صور| «دار الكتب والوثائق» تحتفل بالتقاويم المصرية

دار الكتب والوثائق القومية
دار الكتب والوثائق القومية

أقامت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، برئاسة د.نيفين محمد موسى، صباح اليوم، ندوة بعنوان: التقاويم المصرية بين النشأة والتطور، ووفقا لما صرحت به الدكتورة نيفين محمد، في افتتاحها للندوة، فقد كان مقررا إقامة الندوة منذ فترة ولكن جائحة كورونا تسببت في تأجيلها أكثر من مرة.

أدار الندوة، د.محمد عبد اللطيف، أستاذ الآثار بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار سابقا والذي أشاد بالدور الثقافي الذي تلعبه دار الوثائق القومية التي تضاهي أكبر الأرشيفات القومية، كما نوه عن مواكبة الندوة لرأس السنة المصرية الجديدة حيث يقدر تاريخ نشأة التقويم المصري بحوالى ألف عام قبل الأسرة الأولى.

وتحدث في الندوة، ملاك نصحي، مفتش آثار بقطاع الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة السياحة والآثار والباحث بمؤسسة سان مارك لتوثيق التراث القبطي، والذي استعرض ارتباط موضوع التقويم بعلم الفلك. وقال ملاك أنه استخدم ١٢٠ نموذج أثري في دراسته لنيل درجة الماجستير ووجد أن بعض التقاويم المذكورة على تلك النماذج ليست دقيقة حتى أنه وجد أن التاريخ الهجري المنقوش على أحد النماذج الأثرية أدق من التاريخ القبطي المنقوش على نفس النموذج مستعرضا أسباب ذلك.

وأشار ملاك، أن الكرونولوجي أو علم التقويم يعتمد على تحديد الوقت والزمن وحساب الزمن بالشهور والأيام وأن نوع التقويم يحدد تقسيم الشهور وأن العام هو الوحدة الأساسية التي تحدد نوع التقويم. ويوجد خمسة أنواع من التقاويم هى: النظام النجمى وطوله ٣٦٥ يوم وربع ، و النظام الشمسي وهو حساب السنة من دخول الشمس لمدارها، أما السنة القمرية فمدتها ٣٥٤ يوم ، بينما التقويم الشمسي القمري لا يوجد غير في التقويم العبري وهو السبب في الخلاف حتى الآن بين تاريخى عيد الميلاد الشرقي والغربي. أما التقاويم القبطية فهى اختراع مصري صرف يعتمد على النص الكتابي.

وأشار ملاك أن المسلمين في مصر استخدموا النظام الشمسي في الجباية بما يسمى السنة الخراجية وذلك في القرن السابع الميلادى.

وأكد أنه على تنوع واختلاف التقاويم العالمية إلا أنها تدين كافة - بما فيها التقويم الروماني- للنظام الفلكي المصري.

و تنشأ كل التقاويم على تواريخ مهمة ولا يبدأ التقويم بالضرورة في نفس وقت هذا التاريخ أو الحدث فاستخدام التقويم الهجري على سبيل المثال بدأ عام ١٧ هجريا.

وفي مستهل كلمته أكد الأستاذ الدكتور خالد غريب رئيس قسم الآثار اليونانية الرومانية بكلية الآثار جامعة القاهرة والمحكم الأكاديمي الدولي على أهمية دار الكتب المصرية حيث أن الكتاب الوحيد الذي يصف فنار الإسكندرية القديم لا يوجد إلا في دار الكتب المصرية.

وقال الدكتور خالد غريب أن المصريين استخدموا ما بين ١٨-٢٠ تقويم مختلف وعرفوا الأيام السعيدة والأيام النحسات حيث كان يحظر على الملك غسل وجهه في يوم ميلاد الإله ست وكانت بعض الأيام مستحبة لأنشطة بعينها، كما أوضح أن التقويم الشمسي كان مرتبطا بالفيضان بينما ارتبط التقويم القمري بالمعابد.

وأضاف الدكتور خالد، أن اليوم عند المصريين القدماء كان يبدأ بالفجر حتى الفجر التالى وكانت كلمة الفجر في اللغة المصرية القديمة تعني ابيضاض الأرض. وعرف المصريون منذ القدم الساعة والدقيقة كوحدات قياس للوقت وقاموا بتسمية الشهور باسم الآلهة فالشهر الأول توت اشتقت تسميته من الإله جحوتي أو تحوت، وهاتور من حتحور، وكيهك من عودة الروح لأوزوريس.

وتوضح نصوص الدولة الوسطى، أن المصري عرف الكواكب ومواقعها وتحركاتها وتلاعب بالتقاويم المختلفة لتلائم أغراض الحياة المختلفة حيث كان اليوم النحس في تقويم ما والمحرم فيه فعل معين كالصيد من النيل أو الاقتراب من الزوجة، يعد في تقويم آخر يوم سعد، وكان العالم في هذا الوقت غارقا في الجهل بينما وصلت مصر إلى تلك الدرجة من العلم في التقاويم والفلك والطب والفلاحة.

واختتم الدكتور خالد غريب، كلمته بأن مصر بدأت مؤخرا تستعيد هويتها المسلوبة حين كان قمح مصر والبردى النابت في أراضيها مصدرين لإشباع معدة العالم وعقله.

حضر الندوة الدكتور بختيار عبد الصادق المستشار الثقافي لدولة أوزباكستان وعدد من الأكاديميين والأثريين والإعلاميين.