فى الصميم

الحل لا يأتى.. فى وجود الميليشيات!!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

يدخل الصراع فى ليبيا مرحلة جديدة مع تصدع حكومة طرابلس واحتدام الصراع بين الميليشيات التى تتقاسم النفوذ فى العاصمة الليبية، وبروز الخلاف الكبير بين جناحين تنقسم الميليشيات فى الولاء لهما.. جناح رئيس حكومة الوفاق «السراج» وجناح وزير الداخلية الموقوف «باش أغا»!!
ومع أن شرارة الاحتجاجات التى اجتاحت العاصمة وغيرها من مدن المنطقة الغربية كان وراءها أولا ما يعانيه المواطن الليبى هناك فى ظل احتلال عثمانلى وميليشيات تتصارع، ومرتزقة لا يهتمون بمصير البلد، ومسئولين يتشاركون المسئولية عن الفساد الهائل الذى ترك آثاره فى معاناة الناس.. لكن صراع الميليشيات سرعان ما طغى على الموقف، والصراعات على السلطة والثروة جعلت الأمور تخرج عن سيطرة «الكفيل» العثمانلى المدجج بآلاف المرتزقة الذين جلبهم من سوريا وغيرها، وبأموال قطر، وبالقواعد العسكرية التى يتواصل البناء فيها!!
ما تشهده العاصمة الليبية من أحداث، يؤكد - بدون أى شك - وجهة نظر القوى الوطنية الليبية فى أن أساس المشكلة هو الإرهاب وما زرعه فى الأرض الليبية من ميليشيات لا تعترف بالدولة ولا تؤمن بالوطن، وما جلبه من قوات غزو أجنبى، ومن مرتزقة تتحالف تركيا وقطر لحشدهم من أجل دعم عصابات الإخوان الإجرامية.
هذا هو أساس المشكلة، وأى حل سياسى لابد أن يدرك أن فرصته فى النجاح لابد أن تمر بالطريق السليم الذى يستوجب أن تكون البداية هى القضاء على الإرهاب وتفكيك الميليشيات وإنهاء الغزو التركى وترحيل جنوده ومعهم آلاف المرتزقة الذين جاء بهم.
عندما يتم ذلك تحت إشراف دولى، فإن الطريق سيفتح أمام الليبيين بمختلف أطيافهم ليقرروا مستقبلهم، ويستعيدوا دولتهم وينقذوا وطنهم من مستنقع الفساد ومخاطر التقسيم.
لم يعد ممكنا للعالم أن يتذرع بشرعية زائفة لحكم الميليشيات، لكى يتهرب من مسئولية إنقاذ الوضع فى ليبيا وإعادة الأمر لشعبها بعد تفكيك الميليشيات وإنهاء الغزو التركى وترحيل المرتزقة. هذا هو قرار شعب ليبيا الذى أوضحه فى إعلان القاهرة ومع الصوت الحقيقى الذى خرج لشوارع طرابلس يطب الخبز والحرية والدولة التى تم تدميرها بفعل فاعل لم يعد مجهولا!!