في أقصي جنوب البحر الأحمر أعطت السعودية لمصر حق استغلال جزيرة فرسان دون قيد أو شرط للدفاع عن الأمن القومي المصري إذا اقتضت الحاجة!

هناك في أقصي جنوب البحر الأحمر تقع جزيرة «فرسان» السعودية موقعها يأتي قبالة الحدود السعودية اليمنية وهي تقع علي مرمي حجر من ساحل أريتريا وحجرين من أثيوبيا التي تبني الآن سد النهضة علي قدم وساق بزعم استخدام حقها في استغلال مياه النيل لتوليد الطاقة اللازمة للتنمية الاقتصادية.. دون النظر لما قد يسببه ذلك من تهديد للأمن المائي المصري بل وتهديده لكل سبل الحياة في مصر.
جزيرة فرسان الاستراتيجية تعرف السعودية قيمتها وأهميتها إذا اشتد هذا الخطر وتعرف مدي تأثيرها إذا هبت الرياح علي مضيق باب المندب المدخل الجنوبي للبحر الأحمر أو هبت من منابع النيل لخنق مصر والتحكم في حياة شعبها.. والذي لا يعرفه كثير من المصريين أن السعودية بكامل إرادتها أعطت لمصر حق استغلال هذه الجزيرة التي تضم عددا من الارصفة البحرية ويمكن استغلالها في الانطلاق الجوي أو التزود بالوقود لتحقيق اهداف الأمن القومي المصري.
وقد تم هذا دون ضجيج أو إعلان وإنما جاء من واقع الاحساس بالمسئولية القومية وبأهمية وقيمة هذه الجزيرة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية المصرية التي قد تدعو الحاجة فجأة الي استخدامها.. وليس سرا أن في الجزيرة عدداً من السفن والمدمرات البحرية المصرية وتجهيزات لا يستهان بها.. وقد تواترت معلومات علي مواقع التواصل الاجتماعي عن هذه الجزيرة السعودية ومنح المصريين حق استغلالها للدفاع عن الأمن المصري اذا اقتضت الظروف وذلك في معرض الحديث عن أزمة تعيين الحدود البحرية المصرية السعودية والتي اسفرت عن اثبات وجود جزيرتي «تيران وصنافير» داخل المياه الاقليمية السعودية.. وهو ما دعا مصر لإعلان السيادة السعودية عليهما استنادا للقواعد الجغرافية ثم الوقائع التاريخية.
وهو نفسه ما دعا الباحثين عن ادوار لاستغلال مجموعة من الشواهد والالتباسات لإحداث فتنة جديدة تزيد إنقسام الشارع المصري.. وتجد فيها وسائل الاعلام الغربي واعداء مصر فرصة مواتية لتحقيق اغراضها وتأجيج نيران الفتنة بين قوي المجتمع لزعزعة استقراره والعودة من جديد الي المربع الأول.
لقد رأيت في تظاهرات أمس الأول الجمعة والتي اطلق عليها جمعة الأرض كل الباحثين عن ادوار في الحياة السياسية المصرية أو الذين انحسرت عنهم الاضواء. كلهم وجدوا فرصة للعودة الي الشارع والانضمام الي حماسة الشباب في محاولة لصنع ثورة جديدة تعرقل مسيرة الوطن وتزيد من ترديه.. حتي مجلس النواب الذي انيط به الآن مناقشة الاتفاقية بكل تفاصيلها لاقرارها أو رفضها خرجوا له بمانشيتات استباقية تشكك في دوره مسبقا.. وقالوا «هل يفاجئنا البرلمان برفضها أو يواصل المسرحية ويصفق لصانعيها» فالمكان محاصر بسوء النوايا!!
لقد عاهدت نفسي طويلا بأن ابتعد عن الكتابة في الأمور السياسية ما استطعت ورأيت أن تذكير القراء بالله أجدي وانفع.. ولكن ما شعرت به من دسائس ومؤامرات وحشد رأيته بنفسي دفعني لان اكتب هذه المرة وأنا أدعو الله متضرعا ان ينقذ بلادي من المتآمرين والمتربصين.. فاللهم نجنا من جميع الفتن ما ظهر منها وما بطن.. قولوا آمين.