فى الصميم

لقاح كورونا..وصراع السياسة والمال!!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

هل نحن أمام الإنجاز المنتظر، أم أن أمامنا بعض الوقت لنتأكد من ذلك؟.. السؤال يطرحه إعلان  الأمس من جانب الرئيس الروسى «بوتين» عن  انتهاء روسيا من تطوير أول لقاح ضد فيروس «كورونا» فى العالم وتأكيده أن اللقاح اجتاز كل الاختبارات بنجاح وان إحدى بناته كانت من بين من شاركوا فى التجارب وتلقى اللقاح.
ورغم تأكيد مسئولين روس ان الشهر القادم سيشهد إنتاج كميات كبيرة من اللقاح الذى قالت موسكو إنها جربته على متطوعين ثم على جنود من الجيش بنجاح كامل..  الا ان ذلك لم يمنع البعض من إثارة مخاوف من ان يكون تمرير اللقاح قد تم على عجل ودون اتخاذ التدابير اللازمة للتأكد من سلامته على الأفراد!!
هل العلم  وحده هو من يتكلم هنا، أم ان هناك ايضا صراع المصالح الكبرى والمنافسة بين الدول والشركات العملاقة على إثبات التفوق وعلى نيل النصيب الأكبر من «كعكة» اللقاح ومكاسبه الطائلة؟!
الاجابة لن تتأخر طويلا،  فالعالم ينتظر اللقاح المنقذ، والشركات العملاقة فى سباق هائل لإنتاجه. وهناك أكثر من لقاح دخل المراحل النهائية.. وهناك تمويل غير مسبوق للأبحاث.. وهناك أمريكا وأوربا والصين تدخل بكل قوتها فى المنافسة وهناك ظروف استثنائية مثل تلك التى تدفع رجلا مثل ترامب لرصد المليارات من اجل ان يكون فى حوزته أول إنتاج من اللقاح (الذى يتمناه أمريكيا) وليكون ذلك قبل انتخابات نوفمبر.. لعل فى ذلك ما يمنحه دفعة كبيرة فى الانتخابات تمحو الأخطاء الكارثية التى وقعت فى التعامل مع «كورونا».
وتبقى الإشارة الى أن هيئة الصحة العالمية قدرت التكلفة الأولية لتوفير الاحتياجات العاجلة لدول العالم من اللقاح بعد انتاجه بمائة مليار دولار، سيكون على دول العالم (وخاصة الدول الثرية) ان تتعاون فى جمعها وفى وضع نظام عادل لتوزيع اللقاح على الجميع بأكبر قدر من المساواة.
وحتى يتم ذلك تبقى الكمامة والماء والصابون وتجنب الزحام هى السلاح الأقوى ضد كورونا.. وربما ستبقى كذلك ـ لحد كبير ـ حتى بعد توفير اللقاح حيث يقول العلماء إن اللقاح الذى تثبت فعاليته سيكون واقيا بنسبة تتراوح ما بين ٥٠ و٧٠٪ كما هو الحال فى معظم اللقاحات الأخرى.
نستبشر خيرا، وننتظر انتصار العلم  وتوفر اللقاح، ونبقى على التزامنا  بإجراءات الوقاية الشخصية فهى حصن الدفاع الأول.. والدائم.