من حق الرئيس أن ينفعل

جمال حسين
جمال حسين

من حق الرئيس أن ينفعل
«لن أبيع الوهم للناس للحفاظ على الشعبية».

 هكذا أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى المُؤكد، خلال افتتاحه عددًا من المشروعات القومية الكبرى بمحافظة الإسكندريَّة أمس، وذلك ردًا على ما تردد بأن بعض القرارات التى اتخذها الرئيس قد تتسبب فى التأثير على شعبيته.. الرئيس قال: «الموضوع شائكٌ، وأى حد تانى يقول متدخلش فى الكلام ده، وسيب الإعلام يتكلم فيه، لأ هتكلم فى كل مصلحة، ولن أبيع الوهم للناس تحت اعتبارات السياسة والحفاظ على الشعبية».. وتابع الرئيس: «عملنا كده فى قرارات الإصلاح الاقتصادى، وهو ده الرصيد اللى عدينا بيه، وأى عمل صالح حتى لو الناس مش راضية عنه أنا هعمله».
كلنا يعلم أن الرئيس السيسى لا يحتمل أى مساسٍ بمصر ومصالح شعبها؛ لأنها تُعد بالنسبة له خطًا أحمر، وقد حمل روحه على أكفه من أجلها، ولم يبالِ بأى مخاطر، وقادها فى أحلك الظروف إلى بر الأمان.

جميعنا يُوقن أن الرجل مهمومٌ بمصر ومستقبلها، ونذر نفسه لإعادة بناء مصر الحديثة؛ التى نحلم بها بعد عقودٍ طويلةٍ من الإهمال والتجريف، والكل يشهد أنه خلال سنواتٍ قليلةٍ حقَّق إنجازات، أشاد بها القاصى والدانى، وشيَّد مشروعات قوميَّة كانت تحتاج إلى 150 عامًا حتى ترى النور.
كلنا يّدرك أن الرئيس السيسى يخوض حربًا شرسةً ضد الفساد، ويتعرَّض لحملاتٍ شرسةٍ من قوى الشر؛ التى أكل الحقد قلوبها، وتُحاول بكل ما أُوتيت من قوةٍ، إثارة البلبلة والأكاذيب؛ لتعطيل مسيرة البناء والتنمية التى شهدت بها جميع الدول والمنظمات العالميَّة.

المنصفون يرون أنه من حق الرئيس أن ينفعل ويغضب، عندما يرى أى تقصيرٍ أو إهمالٍ أو اعتداءٍ على أرض الدولة.. المنصفون يُؤيدون غضبة الرئيس ضد المتقاعسين عن أداء واجبهم، ومَنْ يغضُّون الطرف عن حماية مقدرات الدولة؛ التى ائتمنوا عليها، سواء كان ذلك بقصدٍ أو نتيجة الإهمالِ وعدم المتابعةِ، لأن أجدادنا قالوا قديمًا فى أمثالهم: «بيت المهمل يخرب قبل بيت الظالم»، والرئيس يبذل قصارى جهده؛ حتى يمنع ذلك.. بالتأكيد من حق الرئيس أن ينفعل ويغضب؛ وهو يرى استمرار التعديات على أراضى الدولة، رغم التنبيه على المواطنين والمسئولين مرارًا وتكرارًا.

من حق الرئيس أن ينفعل وهو يعلن تسجيل أكثر من 700 ألف مخالفة تعدٍ على الأراضى الزراعيِّة، وهذا الرقم مخيفٌ؛ لأنه يتعلَّق بملايين من المواطنين، الذين تأثَّروا بهذه المخالفات، مؤكدًا أن الحكومة أمام تكليفٍ وتحدٍ واختبارٍ، بشأن ملف التعدِّى على أراضى الدولة، وأن مَنْ ليس لديه القدرة من المسئولين على التصدِّى لهذه الظاهرة الخطيرة، فليترك منصبه.

من حق الرئيس أن ينفعل؛ وهو يرى مَنْ يسعون إلى هدم الدولة وضياعها سواء من الداخل أو الخارج.. مَنْ حق الرئيس أن ينفعل؛ وهو يرى حملات التشكيك فى كل المشروعات التى تقوم بها الدولة.. قائلًا فى هذا الصدد: «فيه تشكيك فى كل مشروعاتنا اللى بنعملها، وناس بتتكلم بشكل سلبى على اللى احنا بنعمله، ولكن الهدف من هذه المشاريع هو المصلحة للكل، والقنوات المُسيئة اللى عاوزه دايمًا تكلمكم كلامًا لا يُرضى ربنا».

من حق الرئيس أن ينفعل؛ عندما يجد القنوات المُسيئة تزعم أن الدولة تهدم مساجد ربنا، أثناء إنشاء محور المحموديَّة، رغم أن الدولة قامت ببناء مساجد أكبر !.. متسائلًا: هو اللى عاوز يبنى حاجة لربنا ينفع يسرق الأرض اللى هيبنى عليها مسجد؟!!.. طيب البحيرة فيها 77 جامع مخالف على حرم الترعة، دى سرقة، وعلى الرغم من كده هنشيل وهنبنى مساجد كبرى مكانها.

وقال الرئيس لهذه القنوات المُسيئة: يا رب تبقوا زينا وتعملوا حساب ربنا.. انتوا بتخربوا الشعوب وتدمروها، وتدمَّروا الأمم وتضيعوها، جايين تتكلموا علينا لما بنبنى ونعمَّر؟!

من حق الرئيس السيسى أن ينفعل؛ وهو يُحذِّر من غياب الدولة مرةً أخرى؛ قائلاً: مينفعش الدولة تغيب تانى، وإن غابت تانى يبقى إحنا بنأجِّل التطوير 100 سنة، ومقدرش أقبل كده.. أنا لا يمكن أبقى موجود فى مكان إلا والإصلاح قدام عينيا وأمسك فيه وأخلَّصه بما يُرضى الله سبحانه وتعالى.

من حق الرئيس أن ينفعل؛ وهو يرى التقاعسَ فى ملف التصالح فى مخالفات البناء، وأن حجم التصالح حتى الآن 10% فقط، ومن حقه أن يُطالب المسئولين بسرعة الانتهاء من هذا الملف.

الرئيس السيسى إنسانٌ صادقٌ لا يقبل التسيُّب والإهمال وأنصاف الحلولِ.. على الجميع مساعدته؛ من أجل بناء مصرنا الحديثة التى نحلم بها.