حروف ثائرة

محمد البهنساوي يكتب: أبطال الثانوية.. والقمة الحقيقية

محمد البهنساوى
محمد البهنساوى

 انتهى أصعب عام للثانوية العامة بمصر.. لكن لم ينته ماراثون أبطال تلك الدفعة.. فرغم أن النتيجة جاءت لتتوج أولا جهد هؤلاء الأبطال.. وثانيا جهد وفكر الدولة بكافة أجهزتها التى وقفت وراء مرور هذا العام بسلام.. خاصة وزارة التربية والتعليم..لكن ما هى إلا أيام وينطلق ماراثون تنسيق دفعة الأبطال.

 

وهنا لن أتحدث عن السنة «الكبيسة» التى عاشها أبناؤنا وأسرهم.. ولا التحديات العديدة التى خاضوها من توقف الدروس لغياب المراجعات الحقيقية وصولا لأداء الامتحانات وكأنهم فى حرب.. فلفظ «أبطال» يستحقه عن جدارة طلاب هذه الدفعة ويستحقون معه كل دعم وتقدير.. ولن أتحدث عن جنون مصاريف الجامعات الخاصة وكأننا بدولة غنية وشعب من الأثرياء.. أو الإقبال الخرافى على تلك الجامعات رغم الأسعار الجنونية.


وبما أننا على أبواب المرحلة الأولى للتنسيق الجامعى لدفعة الأبطال، ومع ما نتابعه من الارتفاع المتوقع للحدود الدنيا لما يسمى بكليات القمة للدرجة التى تجعل طالبا حاصلا على حوالى 98% لن يلحق بإحداها.. أو حاصلا على 97.5% ولا يلحق بالمرحلة الاولى للتنسيق!!.

 

وعن المسمى المزعوم «كليات القمة» نتحدث اليوم ولعلها فرصة ونحن نودع نظاما للثانوية ظل جاثما لعقود من الزمن على صدور المصريين.. لنبدأ نظاما جديدا نتمناه حقيقيا وواقعيا ويلبى أحلام وطموحات أبنائنا وينمى قدراتهم وإمكانياتهم ويوظفها التوظيف الحقيقى.. وتلك هى القمة الحقيقية.. لا جدال أن أبناءنا الأوائل أو الحاصلين على مجاميع تتخطى 95% هم من خيرة شبابنا ونرفع لهم القبعة.. لكن أن يكون هذا المجموع وحده هو وسليتهم ودافعهم للالتحاق بالطب أو الهندسة او الصيدلة.. تلك هى المعضلة الحقيقية!.


فهل من المنطق والعقل ونحن فى بداية القرن الحادى والعشرين أن نظل نفكر بمنطق منتصف القرن الماضى؟! أعلم أن الثانوية العامة التقليدية انتهت ونحن على أعتاب نظام جديد.. لكن هنا أريد التحدث عن نقطتين مهمتين.. الأولى تخص أبناءنا من أبطال ثانوية كورونا وآخر جيل بالثانوية التقليدية.. لابد من توعيتهم وفى أسرع وقت بمعنى القمة الحقيقية للكلية التى يريدونها.

 

فكلية القمة التى تتناسب مع قدراته.. وتؤهله لعمل بعد التخرج يظهر تلك القدرات.. الكلية التى يجد نفسه فيها مهما كان اسمها أو المجموع الذى تقبله.. فما المانع أن يتقدم الطالب الحاصل على 99% لكلية الاداب أو الحقوق أو التجارة أو الزراعة إذا كانت إحداها تناسب قدراته وتلبى طموحه؟.. لابد من البدء سريعا وبشكل مكثف من الجميع لمساعدة أبنائنا على حسن الاختيار خلال الأيام القليلة المتبقية على التنسيق.


النقطة الثانية المهمة للغاية هى ضرورة التأكد من أن النظام الجديد للتعليم الثانوى نتمنى ألا يقضى فقط على ما نسميه بعبع الثانوية وامتحاناتها.. إنما أيضا على أسطورة كليات القمة.. لنسعى إلى بناء شخصية التلميذ منذ الحضانة وطوال سنوات الدراسة الاساسية ليتعرف على مواهبه وقدراته مبكرا ودعمها وصولا للكلية المناسبة له.. وتلك تكون كلية القمة الحقيقية له.. والقمة الحقيقية التى نسعى ان نبلغها لأجيالنا المقبلة وبما يناسب مصر الجديدة التى نحلم بها ولها.