكاريزما" التى منحها الله له فى إقناع الناس، بصدق رسالته، حدث هذا جليا وبنجاح منقطع النظير فى جراحة الإصلاح الاقتصادى مثلا، حيث صدق المواطن رسالة الرئيس، وتفاعل معها، وصبر، ووجد نتيجة الجراحة، فى اقتصاد تحمل ولم يتداع مثلا مع أزمة كورونا.. الأمر كان مختلفا معركة إزالة التعديات المتراكمة والمتفاقمة منذ عهود، فرغم أهمية وضرورة وإلحاح القضية، لم يستشعر المواطن المتعدى خطورة ما فعل، ولا ضرره على أمن مصر القومى، ولا مستقبل مصر، وحتى مستقبل أولاده، وأمام هذه السحابة التى صاحبت بدء إزالة التعديات، وجد أهل الشر لأنفسهم فرصة ذهبية لتعكير صفو المواطن.
لن نطلب من الأبالسة أن يكفوا عن "الوسوسة " ولكن نطالب أهلنا بعدم اتباع وساوسهم بإعلام قوى رشيد يثق المواطن فى رسائله.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي