نهار

وداعا ابنة الشعب..

عبلة الروينى
عبلة الروينى

ليست مجرد فنانة، أمضت أكثر من ٦٠ عاما من عمرها على خشبات المسارح المغربية والعربية والأجنبية... عملت بالمسرح لأول مرة فى العاشرة من عمرها... (ما قضيته من سنوات على خشبات المسرح،أكثر مما قضيته فى بيتى مع أفراد أسرتى الصغيرة)!!... هكذا كان المسرح كما وصفته( أهلا وسكنا)...
ثريا جبران ليست مجرد فنانة مسرحية أعطت حياتها للمسرح...لكنها (ابنة الشعب) كما تحب أن تسمى نفسها.. فى كل أعمالها الفنية انحازت للبسطاء والمهمشين، ولهموم الناس ومشكلاتهم... امرأة مشغولة ببناء الحياة.. مشغولة بزراعة الظل، وتمهيد الطرق، وتأسيس البنيان..لم يعنها أن تقدم دورا مسرحيا جديدا،بقدر ما كان يعنيها أن تضيف مع كل دور تقدمه، قيما وفضائل إلى حياتها، والى الحياة عموما.. هذا هو معنى المسرح ووظيفته ودوره لديها، كما أشارت فى رسالة يوم المسرح العربى التى قامت بكتابتها عام ٢٠١٣ (المسرح دائما بالنسبة لى هو فن الحقيقة)..
أسست ثريا جبران العديد من الفرق المسرحية المختلفة (مسرح الشعب.. مسرح الفرجة..مسرح الفنانين المتحدين..مسرح اليوم).. ودعمت طوال مشوارها الفنى الشباب المسرحى والهواة..وحين شغلت منصب وزيرة الثقافة بالمغرب ٢٠٠٧ عملت على إعادة بناء البنية التحتية الفنية والثقافية، وانحازات إلى الجانب الإجتماعى للفنانين، بتوفير الضمانات الصحية والمعيشية للفنان..
ثريا جبران ليست فقط أول ممثلة عربية شغلت منصب وزيرالثقافة..ولا هى فقط أول فنانة عموما تشغل منصب (وزيرة ثقافة) فى تاريخ الحياة السياسية المغربية..ولا هى أيضا أول وزير ثقافة تعتذر عن المنصب ٢٠٠٩ ( لظروفها الصحية بعد إصابتها بالسرطان)...لكنها أساسا أيقونة المسرح المغربي، وأحد رموزه الثقافية..وهى أيضا أحد رموز الحركة النسائية المغربية...ساهمت فى تأسيس العديد من المنظمات الحقوقية والإنسانية والوطنية..واستحقت وسام الاستحقاق الوطنى المغربي، ووسام الجمهورية الفرنسية فى الفنون بدرجة فارس..واستحقت دائما أن تكون (ابنة الشعب).