إجراء انتخابات «الشيوخ» فى ظل «كورونا» يثبت قدرة مصر على مواجهة التحديات

 انتخابات الشيوخ
انتخابات الشيوخ

- خبراء وسياسيون: الدولة نجحت فى توفير مناخ انتخابى مثالى رغم الجائحة 

تعلن الهيئة الوطنية للانتخابات الأربعاء المقبل نتيجة انتخابات مجلس الشيوخ التى أجريت الأسبوع الماضى، يأتى ذلك فى الوقت الذى أثبت فيه المصريون إدراكهم لمسئولية المشاركة فى تلك الانتخابات وهو ما ظهر جليا من نسبة الإقبال والمشاركة الملحوظة من جانب المرأة والشباب ومختلف فئات المجتمع والتى ساهمت فى نجاح هذا الاستحقاق، والتأكيد على الاستقرار السياسي الذى تعيشه الدولة المصرية باستكمال المؤسسات التشريعية وإثراء الحياة النيابية، كما أن إجراء الانتخابات فى ظل الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الدولة لمواجهة فيروس كورونا من توفير بوابات تعقيم ومطهرات وتعقيم اللجان بشكل مستمر وتوفير الكمامات فى مقار الاقتراع كان من العوامل المحفزة والمطمئنة للناخبين للتوجه للإدلاء بأصواتهم، وفى النهاية أثبتت الدولة بكل أركانها سواء مؤسسات أو مواطنين قدرتها على إتمام نجاح انتخابات الغرفة الثانية للبرلمان لتخرج بصورة مشرفة لمصر أمام العالم الذى لازال يعانى من وباء «كورونا».

نجاح الدولة المصرية فى إجراء انتخابات مجلس الشيوخ فى ظل الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار جائحة كورونا والتى تجتاح العالم جاء بمثابة رسالة قوية إلى العالم أن مصر تعيش حالة من الاستقرار السياسى والأمنى والتشريعى.. نجاح التنظيم جاء من خلال تنسيق الهيئة الوطنية للانتخابات مع مختلف مؤسسات الدولة لتوفير سبل الوقاية للناخبين وجميع الأطراف المشاركة فى العملية الانتخابية، ومنها توفير الكمامات الطبية للمترددين على اللجان الانتخابية، وتعقيم المقار الانتخابية خلال عملية التصويت، ومراعاة البعد الاجتماعى، وتوفير سبل الراحة والمساعدة لكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة، بالإضافة لاستخدام الكواشف الطبية.


أكدت د.نهى بكر أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية وعضو الهيئة الاستشارية بالمركز المصرى للفكر والدراسات أن الدولة نجحت فى إجراء انتخابات مجلس الشيوخ فى ظروف مختلفة لم تمر على أى انتخابات سابقة، ووفرت كل سبل الوقاية للحد من انتشار فيروس كورونا وتم تطبيق جميع الإجراءات الاحترازية، وأضافت أنه يحسب للدولة اهتمامها بالمصريين فى الخارج سواء عاملون أو طلاب، وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة فى العملية الانتخابية والتيسير عليهم فى ظل انتشار فيروس كورونا.. وأضافت أنه رغم وجود وباء كورونا لكن الدولة أصرت على استمرار المشروعات القومية والحياة السياسية لإرساء قواعد الدولة المصرية، مؤكدة أن إجراء الانتخابات فى موعدها هى رسالة أن الدولة مستقرة تعمل رغم التحديات التى تواجه العالم أجمع، ورسالة أيضا أن الدولة سوف تجرى كل الاستحقاقات فى موعدها حتى فى ظل التحديات التى تواجهها لتثبت أنها دولة مؤسسية.


ومن جانبه قال أحمد مقلد نائب رئيس حزب المؤتمر وعضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين إن انتخابات مجلس الشيوخ كانت بمثابة تجربة رائعة، وخاصة فى ظل المشاركة الإيجابية من قبل المواطنين، مضيفا أن هذه الانتخابات نموذج يحتذى به على إجراء انتخابات بشكل ديمقراطى وحيادى فى ظل التحديات التى تواجهها الدولة، وأضاف مقلد أن العالم نظر إلى مصر بعين إعجاب وتقدير، نتيجة إجراء انتخابات مجلس الشيوخ فى ظل انتشار جائحة كورونا، مشيدا بالاستعدادات التى أجرتها الهيئة الوطنية للانتخابات، من أجل إجراء هذا الاستحقاق، للحفاظ على صحة الناخبين الذى شاركوا فى الانتخابات، مضيفا أن مشاركة المواطنين أثبتت للعالم أن المصريين على درجة عالية من الوعى ورغبة فى رسم مستقبل وطنهم وأولادهم وتكريس الديمقراطية، وأشاد «مقلد» بحرص المرأة وذوى الاحتياجات الخاصة وكبار السن على الإدلاء بأصواتهم فى الاستحقاق الدستورى، مضيفا أن إجراء انتخابات مجلس الشيوخ، وبعدها مجلس النواب يبعث برسالة فى منتهى القوة مفادها أن مصر تعيش حالة من الاستقرار السياسى والأمنى والتشريعى.


وأوضح عمرو درويش عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين أنه رغم الظروف والتحديات الراهنة بسبب فيروس كورونا نجحت الدولة فى توفير مناخ انتخابى مثالى لمجلس الشيوخ من خلال توفير الاحتياجات والإجراءات الوقائية، موضحا أن الدولة حرصت على تنظيم عملية التباعد الاجتماعى بين الناخبين للحفاظ على صحة المواطنين.. وأضاف أن مجلس الشيوخ يختلف بشكل تام عن اختصاصات مجلس الشورى الذى ألغى بموجب دستور 2014، فنحن الآن أمام مجلس باختصاصات وصلاحيات مختلفة، فهذا المجلس سيكون العقل الثانى المساند لمجلس النواب ومؤسسات الدولة فى اتخاذ الكثير من القرارات من بينها تعديل مواد الدستور والنظر فى معاهدات الصلح والمعاهدات الدولية وإقرار السلام الاجتماعى، مؤكدا أن المجلس سيكون مسئولا عن ترسيخ دعائم الديمقراطية وخطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وصلاحياته ستكون مكملة لمجلس النواب ومساندة للقيادة السياسية، مضيفا أن المجلس من المفترض أن يتم إعطاؤه مساحة وفترة زمنية للتعامل مع المجتمع ونرى مخرجاته ولجانه وكيفية التعامل مع المجتمع الدولى، ليكون ذراعا قويا للدولة المصرية فى مواجهة التحديات.