حكايات| للجنس الناعم بالصعيد.. مدربة لتعليم قيادة السيارات بـ«الطب النفسي»

للجنس الناعم بالصعيد.. مدربة لتعليم قيادة السيارات بـ«الطب النفسي»
للجنس الناعم بالصعيد.. مدربة لتعليم قيادة السيارات بـ«الطب النفسي»

محللة نفسية ومهندسة ميكانيكية وأسطى في تعليم قيادة سيارات، خلقت لنفسها شخصية قيادية بالفطرة وقررت أن تستغلها في مكانها الصحيح وبمرور الوقت أصبحت مدربة وبمثابة معالجة نفسية داخل حلبة قيادة السيارات. 

 

عملت مروة بيومي (36 عاماً) في مجال المحاسبة بعد تخرجت في كلية التجارة جامعة أسيوط، وقررت أن تبني لنفسها «كريرها» الخاص يكون لها وحدها فقررت أن تكون أول مدربة قيادة سيدة في محافظة أسيوط و«للنساء فقط»، وتتمنى أن تكون أول سيدة صاحبة أكاديمية لتعليم قيادة السيارات على مستوى المحافظة، لما لا وطموحها يعانق عنان السماء. 

 

منذ 15 عاماً تخرجت مروة في كليتها، فلاقت تشجيعا من والدها وأشقائها الأولاد على قيادة سيارة والدهم ووجدت فيها العوض عن ملء الفراغ الوظيفي وعشقت فن الجلوس على «الدركسيون»، وقررت أن تخلق لنفسها فرصة عمل من خلال الهواية التي أحبتها ولم تنتظر في طابور العاطلين وخلال 5 سنوات تبنت عملها الجديد.

 

 

تقول مروة: «بدأت الدخول لهذا المجال ورأيت الكثير من الرافضين والغاضبين من الرجال ولكن أهلي شجعوني على الفكرة وجعلوني أرمي التنمر الذكوري خلف ظهري، تعلمت كثيراً من التجربة والتي جعلتني أقرأ في علم النفس والصحة النفسية لمعالجة التوتر الفطري لدى الفتيات والنساء قبل أن يقدن السيارة».

 

وتضيف: «معظم الفتيات لا يستطعن القيادة بسبب هذا التوتر وفقدان الثقة بالنفس في بعض الأحيان نتيجة المجتمع الصعيدي الذي يعتبر المرأة تابعة للرجل ولا تستمد ثقتها إلا من خلاله، بل واضطررت إلى معالجة فوبيا الخوف من القيادة لدى بعضهن نتيجة حوادث سابقة ترتب عليه فوبيا قيادة السيارة أو حتى ركوبها».

 

 


عشقت المدربة الشابة المهنة حتى النخاع وقررت أن تسير على نهج «حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب»، فتعلمت خلال هذه الفترة الميكانيكا للسيارات بشكل عام، وسياراتها  «فيات 128» تحديداً والتي تعلم عليها الفتيات لأول مرة، وذلك حتى لا تتوقف أمام أي مشكلة تواجهها أثناء القيادة أو التدريب.

 

وتواصل مروة: «فكرتي لقت قبولاً كبيراً من الفتيات والنساء في المجتمع الأسيوطي وساعدني إنشاء جروب لتعلم القيادة النسائية على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، وسعدت جداً بنجاحها وبدأت بناء شبكة علاقات قوية مع الكثير من المتدربات واللاتي أصبحن قائدات ماهرات».

 

 

لا يتوقف طموح مروة على مركز تدريب بل تريد أن تفتتح أكاديمية قيادة كاملة للنساء فقط وتعلم القيادة والميكانيكا وتجعل الفتاة مؤهلة للحصول على رخصة قيادة بمجرد دخولها حلبة اختبار المرور، وتتمنى أن تلقى فكرتها وطموحها دعم الدولة ومساندتها لبناء جيل من فتيات وسيدات الصعيد قادرات على القيادة بدون أخطاء ومواجهة تنمر البعض عليهن خلال القيادة لسوء أو ضعف قدراتهن.