كلما حاولت احدي الجهات المعنية بمكافحة الكلاب الضالة لحماية البشر من هجماتها المسعورة، خرج علينا نشطاء حقوق الحيوان يصرخون، يطالبون بالرحمة للحيوان، وليذهب الانسان الي العالم الآخر!
تكاثر سرطاني لم يستثن أياً من احياء القاهرة، وبعضها يقع قريبا من مناطق صحراوية، تنتج كلابا مهجنة مع حيوانات مفترسة، تسعي بين الناس دون رادع، تستهدف الكبار والصغار، تروع الاطفال، تمارس هواية العقر دون هوادة، وعندما تلوح في الافق مبادرة للتخلص من الكلاب المسعورة، يظهر السادة النشطاء ليصفوا ذلك بالجريمة ، لكنهم لايحركون ساكنا إذا كان الضحية طفلا تصرعه عضه قاتلة !
النشطاء مرهفو الحس محبطون مما يرتكب في حق الكلاب المسعورة، وهم معذورون لانهم لا يعرفون سوي الكلاب المقطقطة، وحتي تلك ذات الاحجام التي تقترب من ارتفاع ووزن الحمير، يخصصون لها حظائر مكيفة، ومدربين برواتب ضخمة وميزانيات لاطعامها والترفيه عنها تكفي لاعاشة عدة أسر تعاني العوز، لكن هؤلاء السادة لايعرفون لهم طريقا أو ملامح!
ليت هؤلاء النشاط ينظمون رحلات لاقرب حي إلي الكمبوند المغلق الذي يسكنونه، ليستمتعوا مع عائلاتهم بمصاحبة اسراب الكلاب المسعورة وليجرب اطفالهم محاولة اطعامها، ليروا النتيجة علي الطبيعة، ثم نسمع بعدها رأيهم في التجربة اللطيفة التي عايشوها، وليصدقونا القول : هل مازالت الكلاب الضالة المسعورة تستحوذ علي كل تعاطفهم المجاني أم سيعرفون ان الله حق؟
متي يتحول اهتمام السادة نشطاء حقوق الحيوان إلي نظرة عطف تصل إلي البشر الذين ان لم يموتوا من عضة كلب، قضوا نحبهم من عضة جوع؟!