حوار| رئيس «الوطنية للصحافة»: المؤسسات القومية من أعمدة الدولة ولا يمكن الاستغناء عنها

المهندس عبدالصادق الشوربجى فى حواره لجريدة الأخبار - تصوير: محمد نصر
المهندس عبدالصادق الشوربجى فى حواره لجريدة الأخبار - تصوير: محمد نصر

- للشباب نصيب في التغييرات القادمة.. وتشكيل مجالس الإدارات والجمعيات العمـومية عقب التغييرات الصحفية

- دمج المؤسسات غير وارد حالياً.. والعـاملـون خط أحمر

- حددنا مشاكل البوابات الإلكترونية ولن نعود للعمل بنظام «الجزر المنعزلة»

- أخبار اليوم والأهرام لديهما ميزة استثمارية أكبر من باقي المؤسسات

- إصلاح أجور العاملين يعتمد على زيادة الإيرادات


مع دقات العاشرة صباحاً كنا على أعتاب الهيئة الوطنية للصحافة، ننتظر الإذن بالدخول لإجراء أول حوار صحفى مع رئيس الهيئة الوطنية للصحافة المهندس عبدالصادق الشوربجى بعد توليه مهام منصبه منذ شهرين، لكنه فضل عدم التحدث لأى وسيلة إعلامية طوال 60 يوما حتى يدرس جميع الملفات المعروضة عليه، والآن فقط قرر أن يختص «الأخبار» بأول حوار معه لتكون كسابق عهدها صاحبة السبق فى أول لقاء معه.

ومنذ تحديد موعد الحوار حاولنا جاهدين أن نعد أسئلة تتماشى مع طبيعة الحدث المنتظر فى المؤسسات القومية وهو التغييرات الصحفية، وكان السؤال الأهم قبل بدء الحوار هل يستجيب رئيس الهيئة ويرد على الأسئلة المتعلقة بهذا الملف، لكن الرجل فاجأنا بترحيبه بالرد على جميع النقاط وهذا ما شجعنا على إضافة أسئلة أخرى خلال الحوار، ومنها السؤال الأصعب والأدق من وجهة نظرى، وهو حديث البعض عقب توليه المسئولية كيف لمهندس أن يقوم على شئون الصحافة، وكان رده جازما وحازما فى هذه المسألة.

كما تطرق خلال الحوار إلى خطط إصلاح المؤسسات القومية والنهوض بها والمشروعات المنتظر تنفيذها بين المؤسسات وملف العمالة والتعيينات والتجديد لشيوخ المهنة والتدريب وخطط الرقمنة. 

الحوار أيضا لم يخلُ من الحديث عن سبل النهوض بالأداء الصحفى للعاملين بالمؤسسات القومية، وما يتم إعداده من دورات لزيادة قدراتهم المهنية لتقديم أفضل ما لديهم، كما تحدث المهندس عبدالصادق الشوربجى عن آليات تطوير قطاع الإعلانات بهذه المؤسسات، كما أكد أنه يتمنى زيادة أجور العاملين بالمؤسسات ولكنه وضع شرطا واحدا لذلك. 
إلى نص الحوار:

■ البعض يقول إن من يتولى رئاسة الهيئة الوطنية للصحافة يجب أن يكون صحفيا بينما عينت الدولة مهندسا؟

قيل لى ذلك قبل 7 سنوات عند تولى مسئولية رئاسة مجلس إدارة روزاليوسف، والآن أنا رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، ولا يشترط ذلك أن أكون صحفيا أو إداريا، لأنى أدير منظومة بناء على معرفتى بعلوم الإدارة وبالعمل الصحفى على مدار 20 عامًا، ولدى خلفية بطبيعة العمل الصحفى والإدارى والطباعى، فأصبحت ملما بكل قطاعات المؤسسات الصحفية، فأى مسئول فى منصب يجب أن يكون على دراية تامة بالإدارة الناجحة ولديه إرادة وعزيمة وانتماء للمكان والدولة، وهذا منهجى فى الحياة العملية، ولدى تفاؤل دائما أن الغد أفضل.

الوضع الراهن

■ كيف ترى الوضع الراهن للمؤسسات القومية؟

 فى البداية المؤسسات الصحفية القومية من ضمن أعمدة الدولة، ولا يمكن الاستغناء عنها بأى حال من الأحوال، وإصلاحها أصبح ضرورة، ويجب تكاتف الجميع للعمل على الانتهاء من الإصلاح خلال أقرب وقت.

وللوصول إلى الاصلاح السريع يجب على كل مجالس إدارات المؤسسات القومية، والهيئة معهم - داعم لوجيستى - التكاتف معًا، لأن حال المؤسسات الصحفية قد وصل إلى حالة من الصعوبة البالغة وهناك الكثير من الملفات التى لم يتم فتحها منذ فترة، ولكننى متفائل بخطوات الإصلاح التى سنقوم بها خلال الفترة المقبلة للنهوض سريعًا بالمؤسسات للقيام بدورها الأساسى التنويرى والإعلامى.

■ هل من الممكن أن نلجأ لدمج المؤسسات؟ 

 هذه مرحلة ثانية لم نفكر فيها بعد، لكن القانون ينص على دمج الإصدارات والمؤسسات، لكنى أتمنى أن تنهض كل مؤسسة بنفسها وأن يقف أبناؤها مع الإدارة، فقرار الدمج فى النهاية يتوقف على ما تقدمه المؤسسة نفسها الفترة القادمة وانتماء أبنائها لها، وعلى المستوى الشخصى أتمنى أن تبقى المؤسسات القومية الثمانية كما هى. 

 ■ ذكرت أنه لا يوجد دمج للمؤسسات الصحفية لكن ماذا عن الإصدارات؟

يتوقف الأمر على مجلس الإدارة وأبناء المؤسسة، وحرصهم على إصداراتهم، وأن يعملوا من أجل زيادة الإيرادات، لكن الهيئة لن تعمل وحدها، وبصفة شخصية لدى تفاؤل أن تستعيد الاصدارات الصحفية مكانتها وأن تعمل قطاعات الإعلانات والتوزيع كما ينبغى.

التغييرات الصحفية

■ وهل التغييرات الصحفية القادمة تشهد تغييرا واسعا بين رؤساء التحرير ورؤساء مجالس الإدارات؟ أو تشهد دمجاً لبعض الإصدارات داخل المؤسسة الواحدة؟

لدينا 55 رئيس تحرير و8 رؤساء مجالس إدارة فى الوقت الحالى، ومعيار الكفاءة والخبرة والارادة سيكون الاساس فى التغيير خلال الفترة القادمة والقدرة على تحقيق النجاح والتطوير المنشود، كما أن دمج الإصدارات فى هذه المرحلة سيكون طفيفا نسبيا، ولا يوجد شيء يسمى إلغاء إصدار ولكن سيتم تحويل بعض الاصدارات إلى إلكترونية وإذا نجحت التجربة سيتم تعميمها فى المستقبل، أما الإصدارات اليومية والأسبوعية ستظل موجودة كما هى فى هذه المرحلة، وكما قلت فإن الهيئة لديها بيان بحجم التوزيع لجميع الإصدارات فى المؤسسات مثل كمية المطبوع والموزع والمرتجع، والإيراد والمصروف، ولا يصح أن أرى الخسائر تزيد ونترك المسئول فى موقعه.

■ وما الخطوات التى بدأت الهيئة العمل بها فى طريق الإصلاح؟

تسلمنا العمل بالهيئة منذ ما يقرب من شهرين وبدأنا على الفور فى تحديد ودراسة المشكلات التى تواجه المؤسسات القومية، وأنا أؤمن أن النجاح يأتى بالعمل ثم العمل حتى الوصول إلى نهضة تلك المؤسسات، فالفترة القادمة تستلزم التكاتف بين الجميع والانتماء والعمل بقوة فى جميع قطاعات المؤسسات الصحفية القومية كلٍِ فى مكانه فالصحفى والإدارى والعامل عليهم دور كبير خلال الفترة المقبلة.

ويجب التكاتف بين رؤساء مجلس الإدارات والتحرير للوصول سريعا إلى خطة الاصلاح، لأنى لن أسمح بوجود اختلافات تؤثر على سير العمل وليس هناك رفاهية الوقت أو التهاون فالعمل هو أساس النجاح وستعمل الهيئة خلال الفترة المقبلة على اقتحام كل الملفات.

مجالس الإدارات

■ لماذا تأخرت الهيئة فى تعيين مجالس الإدارات واعتماد تشكيل الجمعيات العمومية؟

التغيرات الصحفية هى المفتاح وبداية الطريق لأى تعيينات فى المناصب القيادية بالمؤسسات الصحفية مثل مجالس الإدارات والجمعيات العمومية، فلابد من إجراء التغييرات الصحفية أولا وتعيين رؤساء مجالس إدارات ورؤساء تحرير ثم تشكيل مجالس الإدارات والجمعيات العمومية التى نص عليها القانون أن تكون مشكلة من 17 عضوا ويرأسها رئيس الهيئة الوطنية للصحافة وتضم 6 أعضاء منتخبين من داخل المؤسسة، و3 من أعضاء الهيئة  الوطنية للصحافة من غير المنتمين للمؤسسة و7 أعضاء من الخبراء المتخصصين فى المسائل الاقتصادية والمالية والمحاسبية والقانونية من خارج المؤسسة تختارهم الهيئة.

■ وما معايير اختيار رؤساء مجالس الإدارات؟

المعايير مذكورة فى قانون الهيئة الوطنية للصحافة رقم ١٧٩ لسنة ٢٠١٨ حيث وضع شروطا لاختيار رؤساء مجالس إدارات المؤسسات الصحفية منها أن يكون له خبرة عملية فى المجال الصحفى أو الاقتصادى أو المالى أو الإدارى لمدة لا تقل عن ٢٠ سنة ولديه الكفاءة الإدارية والارادة للنهوض بالمؤسسة.

ومنذ أن بدأنا العمل قبل شهرين، استقبلت فى مكتبى رؤساء مجالس الإدارات ورؤساء التحرير الحاليين للاستماع إلى آرائهم ومعظم خططهم المستقبلية للنهوض بالمؤسسات والاصدارات، كما استقبلت الهيئة اكثر من ٥٠٠ سيرة ذاتية للترشح لهذه المناصب رغم ان الهيئة لم تطلب تقديم أى سير ذاتية للترشيح لهذه المناصب وجميعها لشخصيات جديرة بالاحترام والتقدير ولديها طموح مشروع لتولى مناصب قيادية والبعض الآخر تطوع لتقديم رؤى وخطط لتطوير المؤسسات القومية دون أى رغبة فى تولى منصب.

تعاون مثمر

■ وكيف ستتعامل الهيئة مع مجالس إدارات المؤسسات المختلفة؟

سيكون هناك تعاون مثمر بين الهيئة ومجالس الإدارات خلال الفترة المقبلة، والهيئة لا تحل محلهم وإنما تساعدهم، وهناك تقييم لقيادات المؤسسات الصحفية كل 3 شهور طبقا للنصوص الواردة فى قانون الهيئة وفى حالة ثبوت اخلاله الجسيم بمهام عمله يحق للهيئة عزل رئيس مجلس الإدارة أو رئيس التحرير أو عضو أو أكثر من أعضاء المجلس المعينين وهذا الحق يمنح للهيئة للمرة الأولى فى ظل القانون الجديد، وهو ما يعد اقرارا بمبدأ الشفافية والمساءلة والثواب والعقاب واتاحة فرصة حقيقية أمام مستقبل الصحافة المصرية للخروج من عنق الزجاجة.

■ هل يكون للشباب نصيب فى التغييرات الصحفية القادمة؟

الشباب عنصر رئيسى فى أى تغيير وتحقيق أى نجاح منشود، ولهم نصيب فى التغييرات القادمة فلا يمكن أحداث تغيير بدون شريحة كبيرة كالشباب، فالتجربة التى تقودها الدولة المصرية لتمكين الشباب أثبتت نجاحها بالفعل وامتلاكهم لرؤى وخطط واقعية يمكن تنفيذها، وبصفة شخصية أدعوهم للاكتساب من خبرات شيوخ المهنة واقامة حلقة تواصل فيما بينهم للاستفادة من تجاربهم. 

مشاكل الهيئة

■ أشرح لنا أهم المشكلات التى حددتها الهيئة؟

هناك الكثير من المشاكل الموروثة منذ فترة طويلة، والتى نعمل حاليًا على حلها والخلاص منها للوصول إلى مرحلة النهوض، وعلى رأسها الهياكل الإدارية والمالية للمؤسسات والديون والأصول الثابتة والمحتوى الصحفى.

■ كم يبلغ عدد العاملين بالمؤسسات الصحفية القومية؟

تمتلك المؤسسات الصحفية القومية طاقات بشرية هائلة قادرة على أن تكون عاملا رئيسيا وفعال فى عملية الاصلاح والتطوير واستعادة المهنة الصحفية رونقها وزيادة الايرادات، يبلغ عدد العاملين بالمؤسسات الصحفية القومية حوالى ٢١ ألفا نسبة الصحفيين منهم ٢١٪ والإداريين بنسبة ٤٥٪ والعمال ٣٤٪ لذلك كان اصلاح الهيكل الإدارى بالمؤسسات من أولويات عمل الهيئة لان هناك خللا كبيرا يجب معالجته.

■ وكيف تعمل الهيئة على ملف الديون؟

ملف ديون المؤسسات القومية من أصعب الملفات التى تشكل أكبر المشاكل، والحمد لله فى أقل من شهرين استطعنا جمع كل المعلومات الخاصة بهذا الملف، وقمنا بتشكيل لجنة مالية لدراسة كافة الملفات الخاصة بالمؤسسات القومية، حتى أصبح لدينا حصر بكافة الديون مثل الضرائب والتأمينات والكهرباء والمياه والجمارك وغيرها - دفتريا أو طبقا للمطالبات الواردة - على المؤسسات الـ 8 والتى تصل إلى 13 مليار جنيه و605 ملايين جنيه.

■ وهل ستقوم الهيئة بدفع تلك الديون أم المؤسسات الصحفية؟

الهيئة داعم فقط وليس لها علاقة بتسديد تلك الديون والمؤسسات القومية هى التى ستقوم بتسديد ديونها، لذلك كان الحل هو الاصلاح السريع.
والهيئة بدأت فى مخاطبة الوزارات والهيئات الحكومية وغيرها لمعرفة الفوائد على ديون المؤسسات القومية، لمعرفة ما يمكن إسقاطه من تلك الفوائد، فعلى سبيل المثال بلغ اجمالى مديونية المؤسسات لدى مصلحة الضرائب طبقا للمطالبات الواردة ٩ مليارات جنيه بينما بلغت القيمة الدفترية لها ٣ مليارات جنيه وهذا المبلغ ورث من فترات سابقة ينبغى تدقيقه وتحليله ومطابقته لايجاد حل له.

الأصول الثابتة

■ وماذا عن الأصول الثابتة للمؤسسات؟

المؤسسات الصحفية تمتلك العديد من الأصول الثابتة، وأعددنا قاعدة بيانات كاملة عنها من خلال اللجنة المالية، وهناك أصولا جاهزة للاستثمار وأخرى بها بعض المعوقات إما قانونية أو إدارية سواء مع الأحياء أو المحافظات، وأصولا أخرى متنازعا على ملكيتها ونعمل حاليًا على الخلاص من تلك المعوقات للبدء فى استثمارها.

وسيكون هناك تعاون مثمر بين الهيئة وإدارات المؤسسات الصحفية خلال الفترة القادمة للاستغلال الجيد لهذه الأصول.

■ وهل يمكن بيع أحد الأصول واستثماره فى إقامة مشروعات لكل مؤسسة؟

من ضمن خطة الاصلاح إقامة مشروعات مشتركة بين المؤسسات الصحفية من خلال استثمار أصول المؤسسات التى لا توجد بها معوقات وتسييلها فى صندوق بالهيئة ومن ثم إقامة مشروعات مشتركة بين المؤسسات الصحفية بنسب لكل مؤسسة، وستكون هناك حوارات بين الهيئة ومجالس إدارات المؤسسات للوصول إلى صيغة المشروعات التى ستقام، حيث إننى أؤمن بالعمل الجماعى.

وهناك أفكار عديدة للمشروعات سيتم مناقشتها مع المؤسسات، ومن ضمنها إقامة مشروعات تعليمية وغيرها من المشروعات التى تدر عوائد مالية ضخمة، وذلك بعد عمل دراسة جدوى لتلك المشاريع من خلال متخصصين بالاشتراك مع الحكومة، ولكن يجب التحرك فورًا لأنى لا أقبل وجود «شماعات» للمشكلات.

■ وماذا عن إصلاح أجور العاملين بالمؤسسات القومية؟

المؤسسات القومية غنية بإمكاناتها البشرية وأصولها، وهو ما يعد عنصرا أساسيا فى نجاح مهمة الاصلاح، ولدى تفاؤل بأن غدًا سيكون أفضل.
وبخصوص إصلاح أجور العاملين، أنا مع ذلك وأتمنى أن يحدث فى القريب، ولكن يجب أولًا العمل على زيادة إيرادات المؤسسات الصحفية لأن ذلك هو ما سيؤدى فى نهاية الأمر إلى زيادة المرتبات، لأن هناك علاقة طردية بين الأمرين لأن زيادة الإيراد يعقبها زيادة الدخل، لأنه لا يمكن أن يستمر الحال فى الحصول على دعم من الدولة لتوفير رواتب العاملين بالمؤسسات.

عمليات التدريب

■ وماذا عن تدريب العاملين؟

انا أؤمن أن التدريب هو أحد أهم خطوات الإصلاح، ولذلك منذ تولينا المسئولية قامت الهيئة بتنظيم 3 دورات، أحدهما لشباب الإداريين لتعريفهم بكيفية إعداد الميزانيات والقوائم المالية وكذلك لرؤساء الأقسام، وكانت ملحمة حقيقية وحضرها شباب واع يعطى الأمل أن غدًا أفضل كثيرًا.

وأطالب كل قيادات المؤسسات بإعطاء الفرصة للشباب وخلق جيل جديد قادر على العمل مع الاستعانة بخبرات الأجيال القديمة من القامات الموجودة بالمؤسسات الصحفية، وجعل هناك ترابطاً بين الجيلين.. ويجب على الشباب عدم الاستعجال واخذ الخبرة من الأجيال القديمة.

كما قمنا بتنظيم عدة اجتماعات مع قيادات المؤسسات الصحفية، وقمت بالاجتماع بمديرى العموم بالمؤسسات بعدما فوجئت بأن هناك بعض المؤسسات لم تقم بالانتهاء من إعداد 3 أو 4 ميزانيات، وهى مسئولية رؤساء مجالس إدارات تلك المؤسسات لان الميزانيات هى عنوان أي مؤسسة وتعد انعكاساً حقيقياً للوضع المالى للمؤسسة ومفتاح احكام الرقابة على الأداء المالى بها.

ميزانيات المؤسسات

■ وكيف تعاملت الهيئة مع المؤسسات التى لم تنته من ميزانياتها السابقة؟

تم التنبيه على تلك المؤسسات بضرورة الانتهاء من اعداد الميزانيات المالية المتأخرة خلال ثلاثة شهور كحد أقصى وموافاة الهيئة والجهاز المركزى للمحاسبات بها فور الانتهاء منها لدراستها وفحصها.

وقد استجابت المؤسسات بالفعل وبدأت اتخاذ اجراءات فعلية وجادة فى هذا الاتجاه والهيئة تتابع يوما بيوم ما تقوم به المؤسسات.

■ وكيف تعامل الجهاز المركزى للمحاسبات مع الأمر؟

الجهاز المركزى للمحاسبات له دور رقابى ويقوم بمراجعة الميزانيات، وكتابة تقرير بالمخالفات والمؤسسة تقوم بالرد عليه لعدم تكرارها فى الميزانية القادمة، ويقوم رئيس مجلس الإدارة باتخاذ إجراءات حتى لا تتكرر تلك المخالفات فى الميزانية الجديدة.

■ وماذا عن مصير المتدربين؟

الشباب هم أمل الغد ومستقبل المؤسسات القومية، ووقف التعيينات بشكل مؤقت ليس إلا مهلة لتوفيق الأوضاع فى المؤسسات المختلفة، وعند استكمالها فسيكون الأصل فى التعيين هو الكفاءة وليس الواسطة والمحسوبية التى أثرت سلبا على المؤسسات الصحفية القومية.. «مش هنقول لحد امشي» وسيتم تعيين من تستطيع المؤسسات الاستفادة منهم بجدول زمنى.

■ وكيف ستتعامل الهيئة مع من هم فوق الـ 60؟

لا يمكن بأى شكل من الأشكال الاستغناء عن شيوخ وقامات المهنة، بل يجب الاعتماد عليهم كأهل خبرة لتدريب وتعليم الأجيال الجديدة، من خلال معايير يتم وضعها بالاشتراك مع مجالس إدارات المؤسسات.

وأطالب شيوخ المهنة بتدريب وتعليم الأجيال الجديدة حتى لا يحدث أى عجز أو خلل بعد رحيلهم.

المحتوى الصحفى

■ وكيف ترى المحتوى الصحفى الذى تقدمه الإصدارات القومية المختلفة؟

فى البداية الصحافة القومية تعبر عن المواطنين ولا تدين بالولاء إلا لهم، وانا غيور جدًا على المؤسسات الصحفية وإصداراتها، لذلك نعمل على تطوير المحتوى الصحفى، من خلال الانتقال من صحافة الخبر إلى صحافة التحليل والرأى، لأن الخبر يكون نشر فى جميع المواقع الإلكترونية والبوابات والسوشيال ميديا والفضائيات.

وانا متابع جيد جدًا لجميع الإصدارات وعند وجود أى خطأ أقوم بمخاطبة رئيس تحرير الإصدار بالخطأ لعدم تكراره مرة أخرى.

■ هل هناك مؤسسات قومية لن يكفى الاستثمار فى أصولها لإعادتها مرة أخرى لتحقيق أرباح؟

 ما نعمل عليه خلال المرحلة الأولى حاليا هو الحفاظ على المؤسسات كلها، هناك مؤسسات لها أصول ثابتة أكثر كأخبار اليوم والأهرام مما يزيد من مقومات النجاح بها، ويجب أن نستثمر فى المؤسسات الصحفية لأن نجاحها دعم لجميع المؤسسات القومية، وعلى الجانب الآخر هناك مؤسسات أصولها صغيرة، وهنا أوجه كلمة لكل أبناء المؤسسات بأنهم يجب أن يتكاتفوا مع الإدارة بالعمل والانتماء الحقيقى وبذل كل ما فى وسعهم لدعم المؤسسات، فكفانا مظاهرات فئوية، ويجب أن يدرك الجميع أن الهيئة تقوم بدورها لكن الدعم الأكبر للمؤسسات لعودتها مرة أخرى يكون بيد أبنائها.

 إزالة المعوقات 

■ تعمل لجنة الاستثمار بالهيئة لإزالة المعوقات التى تحاصر أصول المؤسسات إلى مدى تصل تلك المعوقات ؟

 اجتمعت لجنة الاسثتمار وحددت الأصول النظيفة وفى هذا الشق لا توجد أى معوقات، لكن يجب أن تتعاون الهيئة مع مجالس الإدارة بالمؤسسات القومية لوضع آلية العمل على تلك الأصول لكن ذلك يتم بعد تغييرات رؤساء مجالس الإدارة وستساعدهم اللجنة فى هذا الشأن.

■ خلال رحلتك ترأست دار روزاليوسف أكثر من 7 سنوات ما أبرز مشاكل قطاع الإعلانات وكيف يستعيد عافيته؟

 هناك مشاكل بسوق الإعلانات لكنى على ثقة أنه سيتعافى عقب مرور أزمات كورونا، وإذا نظرنا لبيانات الإيرادات نجد أن بعض المؤسسات بدأت تعود مرة أخرى لمستوى ما قبل الجائحة والتى كانت تواجه منافسة قوية مع الصحافة الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعى التى بدأت تؤثر على الصحافة الورقية، وأنا من مدرسة التوازن بين الصحافة الورقية والإلكترونية، لذا هناك اقتراحات أن تعمل وكالة الإعلانات بالمؤسسات على جلب إعلانات لإصدارات المؤسسة بشكل كامل، سواء كان بالطبعة الورقية للإصدارات أو المواقع الإلكترونية الخاصة بها، وهنا يجب أن يحصل مندوب الإعلانات على دورة تدريبية حول كيفية الحصول على إعلان لجميع الإصدارات، وفى الوقت نفسه علينا أن نعمل على نوع جديد من الإعلانات وهو الإعلان التفاعلى المزود بالفيديو عبر بوابة المؤسسة الإلكترنية، فيعرض الإعلان فى الإصدارين معا إلكترونيا وورقيا، والمؤسسات الصحفية قادرة على تنفيذ ذلك.

الجمعيات العمومية

■ لكن ماذا عن الوضع على أرض الواقع هل يسمح بهذا الأمر؟

هناك مؤسسات لديها مشاكل كثيرة وهؤلاء سنعمل معهم كهيئة بمجهود أكبر، وأتمنى أن تعمل الإدارات الجديدة على ذلك وتبذل مجهودا كبيرا، وكل 3 شهور هناك تقييم لأداء المجلس طبقا للقانون، ونحن لا نطالبهم أن يحولوا الخسائر إلى مكاسب فى 3 شهور، إنما فقط تقليل الخسائر.

■ هل معنى ذلك تغيير الفكرة السائدة أن التغييرات الصحفية تتم بعد 3 أو 4 سنوات وأنها قد تتم خلال 3 شهور حال عدم نجاح تلك المجالس فى مهمتها ؟

بالطبع قولا واحداً، من يعمل هو من يستحق أن يكمل، وهذا ليس قرار رئيس الهيئة إنما قانون ينص على أن تقيم الجمعية العمومية أداء المجلس كل 3 شهور، والجمعية ليست كما فى السابق فرئيس الهيئة هو من يترأسها وليس رئيس مجلس الإدارة، ومن خلال العمل سنثنى على من يعمل ونوجه الشكر للمقصرين، وهو ما ينص عليه القانون، وأتمنى ألا اضطر لهذا القرار يوما، لكن للأسف الأمور لا تسير بالتمنى.

دور الصحافة

■ هل الصحف القومية قادرة على رسم صورة مصر خارجيا أم دورها يقتصر على الخطاب الداخلى؟

لابد أن يكون دورها خارجيا وداخليا وأن تعود كل جريدة لسياستها التحريرية التى تميزها عن غيرها من الاصدارات، وهناك من يهتم بالشأن الدولى، وذلك حتى لا نكون نحدث أنفسنا فى الداخل بل أن ننقل صورة عن مصر الجديدة للخارج كما نتناولها فى الداخل.

■ إلى أى مرحلة وصل مشروع رقمنة الصحف؟

هناك مشروع إطلاق بوابة إلكترونية لكل مؤسسة صحفية على أن ينبثق منها كل الإصدارات، ونحن نحافظ على هذا، ويجب أن يتم تأمين تلك البوابات بشكل محترف لأننا مستهدفون حتى لا تكرر أى حوادث سابقة، وأن نستفيد من فكرة نسخ الـ «PDF» المتواجدة عبر الإنترنت وأن نحولها من شيء مضر إلى أمر مفيد للصحف الورقية، وأن نستفيد من فكرة تطبيقات الهاتف الذكية لتطوير شكل الصحف، وهو ما ندرسه بالفعل وكلفنا شركات متخصصة لوضع تصور لتطبيقات الهاتف تضم الصحف الورقية ولشكل الإعلانات التفاعلية عليها، لتكون الاستفادة لنا بدلا من استغلال أخبار الصحف لصالح تطبيقات تجارية.

البوابات الإلكترونية

■ الهيئة السابقة كانت أول مسئول عن الصحافة يعين رؤساء تحرير البوابات الإلكترونية فهل نجحت فى منافسة بوابات الصحف الخاصة؟ 

 تجربة البوابات الإلكترونية وليدة فأول رئيس تحرير لبوابة إلكترونية قومية عين قبل أقل من 3 سنوات، وهى تجربة لها مميزاتها وعيوبها، الهيئة حددت أغلب مشاكل البوابات وتعمل على إزالتها والتى تركزت أن لا يكون هناك تضارب بين الإصدارات، وعدم خدمة الإصدارات الأخرى، أو أن تعمل البوابة بشكل أشبه بالجزر المنعزلة، وهذه المشاكل لن تتكرر فى المستقبل، ونعمل على التعاون مع رئيس مجلس الإدارة ودعمه ومجلسه لأنهم مسئولون بشكل كامل.

الإعلانات التفاعلية

 ■ هل تغطى الإعلانات الديجيتال ما كانت تدره نظيرتها الورقية؟

الهيئة تستهدف النهوض بالإعلانات الورقية والتفاعلية فلا استغناء عنهما وسنبدأ العمل على هذه الفكرة بالتوازى، والاجتماع مع وكالات الإعلانات بالصحف بحضور متخصصين، وتمتلك المؤسسات البنية التحتية التكنولوجية والعامل البشري الذى يؤهلها للنهوض فى هذا المجال لأن الإعلانات هي عصب زيادة موارد المؤسسة وسيكون لها دور كبير فى المرحلة القادمة.

■ كان لدى الهيئة مقترح حول لإنشاء مطبعة موحدة ما مصيرها؟ 

بالفعل يوجد مقترح لأنشاء مجمع طباعى صحفى مقره القاهرة لطباعة الصحف حيث يخدم طباعة الصحف القومية والخاصة والحزبية فى السوق المصرى بجودة عالية جداً ويمكن طباعة ثلاث صحف فى وقت واحد.

كما يوجد أيضاً اقتراح إنشاء مطابع صحف بنظام الويب ديجيتال فى الأقاليم لطباعة الصحف تخفيضا لمصاريف النقل والتوزيع فضلا عن وصولها إلى الأقاليم بنفس التوقيت مما يساعد على جذب شريحة جديدة من القراء والحصول على معلنين جدد ويمكن طباعة موضوعات متغيرة طبقاً للمنطقة مما يشد اهتمام القارىء بها للاطلاع على أخبار منطقته.

مصنع الورق

■ ماذا عن مقترح مصنع الورق هل من الممكن أن تنجزه الهيئة؟

يوجد فى مصر مصنعيان لصناعة الورق الأبيض.

ولكن بالنسبة لمصنع ورق صحف لايوجد فى مصر ولا افريقيا ويتم استيراد جميع ورق الصحف من أوروبا وأمريكا.

وعملية إنشاء مصنع لإنتاج ورق الصحف بمصر يجب أن تعتمد بشكل أساسى على دراسة جدوى اقتصادية تضمن توفير احتياجات السوق المحلية والتصدير إلى الدول العربية والافريقية شرط أن تكون خامات التصنيع موجودة بمصر للحصول على سعر تنافسى ويكون أقل من السعر المستورد.

■ إذا اتخذت الهيئة قرارا بالموافقة على المشروع متى يمكن تنفيذه على أرض الواقع؟

الهيئة وحدها لن تنفذه، فنحن نعرض وجهة نظرنا للحكومة فالهيئة لن تموله، فهو مشروع لا يخصنا فقط إنما مشروع قومى، ويحتاج لدراسة متخصصة أكثر فى هذا الأمر.

 ■ هل تأثرت المؤسسات الصحفية بأزمة كورونا؟

العالم كله تأثر وليست المؤسسات الصحفية فقط، فالجائحة لم تكن فى الحسبان تماما وفجأة أثرت على المجالات بدءا من الاقتصاد الدولى وتكبد دول كبرى خسائر مهولة، إلى الحالة النفسية لدى الأشخاص، وعلينا أن ننظر أنه لولا الإصلاح الاقتصادى الذى أجرته الحكومة لتأثرنا أكثر بالأزمة والتى على الرغم من انخفاض مستوى التنمية قليلا إلا أن الدولة لا تزال فى المعدل الآمن.

أجور الصحفيين

 ■ هل من الممكن أن ترتفع أجور الصحفيين بمؤسسات دون غيرها أم أنهم مرتبطون ببعض؟

زيادة إيراد المؤسسة يعقبها رفع المرتبات، والعمل على تلك الزيادة هى مسئولية رئيس مجلس الإدارة ورؤساء التحرير، أن تزيد من إيراداتك.

■ بعض المتشائمين يقولون إن الصحافة الورقية إلى زوال وأننا سنكتب شهادات وفاتها قريبا.. ما رأيك؟ 

الصحافة الورقية ستبقى قائمة، لكن يجب أن نعمل على تطويرها، والعديد من الدول لا تزال مهتمة للغاية بالصحافة الورقية ومنها دول عظمى، وعملنا هنا على أن نحافظ عليها قدر الإمكان وأن نقدم محتوى مختلفا، لننتقل من صحافة الخبر إلى التحليل والتحقيق ومقالات الرأى، والمؤسسات تملك صحفيين على أعلى مستوى ولديهم مقدرة على ذلك. 

■ ما رسالتك للصحفيين؟

رسالتى الوحيدة هى ضرورة العمل وتجنب الصراعات لأنها مدمرة لأى مؤسسة، فكفانا صراعات أو العمل بنظام الجزر المنعزلة، وعلى الجميع أن يتكاتف لهدف واحد هو المؤسسة، لا لشخص.

■ فى النهاية ما أمنيتك للصحافة القومية؟

أمنيتى أن ننفذ خطتنا بنسبة 100% وهى أمنية ممزوجة بإرادة منى ومن أعضاء الهيئة الذين هم على أعلى مستوى ونعمل بفكر وروح المجموعة لأنها أقوى بكثير من الفردية، فليس عيبا أن نستمع للجميع، ونرى الأغلبية، العيب هو التعصب لقرارك، فمن الممكن أن يضع آخرون أفكارًا لم تطرق ذهنك، ولا يعنى تولى مسئولية رئاسة الهيئة أنى أصبحت فى برج والآخرون فى برج آخر، فهذه سياسة خاطئة وسياستى دائما الباب المفتوح وسماع كل الأسئلة، وطالما قبلت بالعمل العام يجب أن نحتك بالناس الكبير والصغير، فالجميع يطمح إلى الوصول لأعلى مكانة لكن يجب أن يمتزج الطموح بالإمكانيات.