إنها مصر

الأكاديمية الوطنية للتدريب

كرم جبر
كرم جبر

كان لى شرف رئاسة إحدى لجان اختبارات القبول بالأكاديمية الوطنية للتدريب، بدعوة من المدير التنفيذى الدكتورة رشا راغب، والهدف اختيار العناصر المؤهلة من موظفى الدولة لشغل الوظائف القيادية.
المكان فى السادس من أكتوبر قمة فى الانضباط، وشابات وشباب يقومون بالعمل فى دأب وعزيمة، وتخيلت للوهلة الأولى أنه جهاز سيادى شديد التنظيم.. بداية طيبة ومبشرة منذ أن تطأ قدماك المكان.
الدكتورة رشا قالت فى عبارات وجيزة إن المتقدمين من موظفى الدولة سن 30 إلى 45 سنة، والهدف تأهيل العناصر القيادية فى السنوات القادمة، بدراسات عملية ونظرية، تشمل القانون الإدارى والاقتصاد والعلوم السياسية والاستراتيجية والإعلام وغيرها، فى ضوء استراتيجية مصر 2030.
سعيد الحظ من يجتاز الاختبار الأخير، ويتم ترشيحه لمرحلة أخيرة من الدراسات العملية والنظرية فى مختلف الأماكن، ليكونوا مؤهلين لسد الفراغ فى الكوادر الإدارية.
الاختبار الأخير مثل كشف الهيئة فى الكليات العسكرية، والغرض منه قياس قدرات المتقدم فى التعامل مع المشاكل التى تواجهه، والقدرات الإبداعية ومواجهة الضغوط النفسية والقدرة على استخدام التكنولوجيا الحديثة، والاستعداد الشخصى للعمل الجماعي.
هى المرة الأولى التى توجد فيها أكاديمية متخصصة فى مصر تعتنى بالتنقيب عن أفضل العناصر، باختبارات فى منتهى الشفافية والإفصاح، عن طريق الموقع الإلكترونى للأكاديمية، وتكون الاختبارات متدرجة وشاملة للوصول إلى أفضل العناصر، دون أدنى شبهة للمجاملة أو الواسطة.
من ينظر إلى خلية النحل داخل الأكاديمية الوطنية للتدريب يدرك تماماً أن كلمة «واسطة» لا تصلح فى هذا المكان، فكل شيء يتم بنظام محكم واختبارات دقيقة، ويكون التدخل البشرى فى أضيق الحدود.
مبدأ تكافؤ الفرص يخلق إحساساً بالارتياح والشعور بالعدالة والمساواة، ويعطى لكل شاب وشابة فرصته العادلة حسب إمكانياته وقدراته، ليتعلم أسس الإدارة السليمة ويكون مهيأً لتأدية عمله بكفاءة واقتدار.
الأكاديمية صارت بالفعل حلم الشباب والقيادات الوسطى لتحقيق طموحهم المشروع، ودليل النجاح الكبير أن عدد المتقدمين وصل إلى 8000 موظف، ووصل الذين أكملوا بياناتهم 5000 موظف، ومن حققوا شروط الالتحاق 2500 موظف، ووصل إلى الاختبار النهائى 700 موظف.
100 موظف من سعداء الحظ سيتم اختيارهم للمرحلة القادمة، فى برنامج دراسى يمتد 7 شهور يتخلله شهران للتدريب العملى وشهر فى المحليات فى مكاتب المحافظين أو متخذى القرار، وبعدها يعود الموظف لعمله الأصلى فى مكان قيادى.
سألت إحدى المتقدمات عن طموحها، فقالت أن تصبح فى يوم من الأيام رئيسة وزراء مصر، وأخرى تريد إحياء الثقافة الجماهيرية فى القرى والأرياف، وموظف آخر شرح خطة متكاملة لتسويق البلح فى محافظته الوادى الجديد حيث يفوق إنتاجه احتياجات مصر، ورغم ذلك نستورده من الخارج.
الأكاديمية الوطنية للتدريب.. رحلة البحث عن قيادات بمواصفات عصرية، فقد آن الأوان أن يختفى الموظف بصورته التقليدية المتوارثة فى أفلام أبيض وأسود.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي