أسرار من دفتر أحوال ثورة يونيو

جمال حسين يكتب: السيسى أنقذ مصر من التقسيم على موائد اللئام بـ «مباركة الإخوان»

الكاتب الصحفي جمال حسين، رئيس تحرير الأخبار المسائي
الكاتب الصحفي جمال حسين، رئيس تحرير الأخبار المسائي

◄| مرسى لـ «إبراهيم»: 30 يونيو مش هتنجح وهاعدمك مع السيسى فى ميدان التحرير !!
◄| جماعة الإخوان أرادت تحويل مصر بلد الأمن والأمان إلى «إرهابستان»..والقاضى الجليل: مصر لن تركع إلا لله.. هكذا يقول التاريخ
◄| داعش ارتكب مذبحة المُصلين فى مسجد الروضة انتقامًا من الصوفيين
◄| التنظيم يقطع رأس شيخٍ عمره 100 عامٍ ويبث إعدامه على الإنترنت

بعد أن نجحت ثورة 30 يونيو في الإطاحة بحكم الفاشية الدينية، وأسقطت حكم المرشد، وعزلت مرسى، مندوب مكتب الإرشاد فى القصر الجمهورى بالاتحادية.. جنَّ جنون جماعة الإخوان، واستعادت سجلها الدموى الذي استمر  ملازمًا لها عقودًا طويلةً منذ إنشائها على يد حسن البنا عام 1928.. قررت الجماعة استعادة حكم مصرحتى لو تحوَّلت البلاد إلى ساحةٍ للمعارك والدماء.. أرادت أن تتحول بلد الأمن والأمان إلى “إرهابستان” جديدةٍ، وتكرار ما حدث فى أفغانستان وكهوف قندهار.. وخلال اعتصامى رابعة والنهضة، هددت الجماعة المصريين بالويل والثبور وعظائم الأمور إن لم يعد مرسى إلىالحكم.. أعلنتها بأعلى الصوت أمام الفضائيات بأنها ستقوم بإشعال مصر من أقصاها إلى أقصاها وتحويلها إلى ساحةٍ للمعارك والاغتيالات والتفجيرات.. وبالفعل بدأ أعضاء الجماعة فى تنفيذ تهديداتهم  بالعديد من التفجيرات والاغتيالات والقتل وسفك الدماء ضد رجال الجيش والشرطة، حيث استهدفوا الكنائس والمساجد، وكان لسيناء النصيب الأكبر من إرهابهم، أرادوها ولايةً تابعةً للتنظيم الدولى، بمعاونةٍ صادقةٍ من أباهم الذى فىإسطنبول، وتابعه ساكن الدوحة،
 إذ خرج علينا محمد البلتاجى من فوق منصة رابعة يقول بأعلى الصوت: “ما يحدث فى سيناء ردٌّ منا على عزل مرسى، وسوف يتوقف فى التو واللحظة برجوع مرسى للحكم”، وقال صفوت حجازى: “اللى هيرش مرسى بالميةهنرشه بالدم”، وزايد  عليهما طارق الزمر، قاتل السادات، مهددًا  المصريين: “سنسحقكم إذا وقفتم ضد عودة مرسى”، أما الإرهابى عاصم عبد الماجد فأعلنها صراحةً من أعلى منصة رابعة: “هنفجر مصر وهنحرق الكنائس” !!
وعبر منصتى التطرُّف فى رابعة والنهضة، اكتشفنا الإرهاب فى وجوه الإخوان، وأمعنا النظر فى تجاعيده العنيفة عبر ألسنتهم التى تقطر دمًا، وبالفعل نفَّذوا تهديداتهم فى طول البلاد وعرضها، وقد كانت سيناء صاحبة النصيب الأكبر من العمليات الإرهابية؛ عبر استهداف الكمائن الأمنية لقوات الجيش والشرطة، وتفجير خطوط الغاز،والاعتداء المسلح على الكثير من المصانع، والحصيلة مئات الشهداء والمصابين بين صفوف المدنيين وقوات الأمن،ومليارات الجنيهات خسائر، بينما وصلت الاغتيالات لمشايخ بدو سيناء؛ ممن اعتبرتهم التنظيمات الإرهابية فىسيناء أنهم متعاونون مع الجيش والشرطة.. وفى المحافظات فجَّروا العديد من المنشآت الشرطية، وارتكبوا أحداثًا دمويةً فى ميدانى رابعة والنهضة.. وفى الإسكندرية شاهدنا الإرهاب الدموى على الهواء مباشرةً؛ عندما رفع أحدأفراد الجماعة الإرهابية الراية السوداء، وألقى الأطفال من فوق أحد أسطح المنازل !!
دموية  الجماعة
بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة، ألقت أجهزة الأمن على المئات من أعضاء الإخوان؛ ممن أطلقوا الرصاص على الشرطة، وتمت إحالتهم إلى المحكمة التى استمرت فى نظر القضية نحو عامين، لدرجة أن ملف القضية بلغ عدة الاف من الصفحات وأصدرت المحكمةُ حكمها على المتهمين بالإعدام والمؤبد والمشدد.. خلال قراءتى لملف القضية واعترافات المتهمين وتحريات المباحث، توقفت أمام حيثيات الحكم؛ التى أعتبرها تاريخيةً، حيث كتبهاالقاضى الجليل المستشار  حسن فريد، رئيس محكمة جنايات القاهرة، بمدادٍ من ذهب، ليُوثق للتاريخ وللمصريين وللعالم أجمع دموية وإرهاب الجماعة. قالت المحكمة إن تاريخ الجماعة الإرهابية ينهار، وإنهم فى حالة الاحتضار، وليس لديهم سوى هذا الخيار، إلاأنهم أبوا فقاموا باستقطاب الشباب، وزعزعوا عقيدتهم وضللوها، وطبقوا على نفوسهم، أذاقوهم حلاوة القول المغلوط، والأفكار المتطرِّفة، فراحوا يدسون عليهم معسول التطرف، وما يشق الصف ويزيد الفرقة بين أبناء الوطن الواحد؛ بين كل من طالب بإقصاء رئيسهم، للإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعى، ثم فجأة نزعوا عنهم لباس التقوى، ووصفوهم بالخونة والكافرين، وصوَّروا لهم لقاءهم بهم كلقاء الأعداء فى المعركة، إنه ضلالٌ مبين، وكذبٌ على الدين، وكان هدفهم إسقاط البلاد، وإذلال العباد، فما منهم أحدٌ عالمٌ بالدين، أولئك كان آباؤهم لايعقلون شيئًا ولا يهتدون، لاتباعهم أفكار سيدهم الذى علمهم السحر “سيد قطب”؛ الذى يجهل الدين، ويكفر  بالمجتمع ويستبيح قتال المسلمين؛ بادعائه عدم تطبيق الشريعة، تلك كانت عقيدته وعقيدتهم، وهم بها مقتنعون؛ لتقديم صورٍ مفزعةٍ ومروعةٍ من قتلٍ وتخريبٍ وحرقٍ وإبادةٍ، لكنهم لم ينجحوا فى ذلك، فأرض الكنانة قويةٌ آمنةٌ من عند الله، الذى قال فى محكم التنزيل: “ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين”.
مصر لن تركع
إن مصر لن تُخذل أبدًا، ولن تركع إلا لله، فهى ذات ثوابت لا يعرفها إلا من قرأ تاريخها، فلها أرضٌ فريدةٌ، ولهاجيشٌ جسورٌ من أبناء هذا الشعب، ليسوا من المرتزقة، بل يُدافعون عن الوطن والشعب؛ والذين قال عنهم الرسول ـ صلى الله عليه وسلم: “إن فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جندًا كثيفًا، فإنهم خير أجناد الأرض”، ولها شرطةٌ قويةٌ تحمى الشعب، وتُدافع عنه فى الداخل، جيشٌ وشرطةٌ من نسيج هذا الشعب، ومن أبناء هذا الوطن، يشربون من نيله، ويأكلون من أرضه، ويعيشون وسط إخوانهم، فلا يُمكن زعزعتهم أو الدخول فيما بينهم أو تفرقة صفوفهم،فهم من أبناء وطن واحد، لا يمكن تفرقتهم أو النيل منهم بالانشقاق والخصومات أو الصراعات الطائفية. إن الصرخة الإنسانية المدوية التى أطلقتها دولٌ عديدةٌ؛ والتى كانت تسعى مع الدولة المصرية لنزع فتيل المواجهة سلميًا، والتى لم يستجب لها قيادات جماعة الإخوان وغيرهم من أعضاء الجماعات المتشددة الموالية لهم؛لفقدانهم النظر والبصيرة والرُشد والصواب، وساروا يدسون الدسائس من الباطل؛ لإحداث حالةٍ من الجدل والبلبلة والانفلات الأمنى والأخلاقى.
وعلى إثر ذلك أصدرت القوات المسلحة بيانها التاريخى فى 3 يوليو من عام 2013، والذى أعلن فيه الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع فى ذلك الوقت، أنه آن الأوان لأن تنزل القوات المسلحة على رغبة الشعب المصرى، وتضطلع بدورها فى حماية البلاد؛ لتجنيبها ويلات الفتنة التى أطلت برأسها، فشقت الصف، وعظَّمت الفرقة، وكادت تجر البلاد إلى جرفٍ هاوٍ. ..وانتصر الشعبُ، لرغبته وإرادته، غير أن الآلاف من المناهضين للثورة المصرية والمؤيدين لمرسى والمناصرين والموالين والمنضمين لجماعة الإخوان لم يرق لهم ذلك، فلم يجدوا بدًا سوى الاعتصام بالميادين، وجمع شتات العناصر المخربة من رجالهم والمتعاطفين معهم؛ ليُعلنوا رفضهم للثورة.
مرسى  والظواهرى
وخلال جلسة محاكمة مرسى فى قضية التخابر، طلب دفاع مرسى من المحكمة استجواب أحد الضباط محرري المحضر،وسأله القاضى: هل كنت تتنصت على رئيس الجمهورية؟، فأجاب الضابط: لا، أنا مكنتش أتنصت على رئيس الجمهورية، أنا كنت مكلف بمتابعة أيمن الظواهرى، ولقيت إن اللى على الخط معاه رئيس الجمهورية، وفى المكالمة دى مرسى كان بيقول للظواهرى “طب كنت استنيت عليهم يا مولانا أما يفطروا.. دا البلح لسه فى بوقهم، فى إشارةٍ إلى قيام التنظيم الإرهابى بارتكاب مذبحة الجنود فى رفح”!!
شيخ  السواركة
تنظيم داعش ارتكب جريمةً يُندى لها جبين الإنسانية بقطع رأس الشيخ الضرير سليمان أبوحراز؛ الذى يبلغ من العمر 100 عامٍ، بعد أن ربطوه فى جذع شجرةٍ، وقاموا بتصوير واقعة الإعدام فيديو، ثم قيامهم ببث ذلك الفيديو على الإنترنت؛ لإرهاب أهالى سيناء،وكان تنظيم داعش قد اختطف فى نوفمبر 2016، الشيخ سليمان أبوحراز، ابن قبيلة السواركة؛ والذى يُعد أحد علامات التدين والزهد فى سيناء، وهو رجل دين صوفى، حيث اتهمه التنظيم بممارسة السحر، والتعاون مع أجهزة الأمن وقام بإعدامه.
تاجر  العسل
ومن المُضحكات المُبكيات للجماعة الإرهابية، حكاية تاجر العسل الذى أصبح قائدًا لتنظيم بيت المقدس؛ أخطرتنظيمٍ إرهابىٍّ دموىٍّ فى سيناء،اسمه توفيق فريج زيادة، وكنيته “أبو عبد الله”، وهو من أبناء قبيلة السواركة.. كان هذا المدعو قد حصل على دبلوم تجارة، وعندما فشل فى إيجاد عملٍ، افتتح محلًا لبيع عسل النحل الجبلى فى مدينة العريش، وكان يجمع العسلمن بدو شمال سيناء، مما أكسبه شبكةً واسعةً من العلاقات مع التجمعات البدوية فى المنطقة، وأثناء مزاولته لمهنةتجارة العسل تعرَّف على بعض مشايخ السلفية الجهادية واعتنق أفكارهم، ثم بدأ فى تكوين النواة الأولى لهذاالتنظيم الدموى؛ على أنقاض التنظيم الأم  “التوحيد والجهاد”،وقد قام تنظيم أنصار بيت المقدس الوليد بتنفيذ تفجيرات شرم الشيخ، و3 تفجيرات أخرى بمدينة “دهب”، فتمَّ القبض على أغلب عناصر التنظيم، من بينهم سالف الذكر، وبعد الإفراج عنه ظل عنصرًا كامنًا فى سيناء، لايخرج بعيدًا عن محل إقامته، ثم تزوج من شقيقة الإرهابى فيصل الحمادين.. استغل ذلك الرجل فترة الكمون فى إعادة بناء التنظيم من جديد، وتحوَّل من تاجرٍ إلى إرهابىٍّ، والغريب أنه استطاع التخطيط لبناء التنظيم الإرهابى بشكلٍ يصعب تفكيكه  بسهولةٍ، حيث قسَّم التنظيم إلى خلايا عنقودية لا تعرف بعضها بعضًا، واتخذ لكل عضوٍمنهم اسمًا حركيًا، حتى لا يعرفه زملاؤه فى التنظيم، وذلك حتى لا تتمكن الأجهزة الأمنية من اكتشاف أمر التنظيم ببساطةٍ، كما أنه جعل على قمة التنظيم مجلسًا للشورى، وأسفل المجلس مجموعات التنفيذ، ثم مجموعة التجنيد، وأخرى للدعم اللوجستى، ورابعة للتدريب، وكان يقودها الضابطان المفصولان عماد رامى وهشام عشماوى،وكان ممن قابلهم كلاً من محمد على عفيفى “صاحب مطعم” فى حلمية الزيتون، و”محمد بكرى هارون”، وهمااللذان نفذا عملية اغتيال ضابط الأمن الوطني الشهيد محمد مبروك، بعد أن نجح فى إقناعهما بالانضمام لجماعةالتوحيد والجهاد؛ التى أصبح اسمها الآن تنظيم “أنصار بيت المقدس”..كانت إشارة البدء للإعلان عن هذا التنظيم تفجيرات خط الغاز  بسيناء والموصل لإسرائيل، ثم توالت عمليات التنظيم داخل سيناء وخارجها، وكان أخطرها مذبحة الجنود برفح، واغتيال المقدم محمد مبروك، وغيرها من العمليات الارهابيةالكبرى؛ منها تفجير مديرية أمن جنوب سيناء، ومديرية أمن الدقهلية فى مدينةالمنصورة، ومديرية أمن القاهرة، وكان “توفيق” هو القائد الميدانى لعملية عرب شركس، كما أنه كان المشرف الرئيسى لمحاولة اغتيال وزير الداخليةالأسبق اللواء محمد إبراهيم، وكذلك كان هو العقل المُدبر لعمليات السطو على محلات الصاغة الخاصة بالأقباط،وأيضًا استهداف المجرى الملاحى لقناةِ السويسِ والسفنِ المارة به، وتفجير حافلة سياحية فى جنوب سيناء..وفى مارس عام 2014، أعلن التنظيم عن مقتل قائده ومؤسسه أبو عبدالله “توفيق فريج زيادة”، وقاموا بنعيه فىشريطٍ مصورٍ على اليوتيوب، ثم دبت الخلافات التنظيمية والعقائدية فى صفوف هذا التنظيم، وتغير اسم التنظيم من “أنصار بيت المقدس” إلى “ولاية سيناء” تحت قيادة التكفيرى أبو همام الأنصارى، ونوابه كمال علام، شادىالمنيعى، وهو ما دفع الإرهابى هشام عشماوى ورفيقه عماد إلى نقض بيعتهما للتنظيم والانسلاخ عنه، ليتوجهاغربًا إلى ليبيا، ليُؤسسا هناك تنظيم “المرابطون”؛ المرتبط بتنظيم “القاعدة”.
مذبحة  مسجد  الروضة
وفى أكثر الجرائم دمويةً فى تاريخ مصر الحديث، نفَّذ تنظيم داعش أبشع مذبحةٍ بشريةٍ داخل مسجد الروضة ببئر العبد بسيناء، أثناء خُطبة الجمعة فى 24 نوفمبر من عام 2017.. هاجم المسجد أكثر من 20 مسلحًا، رافعين علم داعش، حيث فتحوا نيران بنادقهم الآلية على المصلين، فقتلوا 305 مصلين، وأصابوا 128 آخرين.. مسجد”الروضة” تابعٌ للطريقة “الجرارية” الصوفية، وكان أحد مرجعياتها الشيخ سليمان أبوحراز، الذى قام تنظيم داعش بذبحه، ونشر الفيديو على شبكة الإنترنت فى 19 نوفمبر 2016، وكان داعش قد هدد بتفجير المسجد منقبل، حيث قال أميرٌ داعشىٌّ فى رسالةٍ له: “انتشر الشرك بالله فى الطرق الصوفية بشكلٍ كبيرٍ، حتى هرم عليهالكبار، ونشأ عليه الصغار، فاشتدت المصيبة، وهم يعتقدون النفع والضرَّ فى الأموات، ويستغيثون بهم، ويتخذونهموسائط إلى الله، كما يتبعون طواغيتهم وشيوخهم فى باطلهم، ويُؤدون لهم السمع والطاعة فى القول والفعل، مشيرًاإلى أن أتباع الطريقة الجريرية يُقدسون الأضرحة، ويقرأون كلامًا يحتوى على ألفاظٍ شركيةٍ، مثل الاستغاثةبالنبى، وطلب الشفاعة، كما أن مشايخ الصوفية على علاقة بأجهزة الأمن، ومنهم سليمان أبوحزار؛ الذى يحمللقب شيخٍ وهو دجالٌ.. برر داعش جريمة ذبح سليمان أبوحراز، قائلاً: “مجاهدو تنظيم الدولة قبضوا عليه معقطيفان بريك؛ لأنهما كاهنان يدعيان علم الغيب، وقد حكم القاضى الشرعى للتنظيم عليهما بقطع الرقبة بلااستتابة”.
 السيسى المُنقذ  دائمًا
ربما لم يحصل الرئيس السيسى على حقه كاملًا حتى الآن، وربما لم ينصفه المؤرخون الإنصاف اللائق بما فعله من أجل مصر التي كان ينتظرها ما لحق بسوريا وليبيا واليمن والعراق ضمن مخطط الشرق الأوسط الجديد الذى عكفت على إعداده كوندليزا رايس لسنواتٍ طويلةٍ.. الرئيس السيسى حمل روحه على أكفه وأنقذ مصرَ من مصيرٍ مجهولٍ كان ينتظرها تحت حكم الفاشية الدينية؛ الذى دعمته بشدةٍ آن باترسون، السفيرة الأمريكية بالقاهرة،ووزيرة خارجيتها هيلارى كلينتون، ومن قبلهما الرئيس الأمريكى باراك أوباما..سوف يُسجل التاريخ بأحرفٍ من نورٍ أن الرئيس السيسى قاد ثورة الخلاص، وأنقذ مصرَ، بعد أن أعلنت جماعة الإخوان وداعموها فى تركيا وقطر أنه لا تُوجد قوةٌ على ظهر الأرض تزحزحهم من فوق عرش مصر؛ الذى وصلوا إليه بعد جهادٍ مسلحٍ وتنظيمىٍّ قرابة قرنٍ من الزمان.الرئيس السيسى لم يُفكر يومًا فى نفسه أو أسرته، بل فكَّر فى مصر التى كانت تتقاذفها أمواجٌ عاتيةٌ فى بحرٍ بلا شُطانٍ.. الرئيس السيسى فكَّر فى 100 مليون مصرى، لم يهتز، ولم يعبأ بالتهديدات التى أطلقها خيرت الشاطر، واعتراضات دولٍ ومنظماتٍ دوليةٍ، ولم يبالِ بالتهديد الصريح الذى أسمعه محمد مرسى لوزير الداخلية اللواء محمدإبراهيم، عندما اتصل به غاضبًا آمرًا إياه بسرعة تدخُّل الشرطة لحماية مكتب الإرشاد بالمقطم.. وعندما أبلغها للواء محمد إبراهيم أن الإخوان هم الذين أطلقوا الرصاص من داخل مكتب الإرشاد، وأنهم قتلوا عددًا كبيرًا من المتظاهرين ثار مرسى وقال مقولته الشهيرة للواء محمد إبراهيم: “اوعى تفتكر إن 30 يونيو هتنجح.. لا ده مشهيحصل وساعتها هاعدمك انت والسيسى فى قلب ميدان التحرير” !!
 التحديات  جسامٌ
علينا أن نُدرك جيدًا أن التحديات التى تُواجه الدولة المصرية كبيرةٌ، وأن السيسى رغم كل العقبات يُعيد بناء مصرالحديثة، وحقق إنجازات فى سنواتٍ قليلةٍ ما كان لها أن تتحقق خلال 50 عامًا أو يزيد، وهذا ما يُقلق أعداء مصرفى الداخل والخارج؛ الذين أرادوا لمصر سقفًا لا تتخطاه، ودائرةً لا تبرحها، لذلك حاولوا  بكل ما أُوتوا من قوةٍ إرباك المشهد، وإثارة القلاقل، وفتح جبهاتٍ؛ حتى لا تتفرغ  مصر للبناء والتنمية..علينا أن نُفكِّر جيدًا فيما يحدث من حولنا؛ لنتأكد من الأخطار التى تحدق بنا، والتحديات التى تواجهنا.. أمريكاوالغرب خططوا لنقل الفلسطينيين لسيناء، بل إن مرسى عندما كان رئيسًا وافق على هذه الصفقة؛ لأن الوطن فىعقيدة الإخوان ما هو إلا حفنةٌ من ترابٍ عفن، وجاء السيسى ليُصبح العقبة فى طريقهم.. بعض أجهزةالاستخبارات كانت تسعى لتقسيم مصر  إلى عدة أجزاءٍ فى الجنوب والشرق والغرب، وجاء السيسى ليُصبح العقبة فى طريقهم.. المخابرات التركية كانت تحلم بأن تُسيطر على الدول العربية وغاز شرق المتوسط، وأصبح السيسى العقبة فى طريقهم.. جماعة الإخوان كانت تُريد أن تحكم مصرَ ولو على جثث المصريين، وكان السيسىالعقبة فى طريقهم..إثيوبيا بمساعداتٍ دوليةٍ قامت ببناء سدٍ، عقب المؤتمر السرى للإخوان، والذى كان يذاع على الهواء مباشرةً، لكن السيسى ناضل - ولا  يزال - من أجل حفظ حقوق مصر فى النيل؛ حتى لا تعطش مصر  ويعطش المصريون.. الجيش المصرى أصبح يُشكل هاجسًا لكل القوى والدول التى لا تُريد جيشًا قويًا فى المنطقة، بعدالقضاء على الجيش العراقى، لكن السيسى قام بتحديث الجيش وتنويع مصادر تسليحه؛ ليُصبح الجيش الأقوى فى المنطقة، ووقف السيسى أمام رغبتهم، وأصبح العقبة فى طريقهم. الغرب يُريد أن تظل أفريقيا وثرواتها تابعةً له، وأن يعيش سكانها في الجهل والفقر والحروب الأهلية؛ ليمتص ثرواتها، لكن السيسى عندما تولى رئاسة الاتحاد الأفريقى العام الماضى غيَّر هذه الاستراتيجية إلى المشاركة،وتبادل المنفعة مع القارة السمراء؛ من خلال مؤتمرات شراكةٍ عالميةٍ مع ألمانيا والصين والأمم المتحدة.. إيران تُريد أن تُسيطر على الخليج، لكن السيسى هو العقبة فى طريقها.. أمريكا والغرب يُريدونها حروبًا مشتعلةً فى الشرق؛ ليستمروا فى بيع السلاح الذى تُنتجه مصانعهم، والسيسى هو العقبة فى طريقهم.
وبهذه الحلقة أختتم حلقات كشف أسرارٍ من دفتر أحوال ثورة 30 يونيو؛ التي عايشت أحداثها، وكنتُ شاهدًاعلى وقائعها، ولا أملك إلا أن أقول: حفظ الله مصر، ورئيسها البطل عبدالفتاح السيسى، وجيشها العظيم،وشرطتها الباسلة.
وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر