بصراحة الدعوة التي أطلقها عبد الحكيم عبد الناصر تستحق من الحكومة أن تأخذ القرار وتبدأ في التنفيذ.. فالصناعة عندنا هي شعارات

حكومتنا الرشيدة.. حكومة غلبانة جدا لأن رئيسها موظف حكومة بدرجة مهندس بترول لا يملك فكراً ولا طموحاً.. فهو ينفخ في قربة مقطوعة وهو يحمل لنا وعودا وردية عن توفير فرص العمل.. فلم نسمع أنه ربط التعليم باحتياجات السوق بدليل أنه تجاهل التعليم الفني ومراكز التدريب.. مع أن البلد في هذه المرحلة في حاجة إلي انقلاب علي منظومة التعليم بتشجيع التعليم الفني ووضع حوافز لكل من يتعلم «صنعة».. ماذا يجري لو انتهجنا نفس الخط الذي انتهجته ألمانيا بعد الحرب العالمية وتحولت إلي دولة صناعية بعد أن أوقفت التعليم العام سنوات إلي أن أصبح لديها قلعة صناعية يديرها شبابها خريجو التعليم الفني..
- لكن هذا لا يمكن أن يحدث في مصر بسبب العقلية الروتينية التي تعمل بها الحكومة.. لذلك ترونني أطالب بأن يكون رئيس الحكومة شجاعاً إما بتناول أقراص الشجاعة أو أن يتيح الفرصة لغيره في أن يتبوأ موقعه.. انتهت مرحلة الأيادي المرتعشة.. ماذا لو أجبرت كل منشأة صناعية علي إقامة مركز تدريب في كل منشأة لتدريب أصحاب المؤهلات العليا مقابل مكافأة شهرية وبعد تأهله يتم تعيينه براتب يشجعه علي الانتظام في عمله.. لابد أن نفهم أن مصر بدون الصناعة تتخلف اقتصادياً..
- هذا الكلام أقوله بمناسبة الحوار الذي دار بيني وبين الشاب الجميل روحا وخلقا عبد الحكيم ابن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر «طيب الله ثراه».. لقد جمعتني الصدفة أن يجاورني الجلوس داخل الطائرة المصرية التي أقلعت بنا من مطار هيثرو في لندن متجهة إلي القاهرة.. وقد دار حوار بيننا عن التركة التي كانت من نصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولأن الرجل يحمل أحلاما يريد أن يسعد بها جميع المصريين فلذلك لا تشغله الصغائر التي يختلقها الأفراد لإثارة القلق، فالرجل قوي وقادر علي مواجهة التحديات في سبيل الارتقاء بمصر وتحقيق الرخاء لهذا الشعب..
- قلت له.. اسمح لي أن أفتح لك قلبي وأقولها لك بصراحة الذين يتحدثون باسم الزعيم جمال عبد الناصر هم الذين يثيرون هذا القلق وخذ مثلا لهذا حمدين الصباحي إلي الآن يتبني الدعوة ضد النظام والدليل موقفه الأخير في إشعال الموقف داخل نقابة الصحفيين.. هل عبد الناصر لو كان حياً سيقبل بأن يزج باسمه في إثارة القلق ضد الاستقرار؟ قال ابن الزعيم جمال عبد الناصر: نحن أغلقنا الأبواب علي كل من يدعي أنه ناصري وينقلب علي السيسي فهو رجل هذه المرحلة يكفي أنه يضع رأسه علي كفه في الدفاع عن هذا البلد، إخلاصه وعطاؤه لمصر لا يستحق هذا الجحود.. كلامه أثلج صدري، ويكفيني فخراً وهو يعلن أن الناصريين أبرياء من محاولات ضرب الاستقرار لمصر..
- ثم يحدثني عبد الحكيم عبد الناصر عن أمنياته لمصر فهو يتمني أن تعود مصر إلي مجدها أيام ما كانت الصناعة المصرية عنوانا لنا في الخارج..
.. قلت له انت بهذا الكلام تشدني إلي عصر الوالد رحمه الله فقد شهدت مصر الصناعات الحربية علي يديه وكنا نصدر قطع السلاح للعراق ولإفريقيا، وبوفاة عبد الناصر ماتت كل هذه الصناعات حتي نجحت الدول المنتجة للسلاح في أوروبا وأمريكا أن تفرض علينا حظرا.. مع أن دولة مثل مصر تتصدي للإرهاب المفروض أن تساندها كل الدول المنتجة للسلاح.. لكن ماذا تقول للمؤامرة ضد مصر؟..
بصراحة الدعوة التي أطلقها عبد الحكيم عبد الناصر تستحق من الحكومة أن تأخذ القرار وتبدأ في التنفيذ.. فالصناعة عندنا هي شعارات.. وزير الصناعة طارق قابيل لا يملك حق محاسبة رئيس مصنع لأن الشركات الصناعية تخضع في الإدارة إلي وزير قطاع الأعمال حتي أصبح الرجل متفرغا للتجارة علي اعتبار أنه وزير للصناعة والتجارة ولا أعرف لماذا هذا الخلط، فإذا أردنا أن ننجح بالصناعة فلابد الفصل بين الصناعة والتجارة وأن تخرج المصانع من تحت عباءة قطاع الأعمال..
- ما الذي يمنع من أن نستفيد بخبرة الرجل المحترم الدكتور المهندس إبراهيم فوزي والذي كان وزيرا للصناعة وجميع الأجهزة الرقابية تشهد لهذا الرجل بالنزاهة وأنه الوحيد الذي انسحب رسمياً وعلي الهواء من جميع الوظائف السيادية في عهد مبارك، والرجل يكفيه فخرا بعودته للتدريس في جامعة القاهرة.. وخبرة عالم مثله قد تفيد الحكومة في وضع هيكل لكيفية بناء قلعة صناعية.. لقد سمعته كثيرا وهو يطالب بتفعيل عمل البنك الصناعي والذي كان سندا لكل الصناعات وللأسف تدهور بعد أن أاصبحت جميع المنح التي تأتي إلي مصر تدخل البنك المركزي ثم تصرف القروض الصناعية بفائدة قد تصل إلي ١٤% في حين كانت فائدة البنك الصناعي لا تتعدي ٦% لصالح المستهلك..
- من حقنا أن نفخر بالمهندس محمد السويدي رئيس اتحاد الصناعات الذي يناضل من أجل عودة القلاع الصناعية في جميع الأنشطة الصناعية مثل صناعة النسيج والأحذية والسيارات.. صحيح أن مصر محظوظة بعقليات مثل عقلية صفوان ثابت الذي يترأس أكبر قلعة صناعية في صناعة الألبان والعصائر.. وعقلية مثل عقلية عمر الدماطي ملك «دومتي».. وأسماء أخري وأخري نتمني أن يتصدر إنتاجها جميع صادراتنا إلي أوروبا.. السؤال هنا للحكومة متي يعود اسم مصر إلي الأسواق الأوروبية بالصناعات المصريه؟.. أكيد يوم أن تنفصل مصانعنا عن قطاع الأعمال وتدخل حضن وزير الصناعة..